بلدية حيفا ترفض مخططًا يمسّ بـ “حمّام الباشا” ومقبرة الاستقلال في حي وادي الصليب المحامي فاخر بيادسة عضو لجنة التخطيط والبناء ولجنة الحفاظ على المباني: تطوير المدينة يتم من خلال الحفاظ على المباني التاريخية والمقدّسات والإرث المعماري

مراسل حيفا نت | 23/05/2024

بلدية حيفا ترفض مخططًا يمسّ بـ “حمّام الباشا” ومقبرة الاستقلال في حي وادي الصليب
المحامي فاخر بيادسة عضو لجنة التخطيط والبناء ولجنة الحفاظ على المباني: تطوير المدينة يتم من خلال الحفاظ على المباني التاريخية والمقدّسات والإرث المعماري

قرّرت لجنة التخطيط والبناء ولجنة الحفاظ على المباني في مدينة حيفا، رفض مخطّط لبناء أبراج تصل إلى عشرة طوابق اقترح بناؤها على ثلاثة مبانٍ أثريّة وتاريخيّة في منطقة “حمّام الباشا” في حي وادي الصليب العريق، قرب جامع ومقبرة الاستقلال.
وأكد عضو البلدية المحامي فاخر بيادسة، ممثل كتلة “الجبهة” في لجنة البناء والتخطيط ولجنة الحفاظ على المباني، وجوب رفض هذا المخطّط الذي سيؤدي إلى طمس المباني الأثرية وهدم أقسام كبيرة سواء من غلافها أو من الحيّز الداخلي، الأمر الذي يمسّ بمعالمها ويهدّد استمرار وجودها وصمودها أمام الحفريّات المقترحة تحت هذه المباني وفي محيطها. ويشكّل خطرًا على المباني ويغيّر من طابعها ويلغي حضورها ووزنها التاريخي والمعماري.

• منع الحفريات
وقرّرت لجنة البناء والتخطيط في جلستها يوم الأربعاء 22.5.2024 رفض المخطّط جملةً وتفصيلا، بما في ذلك شكل المخطط وحقوق وحجم البناء المقترح وارتفاع الطوابق، لكونه يهدّد المباني التاريخية من جهة ولا يتلاءم مع النسيج المعماري التاريخي في حيّ وادي الصليب. وبهذا تبنّت اللجنة الموقف المهني للجنة الحفاظ على المباني في جلستها يوم 12.5.2024، والذي يؤكد أن المخطط يتجاهل وجود المباني الأثريّة ويهدّد وجود هذه المباني العريقة وما تبقى منها.
وأكد بيادسة في الجلستين على منع أيّة حفريات في محيط هذه المباني والتي قد تمسّ في بالأوقاف الاسلاميّة لا سيما مقبرة الاستقلال المتاخمة لها. وشدّد على الطابع العربي المميّز والقيمة التاريخية والمعمارية لهذه المباني والتي تجسّد هويّة المدينة وماضيها وروايتها.
وقال المحامي فاخر بيادسة: إن تطوير المدينة ودفع مشاريع البناء والإسكان في الأحياء التاريخية يجب أن يتم من خلال الحفاظ على المباني التاريخية والمقدّسات والإرث المعماري؛ واشتراط تكثيف العمران بجرعات صغيرة وبعناية تامّة، للحفاظ على ماضي المدينة وعراقتها والتصدي لأي مخطط يهدف إلى هدم وطمس الإرث المعماري للمدينة.

• تاريخ حمام الباشا
ويعود تاريخ بناء “حمام الباشا” في حي وادي الصليب إلى عام 1911 (1329 هجرية) على يد مصطفى باشا الخليل الذي كان من أثرياء حيفا، وتولى رئاسة بلديتها في الأعوام 1885-1903 وتوفي عام 1937.
الحمام مبني على طراز الحمامات التركية. وبالإضافة إلى استخداماته الدينية لتطبيق فرض الطهارة قبل الصلاة، كان حمامًا عموميًا، ومكانًا للقاءات الاجتماعية ولعمل الأطبّاء والحلاّقين، وبمثابة “منتجع صحي” للطبقات المقتدرة وقتذاك. وتعلو مدخل الحمام أبيات شعرية جاء فيها:

“هذا النعيم لمن بالعزّ مأهولُ *** وكل طُهرٍ سوى الحمام تعليلُ
فادخل رياضَ الهنا والأنسِ مُغتسلاً *** تحظى بكلّ سِرّ فيه تمثيلُ
قد شاده الأكرمُ المرعي جانبه *** في طالع السعد تحرسه الطهاطيلُ
المصطفى من سرات طاب عنصرهم *** آل الخليل فما في الصدق تضليلُ”

(“السرات” بمعنى السادة، و”الطهاطيل” كلمة سريانية الأصل تعني “الحاكمون على الأفلاك السبعة” من الجان أو الشياطين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *