“إيف” مركز أبحاث ومشاريع نسوية في حيفا- بقلم ايفيت بتريس- مديرة الجمعية

مراسل حيفا نت | 26/02/2009

 

إن هدف مركز "إيف" تنفيذ أبحاث حول قضية المرأة في إطار المجتمع الفلسطيني في إسرائيل. لإحداث تغيير جدي وجذري، ولرفع مكانة المرأة فلا بد إذا من إجراء أبحاث تتركز حولها. من خلال المعطيات الواضحة لاحتياجات النساء وتحديد اولوياتها، يجب وضع خطط إستراتيجية سياسة مجتمعية عامة قابلة للتنفيذ العملي.

على المرأة الفلسطينية في إسرائيل المطالبة بالمساواة في القوانين الدينية. ففي كل طائفة  تشريعات  عنيفة ضد المرأة،  تتعارض  مع روح الإنسانية  التي  تتفق عليها  الديانات:  على أن  الله  خلق  المرأة  والرجل كانسان، فهل الإنسانية يجب أن تبقى حكرًا على الرجل فقط؟! كما وتواصل الطوائف عبر التاريخ الدفاع عن هذا التمييز الصارخ، مع أن التشريع هو من اجتهاد البشر حسب بيئتهم التي كانت آنذاك.

أهداف الجمعية:

1.      بناء منبر لقضايا المرأة وجسم ضاغط لتغيير أوضاعها ومساواتها.

2.      تعزيز مكانة المرأة ودعمها على كافة الأصعدة، وضمان تمثيلها في الأطر المحلية والقطرية. 

3.      تطوير البحث في ما يتعلق بقضايا المرأة.

1.      رزنامة:

إن أول مشروع أنجزه مركز "إبف" هو الرزنامة، وتتضمن معلومات تتعلق وتخص قضايا المرأة في جميع المجالات. وهدف المشروع توعية المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل، على قدرات المرأة وتشجيعها لإثبات شخصيتها وقدراتها، في إمكانية تبوء كل المناصب خاصةً مواقع صنع القرار، والتعرف على تاريخ واحداث المناسبات الإجتماعية والنسوية. في عام 2005 كان موضوع مشروع الرزنامة موضوع الحرية وانتقالها من الغرب إلى الشرق والقوانين التي تساند المرأة. ولإصدار الرزنامة إستندناً على المعلومات من كتاب "المرأة الفلسطينية في إسرائيل-واقع وتحديات". وفي عام 2006 أجرى مركز "إيف" دراسة عن المرأة والمشاركة السياسية في عدد من دول الغرب والشرق الأوسط، وبداية تمثيلها في البرلمانات ونسبة التمثيل اليوم وفي عام 2007 أجرى مركز "إيف" دراسة عن دخول المرأة في المهن الإنسانية كالطب والتمريض بأنواعه. وفي عام 2008 أجرى مركز "إيف" دراسة عن أن للأدب النسائي هدف حيث كان لكتابتهن تأثيرا عالميا في تغير المجتمع. وفي عام 2009 أجرى مركز "إيف" دراسة عن عظمة المرأة وتأثيرها في المجتمع.

2.      مسرحية:

قام مركز "إيف" بمشروع مسرحية "العزباء والتحدي"، والفكرة مأخوذة من كتاب "المرأة الفلسطينية في إسرائيل-واقع وتحديات" حول ارتفاع نسبة العازبات منذ عام 1948 وحتى اليوم، أسبابها وأثرها على المجتمع. وإبراز التوقعات المحدودة للمجتمع لدور المرأة نتيجة تربية غير سوية وسليمة من قبل الأم والأب.

هدف المسرحية رفع مستوى الوعي للمجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل عن طريق إيصال رسالة تشرح قضية تفاقم المشكلة وكيفية حلها، والانتباه إلى عواقبها على شريحة كبيرة من المجتمع. وتعتمد المسرحية على قضية إجتماعية بأسلوب ساخر.  كانت ردود الفعل متعددة وإيجابية، من الجمهور عامة.  لذلك قرر مركز "إيف" عرض المسرحية على جميع شرائح المجتمع.

3.      الإستبيان:

إن الهدف الأساسي لإقامة مركز "إيف" هو إعداد وإجراء الابحاث، بالاضافة لمشاريع لنشر التوعية، وإحداث التغيير. ولإعداد الأبحاث يستلزم تجهيز وتوزيع إستبيانات.

مقدمة موضوع رزنامة 2009:

عظمة المرأة وتأثيرها

بسبب الأمومة يؤمن المجتمع بأن المرأة هي العاطفة وقلب الإنسانية والرجل العقل. وأن حبها لأطفالها أمومة وحبه لأطفاله إنسانية. ويدعون أن كل عقل وفلسفة الرجل لا تساوي جزء من عواطف المرأة. أرى المرأة كالساعة تدور بمهامها ولا تتوقف. بالأمس كانت أمًا جاهلة قوية بضعفها، عمياء تسير في نور النهار وسعيدة بذلك. واليوم هي أم عاملة نهارا، تفكر في ظلمة الليل، مثقلة بالمسؤوليات، مدركة وواعية. لكنها خاضعة تنقصها إرادة تطبيق التغيير، لذا بقى الرجل يشعر بكيانه وأنه أعلى شأنا منها.

يؤيد معظم الرجال توفر صفات في المرأة لتبدو أنثى: ضعيفة معه وقوية مع الآخرين، يعلمها بذكائه فن الأنوثة، وثقته بنفسه تجعله يقود ويؤثر على أقوى النساء لتبقى كائنا وديعا تحتاج منه لمسة حنان. فالرجل الذي يظلم المرأة يكون عبداً وليس سيداً، لأنه تربى على ذلك، والمرأة تربت على التضحية أكثر من أي كائن على الأرض. فالذي لا يرفع من قيمة نفسه يصبح ميتا، والذي لا يؤمن بحقوق المرأة كإنسان، ينسى أن أمه وأخته وزوجته هن من النساء. فالمرأة أعظم مخلوق إذا عرفت قدر نفسها، وعليها أن تبحث عن المعرفة، والاحترام والثقة بالنفس، فمن يعيش في خوف لن يكون حرا أبدا.

تتحقق عظمة المرأة بالخروج عن الطبيعة المألوفة للأنوثة، فالضعف والرقة والعاطفة والإنفعال والتهور من سمات المرأة العادية. لأن المرأة العظيمة هي التي تثبت امتلاكها للقوة كما يمتلكها الرجل. فالقوة هي القدرة على مخالفة الطبيعة الأنثوية بسماتها فتواجه صعاب الحياة وحلها بحكمة وحزم. إن حياة العباقرة تتشابه في حبهم ووفائهم للأم، فما من رجل عظيم إلا وأجزم أن والدته أكثر عظمة منه. يقول أبرهام لينكولن «إني مدين بكل ما وصلت إليه وما أرجو أن أصل إليه من الرفعة إلى أمي الملاك». لذلك أرى أن الرجل يحتاج للعاطفة أكثر من المرأة لنقصها عنده وازديادها لديها.

وراء عبارة العظمة، العبقرية والقوة، احتمال أن يكون الرجل عظيما، ودور المرأة ثانوياً للمساندة وبعيداً عن سبل العظمة. وتروج لهذه الفكرة العديد من الثقافات والحضارات. فالمرأة العظيمة لا تكون إلا في حالات محدودة. فنجد عبر التاريخ ولدى أغلب الحضارات أن الإكتشافات والإختراعات العلمية، الثقافية، الإنتاجات الفنية والإبداعية صاحبها الرجل. تأمل الكتب الخالدة فترى أن معظم كتابها رجال، فغياب عظمة وإبداع المرأة وتحديد دورها في نهضة الحضارة وتطوير المجتمع يكمن في:

أولا: الظلم والقمع الواقع على المرأة عبر التاريخ من قبل فكرة العقل الجماعي للرجل، وإقناعها بأنها كائن من الدرجة الثانية لا يمكنه أن يحقق العظمة والإبداع. ثانيا: الأعراف الإجتماعية والعادات والتقاليد. ثالثا: الدين عامة ونمط الحياة الإسلامية. رابعا: تعدد أنماط الظلم؛ الزوج، الضغوط النفسية الأسرية، تعدد مسؤوليات المرأة في البيت والعمل مقارنة بالرجل. خامسا: المرأة نفسها لها نصيب وراء كل امرأة مقموعة. سادسا: إنحصار وتحديد تربية الأولاد بالأمومة فقط وتقويتها، ينتج عنه ضعف الأبوة. سابعا: تركيز تربية المرأة على العاطفة وأنها أقوى من العقل وقصور الذاكرة مقارنة بالرجل. ثامنا: تمجيد الرجل كعنصر فاعل في الأسرة والمجتمع. تاسعاً: عدم الإهتمام بموهبة المرأة وإعطاء الأولوية دائماً للرجل.

يلزم التغيير التربية السوية ثم التعليم والعمل فتتبلور الشخصية فتعليم المرأة يعلم مجتمعًا بأكمله ومنه يتحدد المستقبل. على المرأة التدرب على القوة والفعالية والتأثير، وليكن هدفها إحداث التغيير، فعظمة الإنسان هي تغير نمط حياته واتجاهاته العقلية لنيل الحرية.

أمام المرأة ثلاث معارك للتغيير: أولها مع مكوّنِها الذاتي وذلك برؤية نفسها كإنسان، والمكوّن الثقافي الإرثيّ لمجتمعها، والمكون الغربّي لتصحيح تدني دورها في المجتمعات العربية. عندها تنطلق فلسفتها تجاه الوجود وذاتها، لتجد أن مسؤولياتها لا تقل ولا تزيد عن مسؤوليات الرجل، فيحدث انقلابا ً وليس تعديلا بالنظم. وأرى أن العقل البشري لا نوع له وبوسع المرأة أن تنتج فكرا، لو نظرت إلى ذاتها كإنسان مجرد من النوع.

يعود التاريخ المدوّن لإبداع الرجل لأكثر من ألف وخمسمائة عام، بينما المرأة العربية لا يزيد على المائتي عام. وبرز نشاط المرأة في المجتمعات الغربية في العصر الفكتوري وبداية النهضة. أثبتت وجودها ونافست الرجل، لخروجها عن سلطته وتوفر البيئة والجو النفسي وتحسين الظروف الإجتماعية. فتفوقت عليه في كل المجالات كالإعلام والتأليف والطب والعلم والسياسة. ألم تكن المرأة في القرون السابقة من التاريخ الغربي مقموعة كما هو حال المرأة العربية اليوم.

شهيرات في عالم الأدب والتاريخ والفن والسياسة، قدمن إبداعات فكرية بعيداً عن الشعارات وإقراراً بالمرأة الإنسان، والدور المشترك لها وللرجل من أجل حياة سوية. فمن الضرورة تحرر المرأة من التبعية العمياء للرجل، والإستقلال بكيانها لخوض مغامرة البحث عن الذات، هذا لا يحط من قيمة الرجل، بل يوصلهما إلى الإنسان الحر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *