التعاون على  الخير بقلم الشيخ رشاد ابو الهيجاء إمام مسجد الجرينة ومأذون حيفا الشرعي

مراسل حيفا نت | 25/08/2024

التعاون على  الخير بقلم الشيخ رشاد ابو الهيجاء إمام مسجد الجرينة ومأذون حيفا الشرعي

بداية اقدم كل معاني الشكر والتقدير للأهل في حيفا جميعا دون استثناء على مختلف انتماءاتهم فقد اثبتوا للقاصي والداني بأنهم اهل للخير من خلال حملة التبرعات لإغاثة الأطفال والنساء والشيوخ في غزة فلكل من ساهم فله الشكر والتقدير وإن كان هذا الجهد أقل الواجب للمكلومين والمستضعفين ولكنه يأتي في سياق قوله تعالى ( وتعاون على البر والتقوى ) هذا التعاون يساهم المرء فيه مساهمة كبيرة في التخفيف من ألم الجوع والجراح ,  وشكر الجميع واجب شرعي قال رسول الله ( من لا يشكر الناس لا يشكر الله ) ونحن على يقين بأن الجزاء من جنس العمل فالصدقة تطفئ غضب الرب وتقي مصارع السوء  وهذا يأخذنا الى حديث رسول الله الذي رواه أبو هريرة قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة , ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة , ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة , والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه , ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة , وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله , ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة , وغشيتهم الرحمة , وحفتهم الملائكة , وذكرهم الله فيمن عنده , ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )  ونحن على يقين كذلك أن في تلك البقعة كثر فيها الأيتام والفقراء والمساكين والأرامل والمجتمع السليم هو المجتمع الذي يتفاعل مع قصة هؤلاء ويعمل على التخفيف من مصيبتهم التي ألمت بهم فإن كان الحس الإنساني يدفع الى نصرتهم ومعونتهم فإن الشرع حث على ذلك ليصبح جزء من مبادئ المؤمنين قال رسول الله ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ) وأشار بالسبابة والوسطى , وفرج بينهما ) وهذا فيه تأكيد على أن  كافل اليتيم سيكون قريبا من الأنبياء في مقعد صدق عند مليك مقتدر  ومن غرائب ما روي عن الشيخ عبد القادر الجيلاني أنه خطب اقصر خطبة فقال فيها : لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع , وخير ممن كسى الكعبة وألبسها البراقع , وخير ممن قام لله راكع , وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع , وخير ممن صام الدهر والحر الواقع , وإذ نزل الدقيق في بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع فيا بشرا لمن أطعم جائع )  ويبقى المسكين مسكينا والجائع جائعا ما دام لا يجد من يعينه  ويواسيه  وخاصة في مجتمع عفيف مثل المجتمع الغزاوي ووضح هذا المعنى حديث رسول الله ( ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان , ولا اللقمة واللقمتان , إنما المسكين الذي يتعفف ) وفي رواية ( ليس المسكين الذي يطوف على الناس , ترده اللقمة واللقمتان , والتمرة والتمرتان , ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه , ولا يفطن به فيتصدق عليه , ولا يقوم فيسأل الناس ) واجر اعانة الفقراء والمساكين والارامل كبير قال رسول الله ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال : كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر )  فكيف بمن يساهم مساهمة فعالة بإطعام هؤلاء وآثرهم  على النفس تماما كما فعل الأنصار الذين مدحهم ربنا بقوله ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك  هم المفلحون ) وعن عائشة قالت : جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها , فأطعمتهما ثلاث تمرات , فأعطت كل واحدة منهما تمرة , ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها , فاستطعمتها ابنتها , فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما , فأعجبني شأنها , فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( إن الله قد أوجب لها الجنة أو أعتقها بها من النار ) وحتى لا تقسو القلوب علمنا الرسول أن كل لقمة تطعمها لأي مخلوق من مخلوقات الله لك عليها صدقة فكيف بإنسان جائع , فقد اخبر عن رجل اشتد عليه العطش وهو يمشي في طريق وعرة فوجد بئرا فنزل فيها وشرب , ثم خرج , فإذا كلب يلهث , يأكل الثرى من العطش , فقال الرجل :لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني , فنزل البئر , فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب , فشكر الله له فغفر له ) فتعجب الصحابة من ذلك وسألوا : يا رسول الله وإن لنا في هذه البهائم لأجرا ؟ فقال ( في كل كبد صدقة ) وفي قصة أخرى يرويها عبد الله بن عمر عن رسول الله قال ( عذبت امرأة في هرة , سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار , لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها , ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *