عقد مركز TEC (المركز للتكنولوجيا، التربية وتعدد الثقافات) في معهد موفيت يوم الثلاثاء الماضي 24.1.2012، مؤتمرا افتراضياً، الذي أُدير بشكل كامل من خلال الإنترنت وبشكل متزامن (online) من خلال منظومة Elluminate، التي تمكن نقل محاضرات بشكل متزامن بواسطة عروض محوسبة، وتواصل صوتي.
وتمحورت المواضيع الملقاة في المؤتمر حول الأبحاث والمشاريع في مؤسسات التربية والتعليم المتعلقة المرتبطة بموضوع الإنترنت، وطرحه كوسيلة لبناء تواصل بين طلاب من ثقافات مختلفة.
ويقوم مركز TEC بالعديد من هذه المشاريع والنشاطات على مستوى الكليات والمدارس في هذه المجال. ومركز TEC عبارة عن استمرارية للمبادرة التي قامت بها الكليات: القاسمي، سمينار هكيبوتسيم وتلبيوت عام 2004، كمبادرة للدكتورة أسماء غنايم وزميلاتها رئيسات الإنترحوسبة في هذه الكليات.
تحدثنا مع إحدى المبادرات د.أسماء نادر غنايم، محاضرة ومدربة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وتعمل في أكاديمية القاسمي، ومعهد موفيت كما وتعمل أيضا بشكل مستقل.
تقول د. أسماء: من أهم مشاريع هذا المركز هو مساق "بيئة تعلم متقدمة" الذي يدرس به هذه العام أكثر من 120 طالبا وطالبة من 9 كليات مختلفة في البلاد – عربية ويهودية بحيث يتم التدريس من خلال 9 محاضرين من هذه الكليات بالمشاركة وبشكل كامل من خلال الإنترنت.
وتابعت: لدينا اعتقاد في المركز، أنه من الممكن بناء حيز فيه المساواة أكبر وأفضل بين الطلاب من الثقافات المختلفة منه في الحياة الواقعية، التي بها المواطن العربي الفلسطيني يعيش التمييز العنصري بأشكاله المختلفة، وتسيطر على المجتمعات الأفكار المسبقة التي تعمقها وسائل الاتصال والسياسة بأشكالها المختلفة. كما ونأمل أن مثل هذه المشاريع ترفع من المعرفة المتبادلة المبنية على أساس الاحترام للإنسان بغض النظر عن انتمائه الديني أو القومي وتتعدى الأفكار المسبقة المتأصلة.
الجهات أو المؤسسات المشاركة في المؤتمر…
وعن الجهات والمؤسسات المشاركة في المؤتمر قالت د. أسماء غنايم: من حيث إدارة المؤتمر فقد أدير بشكل كامل من خلال مركز- تيك – معهد موفيت الذي نديره بالمشاركة أنا وزميلتاي ميري وإيلين، وبالطبع بالتعاون مع طاقم واسع من أكثر من 9 كليات في البلاد. وشارك في المحاضرات العديد من الباحثين وقادة مشاريع من البلاد والعالم: بريطانيا، نيوزيلندا، اليونان، الولايات المتحدة ومن معظم الجامعات والكليات في البلاد.
ما هي أبعاد هذا المؤتمر، وأين نحن كمجتمع عربي في هذه التركيبة المتعددة الثقافات (كون المؤتمر عقد بثلاث لغات "العربية، الانجليزية والعبرية")؟
وردًا على السؤال قالت د. غنايم: نحن كمجتمع عربي فلسطيني جزءا من هذا العالم ولنا خاصية مركبة من حيث الهوية والإنتماء. العالم الرقمي فيه الكثير من الفرص والتحديات، وباعتقادي حيز الإنترنت هو حيز أكثر انفتاحا من العالم الواقعي وفيه الإمكانيات للتواصل والتطوير على المستوى الفردي والجماعي أكبر.
أول مرة تشارك اللغة العربية في المؤتمر..
وأضافت د. غنايم: في هذا المؤتمر لأول مرة تأخذ اللغة العربية حقها في مؤتمرات معهد موفيت ويتم ترجمة موقع المؤتمر وكذلك المحاضرات للغة العربية، الأمر الذي نسعى إلى توسيعه وتأسيسه قدر الإمكان، وخاصة أن التكنولوجيا تتطور بشكل كبير وتسمح وتسهل عمليات الترجمة.
هل تُشكل التكنولوجيا حلقة وصل او جسراً للتواصل بين الثقافات المختلفة؟ وبناء المجتمعات؟
د. أسماء غنايم قالت ردًا على السؤال: الإنترنت هي أداة ويمكن توجهها لأي هدف نريد، وكذلك الأمر في حالة الرغبة في بناء جسور تواصل مع أناس من ثقافات مختلفة فبالطبع ذلك ممكن. في جهاز التربية التعليم في البلاد هنالك مشاريع بين كليات ومدارس عربية ويهودية إنما بسبب الأوضاع السياسية تتضاءل هذه المشاريع.
وجود الإنترنت الذي لا يلزم لقاءات وجاهية يمكن من بناء تواصل مستمر وإدخال لقاءات محدودة وجاهية. بالطبع لا بد من مرافقة هذه المشاريع بخطة تربوية موجهة لأجل بناء تواصل مبني على أساس المساواة والإحترام المتبادل رغم الواقع العكسي الذي يتميز بالتمييز والعنف.
وأضافت: واقعنا السياسي ليس سهلا ومن الصعب الفصل بين العالم الواقعي والإفتراضي، ولكن مع ذلك فإن مثل هذه التجربة فيها الكثير من بناء المعرفة واكتساب المهارات في مجال التكنولوجيا، التربية وتعدد الثقافات. هذه الأمور مهمة جدا خاصة ان كنا نريد بناء جيل قادر على أن يدير نفسه في العصر الحديث الذي أصبح قرية صغيرة متصلة.
هل لديك احصائيات حول عدد المتصحفي الانترنت من ابناء المجتمع العربي؟ ومن هم الشريحة الأكثر ابحاراً في عالم الانترنت؟
د. أسماء غنايم: ما يقارب ال 60% من المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد يستخدمون الإنترنت، وبطبيعة الحال الشريحة الأكبر هم من الشبيبة.
وتابعت: يُعتبر جوجل الموقع الأول على مستوى العالم وكذلك في البلاد، ويليها موقع الفيسبوك أما التويتر فاستخدامها في المجتمع العربي ضئيل نسبيا. ما يقارب نصف مستخدمي الإنترنت من المجتمع العربي يتواجدون في شبكة الفيسبوك بينما معظم أبناء الشبيبة يستخدمون هذه الشبكة وعلى أساس يومي تقريبا ولأهداف التسلية والتعارف كما تبين من البحث الأخير الذي قمت به مع زميلاي د.مؤنس طيبي ود.خالد أسعد. (موقع بُـكرا)