كتلة “الجبهة” تعترض أمام اللجنة اللوائية على مخطط لبناء برج يطمس “الجامع الصغير”
• عضو البلدية فاخر بيادسة: المخطط غير قانوني وغير سليم ويرى في الجامع حجر عثرة أمام تكديس الأرباح العقارية
• عضو البلدية رجا زعاترة: نستخدم كل الوسائل الممكنة للحفاظ على المقدّسات الإسلامية والمسيحية والمباني التاريخية في حيفا
• بلدية حيفا تعترض على المخطط واللجنة اللوائية للتخطيط والبناء تنعقد يوم 14.10.2024 لسماع الاعتراضات بحضور المعترضين والمبادرين
قدّمت كتلة “الجبهة” في بلدية حيفا اعتراضًا رسميًا للجنة اللوائية للتخطيط والبناء في حيفا، على مخطط “برج المتحف” المزمع إقامته في منطقة البلد التحتى، بين شارع بال يام ونتانزون، بالقرب من الجامع الأبيض (الصغير) حيث تقع الآن شركة “بيزك” والبريد.
وكانت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية حيفا قد صوّتت الأسبوع الماضي بالإجماع على تقديم اعتراض رسمي باسم البلدية. وشارك في الجلسة أعضاء البلدية رجا زعاترة وفاخر بيادسة وشربل دكور.
ويتكوّن البرج، حسب المخطط المودع لدى اللجنة اللوائية، من 22 طابقًا على مساحة حوالي 4 دونمات. وقد اتخذت بصدده الماضي قرارات وتوجيهات تخصّ المسجد، إلا أنّ الشركة المبادرة للبناء تحاول التحايل على هذه القرارات. وستعقد اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في حيفا اجتماعًا لسماع الاعتراضات يوم 14.10.2024.
• مسوّغات الاعتراض
وفصّلت الوثيقة التي قدّمتها كتلة “الجبهة” مسوّغات الاعتراض على المخطط، مؤكدة ان الجامع الصغير الذي بني في القرن الثامن ، هو أحد أقدم المباني في حيفا على الإطلاق، وهو الأثر الأخير لحقبة ظاهر العمر، مؤسس حيفا الجديدة. ومعترف به في مسوحات بلدية حيفا كمبنى يجب الحفاظ عليه من الدرجة الأولى.
واعتبرت الوثيقة أن إقامة ناطحة سحاب كهذه ستؤدي إلى طمس وخنق المسجد، مشيرة إلى محاولات المبادرين للالتفاف على قرارات سابقة لبلدية حيفا وللجنة اللوائية، في ما يخصّ بُعد خط البناء عن الجامع، واستخدامات المساحة المتاخمة للجامع وغيرها. كذلك حاول المبادرون الالتفاف على المسؤولين عن الأوقاف الإسلامية في حيفا.
وحذرت كتلة “الجبهة” من أن تؤدي أعمال الحفر والبناء إلى زعزعة أساسات الجامع وانهياره. كما أشارت الوثيقة إلى العيوب التخطيطية المختلفة في المخطط، والذي يتجاهل طابع المنطقة واحتياجاتها المستجدّة والمتغيّرة، من حيث الخدمات العامة ومصفات السيارات وحركة السير وغيرها.
وتم إشراك مهنيين مختصين في مجال التخطيط والبناء في وضع وثيقة الاعتراض وصياغتها، أبرزهم المهندس وليد كركبي، المدير السابق لقسم حفظ المباني في بلدية حيفا، والدكتور سامر سويد، المدير العام للمركز العربي للتخطيط البديل.
• التنسيق مع مسؤولي الأوقاف
وطالب المعترضون بإلغاء بروز البناء باتجاه الجامع، وإبعاده مسافة 10 إلى 12 مترًا على الأقل عنه، لضمان التهوئة والإضاءة الطبيعية؛ وبمنع إقامة مرافق النفايات والخدمات قرب المسجد؛ وإلزام المبادرين بإعداد تقرير هندسي حول تأثير أعمال الحفر والبناء قرب المسجد، والحاجة إلى تدعيم البناء للحفاظ عليه ومنع التسبّب بأي ضرر له؛ وإلزام المبادرين بإعداد مسح شامل للمواصلات والمصفات والبنة التحتية في المنطقة. كما طالبت كتلة “الجبهة” بإلزام المبادرين بتنسيق أي خطوة في المكان مع مسؤوولي الأوقاف الإسلامية في حيفا.
وقال عضو البلدية فاخر بيادسة عضو لجنة الحفاظ على المباني ولجنة التخطيط والبناء: المخطط بصيغته الحالية سيء، إذ يسعى لتكثيف البناء بشكل غير قانوني وغير سليم من النواحي المهنية والهندسية، ويرى في المسجد حجر عثرة أمام تكديس الأرباح العقارية.
وقال عضو البلدية رجا زعاترة رئيس كتلة “الجبهة”: نثمّن موقف البلدية الرسمي المعترض على هذا المخطط، وسنواصل استخدام كل الوسائل المهنية والسياسية والجماهيرية لإفشال مثل هذه المخططات والحفاظ على المقدّسات والمباني التاريخية في حيفا.