في يوم مشمس من أيام مدينة دهب المصرية الخلابة، حيث البحر الأحمر يلمع تحت أشعة الشمس، توجهت نحو مغامرة غطس مثيرة مع مجموعة جديدة من الغواصين. ستيف، مدير مركز الغطس، قدّمني إلى مايكل ونانسي، اللذَين سيرافقانني في تلك الرحلة. لحظة علمت أن نانسي من كندا، شاركتها بحماس تجربتي كحامل للإقامة الدائمة هناك، مما جعل بداية حديثنا ودِّية ومريحة.

أثناء الغطس، وقعت حادثة غير متوقعة حيث بدأت نانسي تطفو نحو السطح بشكل خطير. ولما كنت خبيرًا بالغطس، أسرعت إليها وأعدتها بأمان إلى الأعماق، وكانت هذه بداية صداقتنا. في تلك الليلة، جلسنا تحت النجوم، وبدأت نانسي تكشف عن تفاصيل حياتها المهنية والتحوّل الكبير الذي أجرته.

بعد أن عمِلَت في مؤسسة لتدريس اللغة الإنجليزية في قطر أربع سنوات، عادت نانسي إلى كندا فقط لتكتشف أن الراتب الذي كانت تتقاضاه في الخارج لن يكون ممكنًا في بلادها. هذا الواقع دفعها إلى إعادة التفكير لتغيير مسارها المهني، فقررت نانسي تحويل مجال عملها بشكل جذري من خلال دراسة التنويم المغناطيسي في إحدى الكليات الكندية لمدة عام.

في تلك الأمسية، شاركت نانسي نصيحتين قيمتين استفادت منهما خلال رحلتها:

1. فهم الأسباب الحقيقية لرغبتك في التغيير: نانسي أكدت على أهمية معرفة الدوافع العميقة وراء الرغبة في تغيير المسار المهني. وبعدها فقط يمكنك أن تتخذ قرارات واعية ومدروسة.

2. كن مستعدًا للتعلم والتطور باستمرار: تحدثت نانسي عن أهمية التعليم والتدريب المستمر. لأن كل خطوة جديدة في مجال مختلف، تتطلب اكتساب مهارات جديدة وتعميق المعرفة، من أجل التأقلم والنجاح في مجالك الجديد.

تمكنت نانسي بفضل هذه النصائح من تحويل تحدّياتها إلى فرص، وأقامت مؤسسة طبية ناجحة، تعالج العديد من الأشخاص كل يوم. تجربتها الغنية أكسبتها سمعة ممتازة في مجتمعها، واستطاعت أن تحقق استقلالية مالية وشخصية، أكبر من تلك التي كانت لديها كمدرّسة للغة الإنجليزية في قطر.

النجاح الذي حققته نانسي لم يكن مجرد ضربة حظ أو مصادفة، بل كان نتيجة لجهودها المتواصلة والتزامها بمبادئ محددة، جعلت من تغيير المسار المهني رحلة ملهمة ومثمرة. من خلال قصتها، أدركت كم هو مهم أن يكون المرء مستعدًا لمواجهة المخاوف، واتخاذ القرارات الشجاعة التي يمكن أن تغير حياته إلى الأفضل.

في تلك الأمسية تحت النجوم، شعرت بأن قصة نانسي تعكس حقيقة مهمة في عالم التغييرات المهنية: النجاح يتطلب أكثر من مجرد رغبة في الحصول على وظيفة جديدة؛ إنه يتطلب التزامًا بالنمو الشخصي والمهني، والاستعداد للتعلم والاستفادة من كل تجربة. إن قصتها تشجع كل من يفكر في تغيير مهنته كي يتقدم بثقة، متسلحًا بالمعرفة ومدفوعًا بالشغف.

كانت هذه الليلة بمثابة تذكير بأن كل خطوة نتخذها نحو تحدٍ، هي جزء من رحلة مستمرة نحو تحقيق الذات والرضا العميق عن النفس. ومع كل قصة نجاح تشاركها نانسي، كانت تُظهر كيف يمكن للتحديات أن تتحول إلى فرص للنمو والازدهار.