الأكل العاطفي لدى الأطفال في ظلّ الأزمات بقلم : هاله عطاالله زريق – مرشدة والديّة 

مراسل حيفا نت | 07/10/2024
  • الأكل العاطفي لدى الأطفال في ظلّ الأزمات
  • بقلم : هاله عطاالله زريق – مرشدة والديّة 
  •  
  • في حالات الحرب، عند سماع أصوات صافرات الانذار وأصوات الصّواريخ والخبطات المرعبة، تعمّ الفوضى وتزداد الضغوطات النفسيّة.    
  •    لا بد أن العديد من الأهالي قد لاحظوا لجوء أطفالهم الى تناول كمّيات كبيرة من الأطعمة خاصّة غير الصّحّيّة منها كالمقرمشات والتّسالي والحلويات أو توجّههم للمطبخ لالتهام كميّات غير اعتياديّة من المأكولات بعد مرور دقائق قليلة على سماعهم  صافرات الإنذار. ولا شك أنكم لاحظتم  إصرار العديد من الأطفال على تخزين  كميّات كبيرة من أكياس التّسالي والحلويّات في غرف الملاجئ(إن وجدت) أو في غرفهم، ناهيك عن ذلك أنّ العديد من المعلّمين قد انتبهوا لتعلّق مجموعة كبيرة من طلّابهم بتناول الطّعام من خلف الشّاشات خلال عمليّة التعلّم عن بعد.
  •  ” مفهوم الأكل العاطفي ” 
  • في ظل الأزمات كثيرا ما يواجه الأطفال تحدّيات استثنائيّة  قد تؤثر على صحّتهم النّفسية والجسديّة، ومن بين هذه التحدّيات يبرز مفهوم “الأكل العاطفي”، هذا المفهوم الذي  يشير إلى استخدام الطعام ليس فقط  لسد الاحتياج الجسدي، بل كوسيلة للتّعامل مع المشاعر المختلفة والضغوط النفسيّة وكمنفذ للهروب من الواقع المؤلم ومحاولة لتخفيف مشاعر القلق، الغضب والخوف وأحيانًا الملل. هذا السّلوك من الأرجح أن يؤدّي إلى عادات غذائيّة غير صحيّة ومشكلات نفسيّة طويلة الأمد حتّى ما بعد تخطّي الأزمات.
  • ” استراتيجيّات للتّخفيف من ظاهرة الأكل العاطفي ”
  •   هناك بعض الاستراتيجيّات التي يتوجّب على الأهل اتّباعها للتخفيف من ظاهرة  “الأكل العاطفي” وعلى رأسها توفير بيئة آمنة وتنمية مهارة إدارة المشاعر لدى الأطفال.                                                                    
  •       تشمل مهارة إدارة المشاعر لدى الأطفال  جوانب عِدّة، أهمّها :
  •       * تحديد المشاعر المختلفة كالخوف، الحزن، الغضب وفهم أسبابها.   
  •       *قدرة التّعبيرعن المشاعر بطرائق مختلفة كاستخدام مفردات مناسبة  أو حتّى باستخدام وسائل فنيّة كالرّسم، اللّعب والموسيقى أو من خلال استخدام لوحات ولاصقات خاصّة بالمشاعر.      
  •    استخدام استراتيجيات صحّيّة للتعامل مع المشاعر السّلبية مثل التّنفس العميق، ممارسة الرّياضة أو التّحدّث مع شخص موثوق.  
  •      بالإضافة لتنمية مهارة إدارة المشاعر هناك سُبُل عديدة قد تساهم في التغلّب على ظاهرة “الأكل العاطفي” لدى الأطفال في حالات الطوارئ:    
  •    * قدّموا لأطفالكم  خيارات غذائيّة صحّيّة، اطلبوا منهم مشاركتكم بإعداد هذه الأطعمة وتزيينها بشكل ممتع وجذّاب وتجنّبوا استخدام الأطعمة كمكافأة.                     
  •   * كونوا قدوة لأطفالكم ونموذجًا إيجابيًا في التعامل مع مشاعركم.     
  •   * شجّعوا أطفالكم على النّشاط البدني والذي يعتبر وسيلة فعاّلة لتخفيف التوتر.                                                                               * علّموا أطفالكم تقنيات التّنفس العميق أو التأمل لمساهمتهما في زيادة الوعي الذاتي وتقليل التوتر.                                            * راقبوا سلوكيّات الأكل لدى أطفالكم. قد يكون من المفيد استشارة اخصّائيين في حالة تفاقم ظاهرة “الأكل العاطفي”.                  * اغمروا أطفالكم بالمحبّة ولا تبخلوا عليهم بالدّعم العاطفي المستمر، فهذا يعزّز ثقتهم بنفسهم وقدرتهم على التّعامل مع الضغوطات.
  •   من خلال تعزيز الذّكاء العاطفي لدى الأطفال، توجيههم وتنمية مهاراتهم الاجتماعيّة، بالإمكان مساندتهم ومساعدتهم على فهم مشاعرهم وإيجاد طرق صحّيّة للتعامل معها. لا تنسوا أنّ الاهتمام بالصّحة النّفسيّة والتّوازن الغذائي للأطفال في أوقات الأزمات ليس مجرّد حاجة، بل هو خَيْر استثمار في مستقبل أكثر استقرارًا وصحّة لفلذات أكبادنا.
  •  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *