الّرسّام Klee وتونس… مُلْهِمَةً بقلم رشدي الماضي

مراسل حيفا نت | 07/04/2024

الّرسّام Klee وتونس… مُلْهِمَةً
رشدي الماضي
وهو رسّام وشاعر من أصل ألماني سويسري، يعتبر من أهمّ الشَّخصيّات التي تركت نصيباً فنياً
ابداعياً ملموساً في المشهد الأدبي الحديث.
فلَهُ أعمال خلّاقة شَغَلت الدّارسين والباحثين، حيث عزف فيها سيمفونيّتهُ الخاصّة، جاعلاً من تجربتِهِ
مدرسة للّذين يرغبون في تَعَلُّم الاستثنائي وهي تقتحم كهوف الانسان السَّحيقة… وهذا ما يقوله هو نَفْسَهُ
في "يومياته الحميمة" لكن بطريقته الخاصّة، التي سجَّل فيها:"نتعلَّم أن ننظر إلى ما وراء الواجهة، أن
نمتلكَ شيئا من الجذور"…
وُلد مبدعنا عام 1879 في سويسرا، لأَب ألمانيّ وأُمّ سويسريّة، وقد سجَّلتْهُ السّلطات هناك كألمانيّ
تبعاً لجنسية والدِهِ، دِرس الرّسم في مدينة ميونخ الأَلمانيّة مُدَّة 4 سنوات، وتزوّج من عازفة البيانو
الألمانية "ليلي شنوميف" ورزق منها بابنه الوحيد "فليكس"…
وكفنان موهوب موهبة استثنائية، كان كلي يرسم باللونين الأسود والأبيض في معظم أعماله، ولكنّهُ
خلال وجودهِ في "تونس"
أحدَثَ فيهِ ضوء شمس شمال أفريقيا وصفاء الألوان العميق الذي ينجم عنه، انطباعاً قويّا، فكتب في
يومياته، "كانت المشاهد والأصوات والرّوائح والألوان تغوص عميقاً وبهدوء في داخلي، وأستطيع
الشّعور بها وامتلئ بالثّقة بالنَّفْس من دون أن أفعل شيئاً"…
لذلك، نرى أنَّ رسوماته عن تلك الرّحلة حفلت بتفاصيل توحي بأشجار النّخيل، والنباتات الشّائكة
المُحاطة بالرمال والقباب أحياناً…
هذا، وقد تركت ذكريات رحلتهِ إلى تونس علامات لا تمَّحي على ألوانِهِ الزَّيتيّة والمائيّة، واستمرّ هذا
الأثر طيلة السَّنوات اللاحقة، فأصبح بعد هذه التَّجربة البصريّة والوجدانيّة التي التقى فيها بمنابع ابداعيّة
جديدة، قادرة على التّعامل مع الألوان مِن أجل الألوان ذاتها، وليس بوصفها عناصر تساعد على رسم
الطبيعة"…
فسجَّل مُعبّراً عن أهميّة هذه الرّحلة وأثرها على حياتِهِ:-
"تَمَلَّكَ الّلون كلّ حواسي، واستجوذ عليَّ إلى الأبد، واصبحت أنا واللون واحداً"…
فأكّد بذلك أَنَّ رحلته إلى تونس أثّرت في علاقتِهِ مع اللون…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *