أكتافيو باث
رشدي الماضي
شاعر مكسيكيّ (1998- 1924)، ويُعْتبر من أكبر شعراء أمريكا اللاتينيّة، فهو مبدع كلمات، عمل على مَدّ جسور متواصلة
الحلقات بين الثّقافة والسّياسة، لكنَّهُ لم يترك الغَلَبَة لأَيّ منهما على الأُخرى…
قصائدهُ هي مزيج واتّحاد بين ثقافتين، يصعب التَّلاقي بينهما، ولكنّهما مع ذلك أعطيا ثِمارهما، وهما الثقافة الهنديّة الأصليّة
السابقة للوجود الكولمبي، والثقافة الإسبانيّة المعاصرة الغربيّة، وكلّ ذلك نجد صداهُ في مختلف أعماله الدّراسية والإبداعية الشّعريّة
على وجه الخصوص…
لذلك، غلبت على شعرِهِ النّزعة الإنسانيّة، وجاءَ مُبطَّناً بتيارات وشطحات صوفيّة ومشرقيّة، كتَبهُ بأسلوب مفعم بأرقّ المعاني
ورشيق العبارة، ذي نزعة غنائيّة وموسيقا مُتميّزة… وهذا ما نقرأه في آخر قصائده الكبرى "حديث الشّجرة" (1987), من تأملات
عميقة حول الحياة والموت…
ويذهب عدد من الدّارسين، أنَّهُ لرامبو وبودلير وملارميه، كان التأثير الكبير على الشُّعراء في أمريكا اللاتينيّة وفي طليعتهم
اوكتافيو باث، وقد برز هذا التأثير مع ظهور حركة شعريّة أطلق عليها "القصيدة الحِسِّيَّة" التي خلقت اتّجاهاً فكرياً جديداً هناك…
ويعتبر المكسيكيون شِعر باث امتداداً لهذا التيّار المؤثّر، بحيث أنّهم لا يستغنون عن شِعْرهِ لدراسة هذهِ الحركة… خاصةً قصيدته
المشهورة:- "الأبيض"، التي يعتبرها النّاقد ميلان، أعلى مراحل التّنوير الشّعري الأمريكي اللاتيني الحديث…
ويُعتبر شاعرنا ضمير القول الشّعري، وقد خاطب العالم باللّغة، فجاءت قصائدهُ جمرات متَّقِدة وأنواراً ساطعة لحظة الكتابة، حيث
كان يبحث باستمرار عن أشكال شعريّة قديمة، ووسائل تعبيريّة جديدة وأغراض مبتكرة…
وباث ولِدَ لأب هنديّ وأُمّ اندلسيّة اسبانيّة، وبدأ يفرض الشّعر وهو في سنّ السَّابعة…
عام 1927 شارك في مؤتمر مناهضة الفاشيّة، وعاش ويلات الحروب وظروف الحرب الأهليّة في إسبانيا… وتعرّف في عام
1924 على الشّاعر رفائيل ألبرتي الإسباني والشَّاعر بابلونيرودا التّشيلي…
وفاز عام 1990 بجائزة نوبل للآداب، وقد كان مشاركاً فعّالاً في الحياة السّياسيّة في بلادهِ… ولا يخفى على دارسيه تأثرهُ
بالسّورياليّة كمذهب فقط… ومن كتبه:-
بين الجمرة والزهرة- على ساحل العالم- الماضي في وضوح- حديث الشّجرة- حجر الشّمس- وغيرها…
أكتافيو باث بقلم رشدي الماضي
مراسل حيفا نت | 08/09/2024