نتيجة تحريك الرأس المتكرر اثناء العمل في اللحام: الإصابة الجسدية والاعتراف بها كإصابة عمل

مراسل حيفا نت | 12/05/2024

 

نتيجة تحريك الرأس المتكرر اثناء العمل في اللحام:
الإصابة الجسدية والاعتراف بها كإصابة عمل

ماذا الذي يحدث لرقبة العامل الذي يعمل في لحام المواد المعدنية والحديد وهو  يرتدي قناع واقي ثقيل على رأسه، ويضطر خلال عمله إلى خلعه مئات المرات في اليوم؟ لا يوجد أدنى شك بأن نتيجة القيام بهذا العمل المتكرر هي، في كثير من الأحيان، مؤلمة وتتسبب بحدوث آلام في الرقبة والكتف، وكذلك اصابة في العمود الفقري. وفي المقابل، ترفض مؤسسة  التأمين الوطني الاعتراف بهذه الحالة  على أنها اصابة عمل،  ولم تغيّر قرارها  إلا بعد رفع دعوى قضائية ضدها في محكمة العمل.
وكان المدعي وهو من سكان احدى بلدات الشمال، ويبلغ من العمر 63 عامًا، وعمل في مهنة اللحام، قد إضطر لتقديم دعوى قضائية لمحكمة العمل في الناصرة، بواسطة موكله، المحامي سامي أبو وردة  من حيفا،  الاختصاصي والخبير في قضايا التأمين الوطني والاضرار الناتجة عن اصابات العمل. وأضطر المدعي الذي عمل على مدار سنوات كثيرة تارة بشكل مستقل واخرى كاجير في  مهنة الحدادة واللحام، وبعد ان بدا يعاني من الام في الرقبة والكتفين والعمود الفقري العنقي، الى تقديم الدعوى بعد ان رفضت مؤسسة التأمين الوطني الاعتراف بإصابته كإصابة عمل بإدعاء انه لا توجد علاقة بين الالم وبين اصابته اثناء عمله.
وجاء في سياق الدعوى أن المدعي كان يعمل  6-5 ايام  في الأسبوع وبمعدل 8-7  ساعات يوميًا في لحام الأجسام المعدنية ولحام الحديد في آلة لحام وانه عندما يمسك بيد واحدة مقبض اللحام ويمسك باليد الأخرى الجزء الاخر المزمع وصله، مرتديًا كل هذا الوقت قناع اللحام على رأسه الذي يزيد وزنه عن الكيلوغرام الواحد، وبما أن يديه كانتا مشغولتين، كان عليه “إزالة القناع عن وجهه باستخدام حركة حادة وقوية بالرقبة إلى الخلف والأمام”، وان هذه الحركة تتم  كل 2-3 دقائق لغرض تغيير أقطاب اللحام.  وكان المدعي يقوم بهذه الحركة مئات المرات خلال يوم العمل.  كما أنه كان يحرك رقبته إلى اليمين أو اليسار مع كل ثقل القناع.
وجاء في ادعاء المحامي، سامي أبو وردة، أنه ونتيجة لهذه التحركات التي جرّت على مدار سنوات، تراكمت اضرار صغيرة حتى حدثت إصابة فعلية في الرقبة والعمود الفقري.  واثناء قيام المحكمة بالنظر في الدعوى وتداول حيثياتها، وبعد ان عيّنت المحكمة آختصاصيًا منتدبًا من قبلها لفحص الامر، قررت مؤسسة التأمين الوطني وبعد اعادة النظر بالدعوى مرة اخرى، وبعد تعيين الاختصاصي من قبل المحكمة، الاعتراف بالضرر الذي لحق بالرقبة لدى المدعي، وصادقت المحكمة على هذا الاعتراف كقرار حكم.
واشار المحامي، سامي أبو وردة، إلى ألاهمية الكبيرة التي تكمن بموافقة مؤسسة التأمين الوطني على الاعتراف بهذه الإصابة إعتمادًا على الرأي الطبي الذي اعدّه الطبيب الاختثاصي المنتدب من قبل المحكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *