توما-سليمان حول سلسلة الاغتيالات: “فقط أحمق يقوم بنفس التصرف كل مرة معتقدًا بأن النتيجة ستكون مختلفة “
في خضم النقاشات الدائرة اليوم حول التعديلات المقترحة على ميزانية الدولة لعام 2024، قالت النائبة عايدة توما-سليمان، عن الجبهة والعربية والتغيير، في خطابها في الهيئة العامة للكنيست: “نحن أمام حرب البقاء لنتنياهو، نناقش ميزانية بعد عام من الحرب لا تتعامل مع الواقع أو التغييرات والمصاعب الناجمة عن الحرب وما هي سوى وسيلة لإطالة عمر هذه الحكومة الدموية وتدفع بالبلاد نحو تدمير اقتصادي واجتماعي وأخلاقي”.
وقالت توما-سليمان: “الحكومة قررت التضحية بجميع المواطنين، ليس فقط المخطوفين، من أجل حروب نتنياهو الذي يصر على “أننا سنعيش على حد السيف إلى الأبد”، والذي هروبًا من المطلب الجماهيري لإبرام اتفاق تبادل مخطوفين وأسرى وانهاء الحرب قرر وحكومته التخلي عن سكان الشمال والجنوب وتعريضهم للخطر، والتخلي عن المخطوفين في غزة. في الوقت نفسه، الحرب على غزة مستمرة، والأطفال والنساء، كبار السن والشباب، يقتلون في القصف ويدفنون تحت أنقاض الدمار”.
وفي سياق سلسلة الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال الأسبوع الأخير في لبنان، والتي خلّفت الدمار الكبير ومئات الضحايا والمصابين، قالت توما-سليمان: “قبل 32 عامًا، عندما اغتالت إسرائيل عباس الموسوي، أعلن الإعلام الإسرائيلي أن عصر الصراع مع حزب الله قد انتهى. لكن الرغبة في الانتقام تقود إلى العمى، وتنسي دروس التاريخ – وحتى الأسرى والمختطفين، والحرب المستمرة منذ عام، فقط أحمق يقوم بنفس التصرف كل مرة معتقدًا بأن النتيجة ستكون مختلفة”. وأضافت توما-سليمان: “إن سياسة الاغتيالات لا تنتهك فقط القانون الدولي، بل لا تقربنا من تحقيق الأمن الحقيقي أو إيجاد حل مستقر، بل تدفع المنطقة بأكملها نحو حافة حرب شاملة”.
وأكدت توما-سليمان: “كل الحروب انتهت باتفاقيات سياسية، هذه الحرب يجب أن تنتهي بصفقة تبادل تفرج عن الأسرى والمخطوفين وتعترف بدولة فلسطينية الى جانب إسرائيل. معظم دول العالم اعترفت بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، وقد حان الوقت لاستغلال هذا الزخم لخلق واقع جديد – واقع بلا حروب ولا احتلال، واقع حرية وأمن لجميع شعوب المنطقة. هذا هو الحل الصحيح الوحيد”.
وقالت توما-سليمان: “التعديلات المقترحة على الميزانية تبرز الأولويات الحكومية، والتي تعكس توجهات اقتصادية تتماشى مع السياسات العسكرية والاستيطانية العدوانية والنيو-ليبرالية المتطرفة”. وأضافت توما-سليمان: “بعد عام مليء بالحروب والمعاناة، كان ينبغي أن تجرى التعديلات لدعم ومساعدة الذين تم اخلاؤهم من الشمال والجنوب، والاستثمار في الطبقات المهمشة التي عانت وما زالت تعاني من استمرار هذه الحرب، وكذلك لدعم المصالح الصغيرة والمجال الزراعي والسياحي المنهارين، ولمكافحة العنف المتفشي في المجتمع العربي الذي حصد حتى الان أرواح 172 قتيلًا ومنهم 14 امرأة”.
واختتمت توما-سليمان: “تعالوا وشاهدوا وضع المراكز التجارية والفنادق في عكا والناصرة، حتى قبل أن نبلغ دائرة الخطر الناجمة عن الحرب. وزير المالية لا يعلم أن 50% من مطاعم الشمال قد أغلقت أبوابها، و23% منها أغلقت نهائيًا”.