استقبال شهر رمضان بقلم الشيخ رشاد أبو الهيجاء إمام مسجد الجرينة -حيفا ومأذون حيفا الشرعي

مراسل حيفا نت | 11/03/2024
استقبال شهر رمضان
بقلم الشيخ رشاد أبو الهيجاء
إمام مسجد الجرينة -حيفا
ومأذون حيفا الشرعي
نستقبل شهر رمضان بشوق وحنين لعبادة الله في هذا الركن من اركان الاسلام ولكن قلوبنا تعتصر ألما وحسرة لما يجري في عالمنا العربي والاسلامي ونخص بالذكر غزة ولا يمكن أن تكتمل الفرحة ونحن نرى والعالم يشاهد وشاهد على ما يجري هناك لذا ينبغي أن نجعل من شهر  رمضان هذا العام شهر يمتاز بشكل آخر , وبمعنى أن نخلص فيه لله في عبادتنا وأن يقتصر عملنا في هذا الشهر فقط على العبادة فلا احتفالات ولا سهرات ولا زينة لأن ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) ونستغل هذا الواقع الأليم ليقتصر عملنا على العبادة بالشكل الذي يليق بجلال الله , فإن فقد جزء منا الأمن بكل أشكاله فلا نشغل أنفسنا الا بمتطلبات هذا الشهر لعلنا نصل الى الغاية منه وهي التقوى لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) فإن تحصلنا على التقوى عندها اذا رفعنا ايدينا الى الله يكون رجائنا أن يستجيب لنا بأن يرفع الهم والغم والضيق عن جميع المضطهدين والمظلومين وأن ينشر رحمته على الخلق أجمعين ومن فضائل هذا الشهر ما  رواه ابن خزيمة عن رسول الله حيث قال سلمان الفارسي: قال خطبنا رسول الله من آخر يوم من شعبان فقال : يا أيها الناس إنه قد اظلكم شهر عظيم شهر مبارك , فيه ليلة خير من ألف شهر , فرض الله صيامه , وجعل قيام ليله تطوعا , فمن تطوع فيه بخصلة من الخير , كمن أدى فريضة فيما سواه , ومن أدى فيه فريضة , كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه , وهو شهر الصبر , والصبر ثوابه الجنة , وشهر المواساة , وشهر يزاد فيه رزق المؤمن , من فطر صائما , كان مغفرة لذنوبه , وعتق رقبته من النار , وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء , قالوا : ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم , قال : يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن , أو تمرة , أو شربة ماء , وهو شهر أوله رحمة , وأوسطه مغفرة , وآخره عتق من النار , ومن خفف عن مملوكه فيه , أعتقه الله من النار ) وهذا الحديث يشير إلى ابواب الخير الواسعة التي يمكن الولوج منها الى منزلة طلب رحمة الله ورضوانه , وقد اتيح المجال لذلك من خلال فضل الله ورحمتة الذي فرض صيام رمضان وجعله قربة يتقرب بها اليه ومن اجل ذلك هيئ الجنة لطلابها قال رسول الله ( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة , وغلقت أبواب جهنم , وسلسلت الشياطين ) فيا سعادة من جد واجتهد وامسك بزمام نفسه فنهاها عن الهوى ويا حسرة من اهل عليه هلال رمضان ثم انقضى رمضان وهو في غيه وضلاله , لأن شهر رمضان شهر مغفرة لذا فلنبادر الى توبة خالصة من الشوائب فقد ثبت عن رسول الله أنه صعد المنر ذات يوم فقال ( آمين , آمين ,. آمين ) فقيل : يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت : آمين , آمين , آمين ؟ فقال ( إن جبريل أتاني فقال : من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار , فأبعده الله , قل : آمين , آمين , آمين ) لذا فلنقبل على صيام رمضان ايمانا بألله وأن رمضان فريضة فرضها الله ونحتسب الأجر عليه عند الله كما قال رسول الله ( من صام رمضان  ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) بل بالصيام يضاعف الله الأجر قال رسول الله ( كل عمل ابن آدم يضاعف , الحسنة عشر أمثالها الى سبعمائة ضعف , قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به , يدع شهوته وطعامه من أجلي ) كيف لا وقد بشر الرسول الصائمين بمنزلة رفيعة حين قال للسائل الذي سأله : يا رسول الله : أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله . وأنك رسول الله , وصليت الصلوات الخمس , وأديت الزكاة , وصمت رمضان , وقمته فممن أنا ؟ قال ( من الصديقين والشهداء ) وحتى يتحصل أحدنا على هذه المنزلة يجب أن يبدأ رمضان وقد عزم عزما أكيدا بأن يسلك طريق الصالحين ولا يكون ذلك الا اذا ضبط سلوكة وقيد جوارحه وفي ذلك التحدي الأكبرفإن اصحاب رسول الله كانوا يقولون ( إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب ) لأن الطعام والشراب يفسدان الصوم والمعاصي والآثام تفسد اجر الصيام ليستوي بعدها الصائم المغتاب الظالم مع من لم يصم لقول رسول الله ( من لم يدع قول الزور والعمل به , فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) ويكون ذلك كما قال رسول الله ( رب صائم حظه من صياه الجوع والعطش ) وحتى تستعين على فعل الخير والكف عن الشر انشغل بقراءة القرآن لأن شهر رمضان شهر القرآن قال تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) وبما أن شهر رمضان شهر القرآن فقد انشغل السلف به واهتموا به اهتماما عظيما فمنهم من ختمه في يوم وليلة ومنهم في ثلاثة ايام ومنهم في خمسة ايام , ومن اراد المزيد من الكرم الرباني فعليه التأسي بأنبياء الله وخاتمهم الرسول الذي صح عنه نه كان اجود الناس , وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل , وكان يلقاه في كل ليلة
من رمضان فيدارسه القرآن , فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *