‎الأمل الذي يدفع الى العمل الصالح الذي يحقق مصلحة صاحبة ومصلحة اهله وأبناء مجتمعه بقلم الشيخ رشاد أبو الهيجاء

مراسل حيفا نت | 30/06/2024

الأمل الذي يدفع الى العمل الصالح الذي يحقق مصلحة صاحبة ومصلحة اهله وأبناء مجتمعه أما الركون الى الدعة والسكون بحجة أنه يطلب راحة الجسد والمتعة الحالية المؤقتة لا يحقق آمالا , ومثل هؤلاء عابهم ربنا لأنهم لم يحققوا امانيهم ولا أماني أمتهم وشعبهم قال تعالى ( وذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ) فأمالهم وأحلامهم مؤقتة ومتعتهم كثيرا ما تكون زائفة لذا نجد منهم من يحرص الى أن يصبح قاتل او سارق او مغتصب حقوق العباد ولكن خسارتهم محققة في دنياهم وفي أخراهم , فالأمل بالله والرجاء بما عند الله هو مطلب العقلاء لأنه خلق عظيم يسير به المؤمن الذي إن اصابته ضراء صبر وإن أصابته سراء شكر وفي كل حال من أحواله يلجأ الى مولاه متضرعا ليزيده من نعيمه ويخلفه خيرا مما غاب عنه وفقد قال الشاعر :
‎ فليست حياة المرء إلا أمانيا فإن هي ضاقت فالحياة على الأثر
‎وقد كان الرسول القدوة الحسنة في الأمل بالله والرجاء بما عنده وقد قص علينا القرآن مشهدا عظيما لهذا الخلق من خلال غزوة الأحزاب , هذه الغزوة التي اجتمعت لها كل القبائل المعادية لرسول الله غايتهم قتل رسول الله والقضاء على
‎رسالته فحاصروا المدينة المنورة الى حد أن بعض ضعاف الدين واليقين بالله قالوا : إن محمدا يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن على نفسه أن يخرج لقضاء حاجته , وقد يسأل سائل لم قالوا ذلك ؟ فالجواب يصوره المشهد القرآني قال تعالى ( إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ) فالحال كان صعبا ولكن الرسول كان ينظر الى فرج الله القائل ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ) فهزمت الأحزاب بجند من جنود الله , هزمهم الله بالريح التي قلعت خيامهم وقلبت قدورهم , فنصر الله رسوله بالريح وأخزى بها الكفار والمنافقين قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جائتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا ) كيف لا والله كتب على نفسه ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) والأمل برحمة الله يجعل مصائب الدنيا هينة لذا اخوف ما كانوا يخافون عليه نعمة الايمان بالله قال رجل لسهل بن عبد الله : إن اللص دخل داري وأخذ متاعي , فقال له : اشكر الله تعالى , لو دخل قلبك فأخذ التوحيد والإيمان ماذا تفعل , فصاحب الأمل بالله والرجاء بما عنده لا يهون ولا يخون ولا يجزع بل تجد قبله مطمئن بالله كحال بلال بن رباح الذي وضع في الصحراء وقت الظهيرة ووضعت الصخرة على صدره وركل بالأقدام ليترك غايته وهي مرضاة الله وطلب ما عنده فلم يزد على قول احد , أحد ولما اعتقه ابو بكر سئل : كيف وجدت العذاب ؟ فقال : لقد امتزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فاستعذبت العذاب بالله , ومعنى ذلك أن الأمل بالله ورجاء ما عنده جعله سعيدا رغم ما ألم به من جراحات , يروى ان امرأة من الصالحات نزلت بها المصائب من كل حد وصوب ومع ذلك كانت مطمئنة فسألوها عن حالها فأجابت : ما أصاب بمصيبة فأذكر معها النار التي أعدها للعذاب إلا صارت تلك المصيبة في عيني أصغر من الذباب , فالذي امله بالله يبقى ثابت على مبدئه لا كما كان حال من وصفهم ربنا ( وإذا مس الإنسان الضر دعانا الى جنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا الى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ) والأنكى من هؤلاء من لا يعرفون ربهم لا بشدة ولا رخاء قال تعالى ( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور * ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني انه لفرح فخور * الا الذين صبروا وعملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة وأجر كريم )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *