رجا زعاترة: بقاؤنا في الائتلاف يتعلق بتجاوب كاليش مع حقوقنا

مراسل حيفا نت | 23/10/2020

صحيفة “حيفا”

 

تداولت وسائل الإعلام المحلية مؤخرًا أنباء حول وجود توتر شديد بين كتلة “الجبهة” في بلدية حيفا رجا زعاترة وشلبي وبين رئيسة البلدية عينات كاليش روتم، بعد أن امتنعت “الجبهة” عن تأييد ميزانية البلدية للعام 2021.

وكانت كاليش قد أقالت قبل نحو شهر نائبها الراب دوف حيون (ميرتس) الذي تغيّب عن جلسة الميزانية. بالمقابل تواردت أنباء عن إمكانية انضمام كتلة “يش عتيد” إلى الائتلاف بدلاً من “الجبهة” وحصولها أحد أعضائها على نيابة الرئيس بدلاً من شهيرة شلبي.

حول هذا الموضوع كان لنا اللقاء التالي مع رئيس كتلة “الجبهة” في بلدية حيفا السيد رجا زعاترة.

 

حيفا: هل ستخرج “الجبهة” من ائتلاف كاليش وكيف تصف العلاقة مع رئيسة البلدية؟

زعاترة: لقد دخلنا إلى الائتلاف لكي نخدم جمهورنا ونؤثر قدر الإمكان على القضايا المطلبية والخدمية الكبيرة والصغيرة، خصوصًا في مجالات التخطيط والسكن والتربية والتعليم. هذه هي القضايا الاستراتيجية للجماهير العربية في البلاد وخصوصًا في المدن المختلطة. علاقتنا مع رئيسة البلدية عادية. فهناك خلافات في وجهات النظر في بعض القضايا وهناك عمل مشترك في عدة قضايا. ولا أنكر أنه حصل توتّر معيّن بعد موقفنا في موضوع الميزانية.

 

حيفا: لماذا صوتتم ضد الميزانية؟

زعاترة: لأن الميزانية لم تتجاوب بالشكل الكافي مع مطالبنا وحقوقنا كعرب في حيفا. لقد قدّمنا وثيقة مطالب بقيمة حوالي 32 مليون شيكل لزيادة ميزانيات المراكز الجماهيرية للأحياء العربية، وفعاليات الثقافة العربية، وترميم المدارس العربية، والمنح للطلاب الجامعيين، والمنشآت الرياضية والثقافية، والحضانات اليومية، ونوادي المسنين، ومراكز الشباب والنساء. بالإضافة إلى دفع خطة شاملة لجهاز التعليم العربي والمخططات الهيكلية لأحياء وادي النسناس والحليصة ووادي الجمال والمحطة، ومشاريع البنى التحتية والتطوير في الأحياء العربية وغيرها من القضايا. وذلك بناءً على مطالب لجان الأحياء ومجالس أولياء الأمور والمسوحات المهنية التي تعدّها مؤسسات مثل مركز مساواة وجمعية التطوير الاجتماعي ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي وغيرها من أصحاب الاختصاص في كل مجال ومجال.

وتم التجاوب بشكل جزئي مع هذه المطالب ولذلك طرحنا الموضوع على إدارة الجبهة في حيفا وكان القرار عدم دعم الميزانية حتى تحقيق هذه المطالب. في السنة الأولى (2019) قالت رئيسة البلدية أنها ما زالت تدرس الأمور، وفي السنة الثانية (2020) جاءت أزمة كورونا. أما اليوم فنحن على أعتاب السنة الثالثة (2021) ولا بدّ أن نرى تغييرات فعلية وملموسة على أرض الواقع.

 

الجبهة: بلدية حيفا تهمل المدارس العربيةطرح عضوا بلدية حيفا رجا وزعاترة وشهيرة شلبي في جلسة المجلس البلدي الأخيرة (8…

Posted by ‎الحزب الشيوعي والجبهة حيفا מק"י וחד"ש חיפה‎ on Saturday, September 12, 2020

حيفا: هل طرحتم موضوع المسرح العربي وميزانيات الثقافة العربية؟

زعاترة: نعم بالتأكيد. في فترة يونا ياهف وحتى العام 2018 كان مسرح “الميدان” يحصل سنويًا على دعم بلدي بقيمة مليون وربع شيكل، حتى في أوج التحريض على المسرح. وبعد أن تم إغلاق المسرح وتفكيك الجمعية امتنعت البلدية في عهد كاليش عن تحويل هذه الميزانية لمسارح ومؤسسات أخرى تعمل في مجال المسرح والثقافة والفنون. وهذ كانت إحدى النقاط الخلافية مع رئيسة البلدية حول الميزانية وأحد أبرز الأسباب لموقفنا.

نحن مصرّون على ضرورة وجود مسرح “ريبرتوار” عربي مستقل في حيفا، وعلى ضرورة الحصول على دعم جدي له من البلدية. ومثلما تموّل البلدية المسرح البلدي بمبلغ 8 إلى 10 مليون شيكل سنويًا فمن حقنا الحصول على ميزانيات للمسرح العربي بمبلغ مليون شيكل على الأقل.

بالنسبة للثقافة فطالبنا برفع الميزانية المخصصة للنشاطات الثقافية العربي من 200 ألف شيكل إلى 500 ألف شيكل سنويًا. وتم التعهد برفع الميزانية إلى 300 ألف شيكل. هذه خطوة إيجابية ولكنها غير كافية.

 

حيفا: كيف كانت ردة فعل رئيسة البلدية على معارضتكم للميزانية؟

زعاترة: بطبيعة الأمر لم يرق لهم الموضوع. ولكن موقفنا واضح وهو أن التزامنا الأول والأخير كان وسيبقى لجمهورنا ولمطالبنا العادلة. قبل التصويت على الميزانية بيوم عقدنا جلسة مع محاسب البلدية وحصلنا على تعهدات في عدة مجالات، ولكن الامتحان في التطبيق الفعلي لأن التجربة تقول أن وجود الرقم ضمن كتاب الميزانية هو ضروري للتنفيذ ولكن هناك سياسة مماطلة وقد تكون هناك تقليصات خلال السنة. خصوصًا وأن وضع البلدية المالي غير مستتب.

 

رجا زعاترة وشهيرة شلبي

حيفا: بعد هذا كله – هل يتم انتخاب شهيرة نائبة لرئيسة البلدية أم سيتم إدخال حزب آخر مكانكم؟

زعاترة: النيابة حق للجمهور العربي في حيفا. وعندما تنازلت عنها لزميلتي شهيرة قبل سنتين قلنا وأكدنا ونؤكد اليوم مجددًا أن المسألة ليست شخصية، وليست قضية معاش ومنصب وإنما آلية للتأثير ولخدمة قضايا أهلنا. لأن نائب رئيس البلدية يتمتع بصلاحيات وهو من الناحية الهرمية ثاني أعلى منصب في البلدية بعد الرئيس. وأيضًا من الناحية السياسية فهذا يعبّر عن حقنا كمجتمع عربي أن نكون شركاء في كل شيء ونتحدّى سياسة التهميش والتمييز. وطبعًا هذا جزء لا يتجزأ من اتفاقنا مع كاليش.

حيفا: هل ستلتزم كاليش بموضوع النيابة؟ وما سيحدث إذا لم تلتزم؟

زعاترة: يجب أن تلتزم وتحترم الاتفاقية. وأكثر من ذلك: أنا أقول أن مصلحتها أن تلتزم لأن الجمهور العربي قد يحسم الانتخابات القادمة، ولأن وضعها بين الجمهور العام غير مريح. ولأن الائتلاف يرتكز على الأحزاب الدينية ولا يوجد فيه أي تمثيل لقوى اليسار والمركز. وهذا امتحان لمدى التزامها بالحديث عن الحياة المشتركة في المدينة.

وفي نهاية المطاف حتى لو كنا في المعارضة فسنواصل خدمة أهلنا بكل قوة. فنحن أصحاب حق وصاحب الحق نطّاح.

 

حيفا: ما هي آخر التطورات في قضية “البيت المسيحي”؟

زعاترة: موضوع مبنى “البيت المسيحي” مركب وشائك لأن هناك عدة أطراف متعلقة بالموضوع وبالمبنى. منذ أكثر من شهر أعمل بالتنسيق مع إدارة المؤسسة من أجل تغيير القرار المجحف والحفاظ على المبنى. وفي هذا السياق رتبت لهم لقاءات وجلسات مع كبار موظفي البلدية وآمل أن يتم التوصل إلى حل يفتح صفحة جديدة ونظيفة.

حيفا: لماذا ترفض البلدية الاعتراف بلجان الأحياء العربية؟

زعاترة: هذا أيضًا موضوع خلافي مع رئيسة البلدية. فهي تقول أن هذه اللجان “وهمية” وهناك محاولات لخلق بدائل في الأحياء اليهودية. بينما موقفنا هو أنه يجب الاعتراف باللجان المنتخبة – مثل لجنة وادي النسناس ولجنة عباس ومجلس الحليصة ولجنة المحطة وغيرها – والعمل معها ودعمها. ونحن كأعضاء بلدية على تواصل دائم مع هذه اللجان وهناك تعاون مثمر في العديد من المجالات. كما نعمل مع مديري المدارس العربية ومديري والمراكز الجماهيرية على عدة أمور ونتعاون من أجل تحصيل حقوقنا من البلدية.

حيفا: البعض هاجمك في موضوع لافتة شارع عمر بن الخطاب. ما هو ردك؟

زعاترة: من الصعب أن ترضي الجميع ومن حق كل إنسان أن يقول رأيه وينتقد. عندما أرى لافتة تشوّه اللغة العربية فمن واجبي ملاحقة الموضوع وتصليحها. فإذا لم أقم بواجبي يلومونني وإذا قمت به يلومونني أيضًا. أنا أعتز بأنني قمت بتصليح لافتة “زقاق الكنيسة” في الحي الألماني (قرب مطعم الديار) قبل سنة، ومؤخرًا لافتة “شارع عمر بن الخطاب” (ر) في وادي الصليب. وسأواصل المطالبة بتصليح أي لافتة تشوّه لغتنا العربية، وأستغرب أن يصدر مثل هذا الهجوم عمّن يتشدّقون ليل نهار عن “لسان الضاد” وهم لا يعرفون الفرق بين حرف الهاء والتاء المربوطة.

 

حيفا: ما هي أهم المشاريع التي تعملون عليها اليوم؟

زعاترة: هناك العديد من القضايا الكبيرة والصغيرة. المخطط الهيكلي للتعليم والذي رصدت له ميزانية مليون شيكل. هذا الملف تعمل عليه زميلتي شهيرة بشكل مكثف منذ سنتين من أجل وضع خطة للنهوض بجهاز التعليم العربي. كذلك تقوم شهيرة بعمل جدي في مجال الرفاه الاجتماعي من أجل تحسين منالية الخدمات المختلفة للجمهور العربي بالتعاون مع جمعية التطوير الاجتماعي. وهناك تعاون مع الجمعيات الثقافية في موضوع ميزانيات الثقافة وتخصيص قاعة من البلدية للنشاطات الثقافية العربية.

 

ومن الملفات التي أعمل أنا عليها موضوع التخطيط والمخطط الهيكلي الجديد لحي وادي النسناس بميزانية 3,6 مليون شيكل. هذا المخطط يحمل في طياته الكثير من الفرص وأيضًا قد ينطوي على بعض المخاطر. نحن نريد تطوير وادي النسناس من ناحية البنى التحتية والمواصلات والسكن، ولكن نريد أن يكون التطوير لصالح السكان وليس على حسابهم. كذلك الأمر بالنسبة لحي المحطة (حيفا العتيقة) حيث نعمل بشكل مشترك مع السكان لضمان حقوقهم في بيوتهم أمام شركة “عميدار” وأمام البلدية.

 

جمانة اغبارية عضوًا في لجنه الرفاه في بلدية حيفا؛ شهيرة شلبي: نعمل على تشبيك العلاقات

بلدية حيفا تزيد دعم المدارس الأهلية العربية إلى 3 مليون شيكل

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *