“مرشوشة بالعطر” إبداعية جوقة “بيات”

مراسل حيفا نت | 26/06/2024

“مرشوشة بالعطر” إبداعية جوقة “بيات”تبدلت بها الأجواء

قدمت جوقة بيات، السبت 22.6.2024، مغناة “مرشوشة بالعطر”، في قاعة الأوديتوريوم على جبل الكرمل في حيفا، التي غصت بالمشاهدين عشاق الموسيقى والغناء. وتضمن العرض مجموعة من الأغاني الشعبية والتراثية، من كافة الأقطار العربية، العراقية، اللبنانية، الأردنية، السورية، المصرية، والعرس الفلسطيني.

وخصّ ريع الحفلة إلى “مؤسسة القلب الأقدس” التي تعنى بعشرات الأطفال والفتيان على اختلاف انتماءاتهم الدينية والقومية، الذين يعانون من إعاقات جسدية وذوي الهمم، أشرفت على بيع التذاكر جمعية...

لقد أسعدتني إدارة الجوقة بدعوتي إلى هذه الأمسية، التي تساءلت حولها كما تساءل كثيرون، هل هذا أوان الاحتفالات بينما نتعرض كلنا لتهديدات الحرب والقتل والخطر والمصائب التي حلّت وتحل في بلادنا؟ لكن التساؤل تحول إلى تفاهم وتفهّم، وأقول كما قال كثير من المبدعين في العالم أثناء الحروب التي اجتاحت الدنيا كلها في القرون الماضية، وهي أنه رغم الحرب، ورغم القتل وسفك الدماء، فإن الإنسان المبدع سيبقى متفائلا باليوم الذي تسكت فيه المدافع، وتتكلم لغة السلام، وتهدأ فيه الطائرات الحربية، لتنشط طائرات الرحلات والتجوال في العالم، ويتوقف إطلاق النار، وتنطلقأصوات الموسيقى والغناء.. فلا بد أن يأتي هذا اليوم.

وما أن بدأت أمسية مرشوشة بالعطر، التي أعدتها وأخرجتها إلى المسرح الفنانة رشا جهشان، والتي أعد موسيقاها وأغانيها الفنان الموهوب درويش درويش، حتى شعرت بفرح يكتنف قلبي، ومتعة تساند روحي، فاطمأنت نفسي وهدأ خاطري، وبدأت التفاعلات تجتاحني مع الأصوات الرائعة التي أجاد المغنون بأدائها، والتوزيعات الموسيقية التي سلبت ألباب الحضور. وتمّم هذه السلسلة الذهبية الفنان الصديق سعيد سلامة، بخفة دمه وظرف حديثه، ونضال حجاج بلطفه ودماثة حركاته.

إنها سلسلة بل عقد من الجواهر الغنائية قلّدت فيه جوقة بيات جيد الثقافة والتراث الفلسطيني. وهي أمسية تحملك مع الأصوات الجميلة للفنانين، وأقتبس أسماءهم من برنامج الحفل: فوق النخل: وديان صبرا، جاري يا حمودة: سندس ريحاني، لهجر قصرك: مؤنس سمارة، يا أهل الدار ويا حجل صنين: ليان ناصر، يا بو العيون السود: أشرف داود، سلامات: رنا جبران، حارة السقايين: ميريل بصل، زحمة يا دنيا زحمة: إيلي مطانس، يار دلي: أنطونيوس سوسان، العرس الفلسطيني: كلوديا حناني ووسام قسيس. هذا عدا عن الموسيقيين الفنانين، ذوي الاسم والشهرة، ويضيق المجال لذكر أسمائهم، مع العاملين خلف الكواليس لإنجاح هذا العمل، وأضفت عليه الإعلامية رانية العلم هندية رونقا بصوتها المميز.

لقد وققت خلف هذه الأمسية مجموعة أخرى من العناصر الفعالة التي أسهمت بهذا النجاح، كجمعية بيات برئاسة الصديق لورنس خميسة، وتصميم الملابس، وهندسة الديكور والإضاءة والصوت، وعماد مسؤول التسويق والمبيعات، وسائر مقومات العرض الناجح.

نعم، أثارت الأمسية أجواء الطرب، وأثرت الحضور بالأنغام الموسيقية والصوتية، وغمرتهم بمشاعر الفرح، بدل هموم الحرب، وتناغمت الأغاني مع خفقات القلوب، بدل المتاعب والشقاء والحزن،وانسابت الألحان مع سكب العناصر الجمالية في الأرواح، بدل الاضطراب والقلق، وطغت رياح الانبساط والانشراح على الوجوه، بدل الكدر والغم، والتهبت الأكف بالتصفيق، تكريمًا ومديحًا، إعجابا وثناءً، طربا ومشاركة بالغناء.. فانقلبت الأمسية وتبدّلت الأجواء، وحملتنا على أجنحة الفرح إلى عوالم أخرى في هذا الشرق ومع هذا الجمهور الذي يستحق الفرح.

التحية لهذه الجوقة، وللإداريين فيها، والفنانين وسائر المبدعين دون استثناء.  

نايف خوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *