بمناسبة يوم التوحد العالمي الذي يصادف الثاني من نيسان كل عام، أجرينا مقابلة مع مديرة مدرسة عمارفي حيفا،

مراسل حيفا نت | 02/04/2024

مدرسة عمار لطلاب طيف التوحد

بمناسبة يوم التوحد العالمي الذي يصادف الثاني من نيسان كل عام، أجرينا مقابلة مع مديرة مدرسة عمارفي حيفا، وهي مدرسة خاصة لطلاب طيف التوحد، التي تعمل بإشراف وزارة المعارف وبلدية حيفا. وتقول مديرة المدرسة المربية أميمة قدور، إن المدرسة أقيمت قبل أربع سنوات، وهي أول مدرسة عربية في التربية الخاصة والتوحد في حيفا. وتستقبل الطلاب من حيفا ومن خارجها.

وأشارت المربية أميمة إلى أن موضوع التوحد يتلخص في الاتصال والتواصل، والحديث مع الأولاد بلغتهم، وتعليمهم عاداتهم وتقاليدهم. لأن الطلاب أدرجوا من قبل داخل مدارس ومؤسسات يهودية، وهذا أثر عليهم جدا، فهم يأتون إلينا ولا يعرفون لغتهم العربية، كما لا يعرفون عاداتهم وتقاليدهم..

ومن هنا جاءت رغبة وزارة المعارف والأهالي والبلدية بإقامة مدرسة التوحد. كما أن عدد الطلاب الذين يعانون من مشكلة التوحد يزداد يوما عن يوم.وتكتشف ظاهرة التوحد أكثر من الماضي، فمن بين كل مائة طالب كنا نجد طالبا واحدا يعاني من التوحد. ثم تقلص العدد إلى كل خمسين شخصا، وتشير الأبحاث الأخيرة إلى أنه من كل 30 شخصا هناك واحد منهم متوحد. وأصبح الجمهور يعي أهمية تمييز التوحد، لأن تشخيص هذه الحالات أصبح أكثر دقة ومنذ سن الطفولة.

وأوضحت مديرة عمار أن المدرسة تنظم فعاليات تهدف إلى تطوير التواصل مع البيئة القريبة والبعيدة، فقد جاء إلينا عدد من الطلاب دون أنيستطيعوا الكلام، واليوم يمكنهم التحدث بصورة جيدة. ونحن نتعاون كمدرسة مع الأهالي ومع مدارس أخرى في حيفا: الكرمة والإخوة والكرمليتومدرسة يد بيد، وروضات التعليم الخاص، ومدرسة قلب يسوع. ويندمج الأولاد في مدرسة البحرية ويعملون في بعض الأعمال الزراعية، وبعضهم يعملون في حديقة الحيوان الواقعة على الكرمل في حديقة الأم. كما يخرج الطلاب في رحلات إرشادية، ويشاركون بأعمال تطوعية وخيرية. حتى أصبح عدد لا بأس به من طلابنا يتكلمون اللغة الإنجليزية، والعربية والحساب، ويكتبون موادهم التعليمية.

ولفتت المربية قدور إلى أن المدرسة تبدأ مع كل طالب العمل على أهداف صغيرة ثم تزيد الأهداف وتتسع، كأهداف تعليمية، عاطفية، حسّية، لغوية، اجتماعية ومهارات حياتية. كل هذا يهدف إلى تقدم الطالب بصورة عملية في حياته. فالطالب المتوحد يحتاج إلى نظام يومي في حياته، من ساعات الصباح ودخوله إلى المدرسة، حتى مغادرته في ساعات بعد الظهر المتأخرة، وهو يعرف موعد كل حصة تعليمية، وأوقات المعالجة.

وأضافت أنه يعمل 41 شخصا كطواقم المدرسة، من مساعِدات، معالِجات، داعمات للتعليم، إضافة إلى الأخصائية النفسية والمستشارة الاجتماعية والطاقم الإداري. ونوّهت المديرة إلى تكاتف الجهود لكل العاملين في المدرسة، ويبذلون كل ما بوسعهم من أجل تقدم الطلاب ومنفعتهم، إلى جانب تفانيهم في العمل التربوي والعلاجي، الأمر الذي أخذت تظهر ثماره بوضوح على الطلاب والأهالي الذين يرافقون عمل المدرسة عن كثب. وأن الطاقم العلاجي والطاقم التعليمي، وطاقم المساعدات في الصفوف للمعالجة يعمل بشكل جماعي وبشكل فردي مع كل طالب، وتعمل المعالِجات في عدة مجالات، مثل: المعالِجة بالنطق ومعالِجة بالتشغيل وأخرى بالفنون وبالموسيقى والتمارين العلاجية والتحليل السلوكي. وبعد أربع معالَجات يتلقى الأهل إرشادات ومعلومات عن تقدم الطالب في تعليمه.

وخلصت مديرة عمار إلى القول إن المدرسة هي بيت الطالب حيث يمضي غالبية وقته على مدارس السنة. كل ذلك بمرافقة الأهل ومتابعتهم لسلوك أبنائهم وتقدمهم، وبذلك يشارك الأهل في المعالجة والرعاية والتربية والتنمية المطلوبة لأبنائهم.. وتتعزز العلاقات المباشرة بين المدرسة والأهل عن طريق الإرشادات والمحاضرات، وحضورهم الشخصي إلى المدرسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *