الأمل بالله مفتاح الفرج بقلم الشيخ رشاد أبو الهيجاء

مراسل حيفا نت | 10/05/2024
الأمل بالله مفتاح الفرج بقلم الشيخ رشاد أبو الهيجاء
ان معيار الربح والخسارة هو الدافع لكل اللأعمال الدنيوية والدينية والمؤمن الذي يحسن التوكل على الله ويعرف قدر الله وقدرته يركن اليه ويستسلم بين يديه حتى تصبح الحياة في نظره دار ممر الى دار مستقر فلا شيء فيها يدعو الى الحزن والهم فهي إن اشتدت الأحزان فيها والهموم لا تساوي عند الله جناح بعوضة ولكنه يقوم بالدور المنوط به وهو خلافة الله في أرضة كما بين ربنا ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) وخليفة الله في ارضه يقوم على عبادة الله كما يريد ربنا قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ومن استسلم لجلال الله لا يكبل يديه عن طلب مرضاته وإن اشتدت المصائب والبلوى به وبمن حوله من أهل وخلان فهو لا يقنط من رحمة الله ولا ييئس من روح الله لعلمه بأن من يقنط من رحمة  وييئس من روحه بعيدا كل البعد عن معاني الإيمان الحقيقي قال تعالى ( إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون ) رددها نبي الله يوسف وهو يتنقل من محنة الى اخرى , حيث ذاق مرارة عداوة اخوته له ومرارة الدعوة الى الفاحشة ومرارة السجن ولكنه لم يقنط من رحة الله فكان الفرج من الله لأن يصبح صاحب الكلمة الأولى في مصر ورددها يعقوب وقد عمي بصره من جزعه على ابنه يوسف ومع ذلك لم يقطع الأمل من لقاء يوسف الذي غاب عنه سنوات طوال  وهذا منهج دائم فطول المرارة والحسرة لا يعني فقد الأمل والمتتبع لمعاني القرآن يجد ما يؤكد هذا المعنى فلما اشتد طغيان فرعون توجه نبي الله موسى الى ربه بالدعاء قال تعالى ( وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأمولا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذا الأليم ) فيأتي الفرج بقوله تعالى ( قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعآن سبيل الذين لا يعلمون ) قال المفسرون كان بين الدعاء والاستجابة اربعون عاما فماذا كانت النتيجة ( وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا اسرائيل وأنا من المسلمين ) ولكن هذا لم يسعفه ولا يسعف الظالمين والطغاة على مدار التاريخ حين يأتي امر الله فجعله الله عبرة قال تعالى ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وأن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافون ) وحتى يقوى اليقين عند الناس اراد الله ان يبث في نفوس الخلق الحقيقة التي لا بد منها وهي أن الطغاة الى الهلاك قال تعالى ( افلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ) فالمؤمن المتتبع لسير حركة التاريخ يبقى على أمل يشده الشوق على العزة والكرامة ولا ييئس من روح الله لأنه من يقنط من رحمة الله يهلك وإن كان يمشي ويدب على الأرض لأنه سيهزم من داخله وهذا اخطر انواع الهزيمة لأن الانسان المهزوم من داخله لا يشعر بطعم ولذة الحياة قال تعالى ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) فالمؤمن الذي لا يقنط من رحمة الله بل يتوجه اليه بالدعاء لأنه يؤمن بأن الله سميع مجيب المضطر إذا دعاه وأن الله قدير ويكشف السوء ويغفر الذنوب كيف لا وهو القائل ( أنا عند ظن عبدي بي , وأنا معه إذا ذكرني , إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم , وإن تقرب إلي شبرا تقربت اليه ذراعا , وإن تقرب الي ذراعا تقربيت اليه باعا , وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) فالمؤمن يعيش على أمل لا حد له وان اظلمت الدنيا كلها بمشاربها لأنه يعتصم بالله البر الرحيم الذي فضله على عباده لا ينقطع فهو القائل ( إنهم لهم المنصورون * وزإن جندنا لهم الغالبون ) وهو صاحب الفضل في الصحة العافية قال تعالى ( والذي خلقني فهو يهدين , والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين )  ومن رحمته بعباده قال ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) يوجه هذا النداء حتى يبقى أمل عند العصاة فيرجعوا الى ربهم الرحمن الرحيم  وفي هذا الزمان يحدونا الشوق والأمل الى حياة كريمة وقرب من الله يسعدنا في الدارين لذا نصغي الى قوله تعالى ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من رهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) ففي قلب المحنة يصبر المؤمن وينتظر الفرج والله قطع ان لا يغلب العسر اليسر قال تعالى ( فإن مع العسر يسرى * إن مع العسر يسرى ) قالوا في تفسيرها : ولن يغلب عسر يسريين أبدا . فالأمل عند المؤمنين لا ينقطع ولو عم وطم الطغيان قال تعالى ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ) وكما قدمت فإن كتاب الله قد ساق لنا من القصص القرآني ما يبعث الأمل فقد ذكر لنا ان نبي الله ابراهيم لما كبر سنه طلب الولد فقال ( رب هب لي من الصالحين ) فيبشر
إنا نبشرك بغلام عليم * قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون * قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانظين * قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) فكان رده ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق إن ربي لسميع الدعاء ) فالأمل مفتاح الفرج قال يعقوب ( فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *