حكايات نجاح ثلاث مديرات فروع في بنك لئومي

مراسل حيفا نت | 21/03/2024

 

حكايات نجاح ثلاث مديرات فروع في بنك لئومي ونصائح منهن لمواجهة تحديات مصاريف رمضان

يعتبر شهر المرأة، فرصة لإلقاء الضوء على بعض النجاحات والأدوار النسائية المهمة في مختلف المجالات. وفي الأيام الأخيرة تحدثنا مع ثلاث مديرات عربيات لفروع في بنك لئومي، ورئيس القطاع المصرفي في البنك إيال بن حاييم، ما منحنا فرصة لتوجيه بعض الأسئلة لهن، حول أبرز المحطات في مسيرة نجاحهن، والتحديات التي واجهتهن، بسبب المسؤوليات الكبيرة تجاه العمل والبيت والعائلة وإيجاد التوازنات بين ذلك.

سألنا المديرات الثلاث، هبة جبارة مديرة فرع لئومي في الطيرة، وسلام مصاروة مديرة فرع “نافيه شأنان” في حيفا، ونسرين حسين مديرة فرع طمرة – كابول، عن تحديات هذه الفترة، وحصلنا على بعض النصائح العامة، وأخرى خاصة بالمصاريف خلال شهر رمضان وعادات الاستهلاك.

حدّثونا قليلاً عن أنفسكن، وما هي أبرز المحطات وصولاً إلى اشغالك منصب مديرة فرع في لئومي؟ 

تدير سلام مصاروة، ابنة مدينة الطيبة، فرع بنك لئومي في منطقة “نافيه شأنان” في مدينة حيفا، بعد تجاوزها تحديات كثيرة رافقتها منذ بدء عملها في المجال المصرفي: ” انا أم لولدين. بدأت عملي في لئومي أواخر عام 1999. بدأت موظفة صندوق، وتدريجياً مع الكثير من الصبر والإرادة والعزم على التقدّم، وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم. أصبحت موظفة عامّة، ومن ثم مديرة زبائن، وصولاً الى مديرة فرع في الطيرة. بعد ذلك مديرة فرع في بردسيا، ولاحقاً غفعات أولغا، وصولاً إلى تل ابيب يد إلياهو، ثم فرع أم الفحم واليوم أنا مديرة لئومي فرع نافيه شأنان في حيفا”.

من جهتها قالت نسرين حسين مديرة فرع طمرة – كابول: “أنا أم لثلاثة أولاد (بنت وولدين) . بالأصل من قرية طرعان ومنذ زواجي أسكن في دير حنا. أعمل في لئومي منذ أكثر من17 عامًا، وقد دخلت سنتي الثانية عشرة في إدارة الفروع. كنت نائب مدير في دير الأسد ومن ثم مديرة فرع الرامة – نحف، مجدال هعيمك والآن مديرة فرع طمرة – كابول، وأنا أول امرأة تدير هذا الفرع منذ إقامته”.

أما هبة جبارة، مديرة فرع لئومي الطيرة فقالت: “أنا أم لولدين بدأت مسيرتي في لئومي عام 2010. بدأت موظفة صندوق، وقمت باستغلال وقتي للتعلّم من المصرفيين الآخرين، وبعد نحو 6 أشهر بدأت العمل كمصرفية في الطاقم. بدأت في الحسابات الشخصية وعملت كمصرفية في البنك لنحو 5 سنوات. ومُنحت فرصة للحصول على صلاحيات واسعة، وهذه مرحلة قبل أن يصبح الموظف نائب مدير. ثم انتقلت إلى عدة فروع، صغيرة، متوسطة وكبيرة، في منطقة بيتح تكفا ونتانيا وقلنسوة، وبعد ذلك إلى فرع الطيرة وهو فرع أكبر”.

وأجمعت المديرات الثلاث بأن لئومي يمنح فرصة متساوية لموظفيه للتقدم في السلّم المهني بغض النظر عن الجنس أو العرق او الدين أو أي تصنيفات أخرى.

مع هذا، ترى المديرات الثلاث ان المرأة تحتاج في كثير من الأحيان إلى بذل جهود أكبر من أجل التوفيق بين العمل والبيت، ذلك أن مسؤولياتها أكبر تجاه البيت بشكل عام.

تقول سلام مصاروة: “واجهت تحدّيات كبيرة تمكّنت من التغلب عليها، أولها عندما كان أولادي صغاراً وكنت أسعى في ذات الوقت للتقدّم في عملي. وكانت المرحلة التالية عندما صرت مديرة وأولادي لا زالوا صغاراً. كانت ساعات عملي طويلة وغير اعتيادية. اجتهدت وواجهت الظروف ووجدت دعماً من العائلة، بدونه ما كنت لأصل إلى ما وصلت إليه اليوم، وهذا تطلّب مني أيضاً الكثير. كإمرأة، يجب أن أعطي أكثر، لتوفير التوازن بين العمل والبيت بحيث أعطي كل شيء حقه”.

وأضافت هبة جبارة: “البنك يدعم موظفيه بغض النظر ان كانوا نساءً أو رجالاً، دون تفرقة. ولكن بالتأكيد واجهت تحديات كبيرة كإمرأة مسؤولة عن بيت أيضاً وعائلة. على المستوى المهني، مهم بالنسبة لي الوصول الى الأهداف في إطار استراتيجية البنك. كذلك، بالنسبة لي رفاهية الموظفين مهمة جداً، مع فهمهم الأهداف واستراتيجية البنك وخاصة الفرع وبهذا تتحقق الأهداف”.

من جهتها اعتبرت نسرين حسين، انه “يوجد دائماً معادلة ناجحة للتوفيق بين العمل والبيت، ويجب العثور عليها لتذليل العقبات، فبطبيعة الحال المرأة الأم العاملة لديها مسؤوليات كثيرة. نحرص على القيام بواجباتنا على أفضل وجه كأمهات وربات منزل، بحيث لا نقصّر في البيت أو العمل. هذا يتطلب ايضاً دعماً من العائلة”.

كيف يمكن مواجهة التحديات الكثيرة في ظل الفترة الراهنة المعقدة، من فائدة مرتفعة وتضخم مالي، وتأثير الحرب وغيرها؟

وأشارت المديرات الثلاث إلى أهمية الاقتصاد بالمصاريف ومحاولة التوفير بقدر المستطاع، سواء في هذه المرحلة المعقّدة او حتى في الفترات التي تكون أقل تعقيداً فالقرش الأبيض لليوم الأسود. وأشرن إلى ملاءمة البنك نفسه للظروف لتوفير حلول للزبائن، والأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل مجتمع.

تقول سلام مصاروة: “في بنك لئومي رافقنا الكثير من الزبائن في الفترات الصعبة التي مرت بها البلاد، مثل فترة جائحة كورونا واليوم فترة الحرب وما بينهما، فقد كانت التحديات كبيرة في السنوات الأخيرة. وفي كل مرة نعمل على ملاءمة أنفسنا مجدداً لما يحدث في الاقتصاد والأسواق وكذلك مع تعليمات وقرارات بنك إسرائيل التي يتم تحديثها دائماً”.

يؤثر غلاء الأسعار المستمر على المستهلكين بشكل مباشر، ويضيف مصاعب أخرى. تقول المديرات الثلاث، “في السابق كنّا نوصي بشدة بالتوفير للأيام الصعبة، واليوم ليس من السهل التوفير لكنه يبقى مهماً. كذلك، فإن الفائدة ارتفعت وتؤثر على الحاصلين على قروض. واليوم عندما يطلب الزبائن تنظيم حساباتهم، نساعدهم في ترتيبها بناء على قدرتهم على السداد، وننصحهم بالتخفيف من الأمور الأقل أهمية التي يمكن التنازل عنا، من أجل ترتيب ميزانية البيت والإدارة المالية السليمة للبيت”.

وأشارت المديرات إلى الصعوبات التي يواجهها جزء من الزبائن، بعد قرار بنك إسرائيل رفع سعر الفائدة، “لذلك نحاول منحهم الأدوات وتوجيههم لمساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة. ونأخذ بعين الاعتبار فترة الحرب وننصح زبائن البنك والناس عامة، أن يفكّروا مجدداً بإعادة ترتيب أولوياتهم مجدداً وأن يحاولوا الادّخار إن كان لك ممكناً”.

وشددت المديرات الثلاث على أهمية التعامل الإنساني مع الزبون قبل أي شيء: “في السنوات الأخيرة، نلاحظ ازدياداً في التوتر والضغط عند الكثير من الزبائن، ونبذل جهوداً لفهم احتياجاتهم وشرح الإمكانيات المتاحة أمامهم ومساعدتهم. المعاملة الإنسانية تسبق أي شيء. وحتى إن رفضنا طلباً ما، نشرح للزبون السبب ونسعى لتوفير الحلول الأنسب لحالته واحتياجاته. حتى أولئك الذين يجدون صعوبات كبيرة، نجد لهم حلولاً تمنحهم متنفساً”.

في حديثنا مع المديرات كان لا بد من وقفة مع شهر رمضان، الذي يتطلب أحياناً ترتيبات مالية خاصة. ولفتن إلى أن البنك يوزّع كل عام طروداً غذائية على العائلات المستورة، بالتنسيق مع السلطات المحلية واقسام الرفاه فيها، وبتطوع من موظفي البنك في كل فرع. كما أشرن إلى أن بنك لئومي، يعرض قروضاً تم ملاءمتها لزبائنه في رمضان، وأيضاً امتيازات فريدة، مثل منح وقروض بدون فائدة لمن يفتحون حساباً جديداً.

تنصح سلام مصاروة بتنظيم المصاريف قبل رمضان وخلاله، وان تكون المشتريات محسوبة والتركيز على ما هو ضروري فقط. كما تنصح بعدم التبذير، مشيرة إلى أن في هذا أيضاً قيم أخلاقية وتربوية مهمة للأولاد.

ومهم برأيها أن “تكون الهدايا والواجبات رمزية وأن لا نثقل على بعضنا. علينا تخفيف المصاريف الزائدة بقدر الإمكان”.

أضافت نسرين حسين المزيد من النصائح. وقالت في هذا الجانب: “ضعوا ميزانية منزلية واضحة. حددوا الإيرادات والمصروفات الأساسية، وحاولوا تقليل النفقات غير الضرورية، وابحثوا عن فرص عمل إضافية.
فكّروا في عمل جزئي إضافي أو عمل عن بعد لزيادة الدخل العائلي، وابحثوا عن دورات مهنية لتحسين مهاراتكم وفرص عملكم في المستقبل. كونوا إيجابيين وتذكّروا أنه من خلال التخطيط الجيد والدقيق يمكن أن نعبر هذه الفترة بنجاح”.

من جهتها قالت هبة جبارة: ” ظروف كثيرة تغيّرت، ما أدى الى صعوبات لدى الكثيرين في التعامل مع المصاريف. ومهم أن يتعقّب كل شخص ما يحدث في الحساب، وفحص المصاريف والتأكد منها”.

أضافت جبارة: “مهم فتح تطبيق البنك ومتابعة المصاريف فهذه فترة شد أحزمة ويجب تحديد ميزانيات والالتزام بها. وفي رمضان أيضاً مهم تحديد المصاريف، والشراء بناء على قائمة يتم تسجيل الاحتياجات فيها والالتزام بها وكذلك الالتزام بميزانية الهدايا. ويمكن أن تكون الهدايا رمزية. ومهم جداً التوفير حتى لو كان مبلغاً صغيراً كل شهر.

في لئومي نحرص على مساعدة الزبون وتقديم النصائح له، وكل زبون وحالته واحتياجاته.

ونحن في البنك دائماً على استعداد لاستقبال زبائننا او يمكنهم التواصل معنا عبر التطبيق والموقع او تحديد موعد مع موظف البنك وقنوات الديجيتال. نحاول التسهيل على الزبون بقدر المستطاع، ونحن ننصحه ونمنحه الأدوات التي يمكنه الاستفادة منها”.

أخيراً تمنت المديرات الثلاث، للزبائن والمجتمع عامة، تجاوز صعوبات الفترة الحالية على نحو صحيح، وقدمن التهاني لسائر المجتمع بمناسبة شهر المرأة وحلول رمضان ويوم الأم، متمنيات عودة هذه المناسبات في قادم السنوات، في ظروف أفضل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *