حقوق الأطفال. بقلم الشيخ رشاد ابو الهيجاء

مراسل حيفا نت | 23/02/2024

حقوق الأطفال.

بقلم الشيخ رشاد أبو الهيجاء
إمام مسجد الجرينة -حيفا
ومأذون حيفا الشرعي

إن حقوق الأطفال أمر مقدس يجب رعايته والمحافظة عليه والإهتمام به حتى يعيش الأطفال حياة كريمة وقد تعاهدت على ذلك كثير من الهيئات الرسمية والعالمية ومع ذلك ما زلنا نرى أن الأطفال يعانون احوالا تقشعر لها الأبدان فهم أكثر الناس تضررا اثناء الحروب حيث يشردون ويقتلون ومنهم من يموت جوعا وعطشا او من شدة البرد أو الحر الشديد ناهيك عن حقهم في التربية والتعليم وحقهم في الحياة الكريمة يجب أن تحرص الحكومات على هذه الحقوق وحث الأباء بأن يقوموا بدورهم تجاه ابنائهم ولا فرق بين طفل وآخر فكل الأطفال لهم نفس الحقوق التي حفظها الشرع وتعارفت عليه الأمم والشعوب بدون تمييز بين لون او دين او جنس والمتمعن في حقوق الأطفال في الشريعة الإسلامية يجد برنامجا متكاملا يعني بهذا الجانب وكل ذلك مدون كفقه يتعبد به الى الله فتجد في الفقه باب العقيقة , والعقيقة هي الفداء الذي يذبح فداءا للمولود الجديد ذكرا كان او انثى , ويجد باب الحضانة : هذا الباب الذي ينظم حق الطفل في المأكل والمشرب والملبس , ويجد باب الرضاع : وهذا الباب ينظم قضية الرضاعة والنفقة على الرضاعة ونحو ذلك قال تعالى ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) وفي حال الخصومة والنزاع والشقاق بين الوالدين قال تعالى ( اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن , وإن كن اولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن جملهن , فإن ارضعن لكم فآتوهن اجورهن وأتمروا بينكم بمعروف , وإن تعاسرتم فسترضع له اخرى * لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا ) ولا نغفل عن باب النسب فمن حق الطفل أن يعرف والديه ونسب عائلته وأن يعيش في كنف اسرته وهذا كله يتطلب تشريعا يقضى بحرمة الفواحش والزنا حتى لا تختلط الأنساب ويعرف كل طفل الى من ينتسب , ومن المؤسف في هذا الزمان الذي تهاون البعض بهذه الفواحش أصبحنا نجد اطفالا لا يجدون أبا ينتسبون اليه ولا مناخا صحيحا ينشأون في ظله فيعيشون تائهين محتارين وقد التقينا برجال يبحثون عن امهاتهم وآبائهم والحسرة تعصر قلوبهم وقد عالج الدين ظاهرة الطفل الذي لا يعرف والديه تحت عنوان اللقيط , واللقيط هو
الطفل الذي يوجد في الطريق . أو عند المساجد ولا يعرف نسبه, او بسبب الحروب يشرد اهله , او يبقى الطفل دون معيل عند مقتل والديه وقد لا يعرف والديه , وذلك رعاية لطفولة هؤلاء الأطفال الذين لم يقترفوا ذنبا , فهؤلاء يجب أن تحفظ حقوقهم وترعى طفولتهم لا كما نرى ونسمع في هذا الزمان الذي يعتبر اهله بأنهم في زمن التنور, أما في زمن عمر بن الخطاب جاء رجل بطفل الى عمر لقيط فقال عمر لذلك الرجل : ( اذهب به , لك ولاؤه , وعلينا نفقته ) بمعنى اوضح فرض عمر بن الخطاب نفقة للطفل اللقيط ولم ينظر هل جاء من حلال أم من حرام ولكن المحير ما طرأ على عقول البعض الذين استحكمت المادة على عقولهم لذا لا يسجلون زواجهم ولا يسجلون اولادهم في سجل العائلة وذلك للحصول على مخصصات التأمين وفي ذلك يضيع حق اساسي من حقوق الطفل وهو النسب وهذه الحقوق محفوظة للطفل ذكرا كان أم أنثى لأن الله هو الرازق وهو من يرزقنا الأولاد قال تعالى ( ولله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير ) وأنكر القرآن على من لا يقبل بالبنات فقال ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ) وهذا أثر من آثار الجاهلية على ما يمكن أن يلاقيه الأطفال أما في ظل الإيمان فقد رأينا الإهتمام بتربية ورعاية البنات فقال رسول الله ( من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن , كن له سترا من النار ) وليس في هذا الحديث بلوى شر بل بلوى خير قال تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون ) ولقد رأينا التحول في معاملة البنات في الشعر بعد الإسلام قال أحدهم :
فلولا بنيات كزغب القطى رددن من بعض الى بعض
لكان لي مضطرب واسع في الأرض ذات الطول والعرض
وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني من الغمض

ولنتمعن كيف اهتم الرسول بحضانة الأولاد في حال الخصومة عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن امرأة قالت : يا رسول الله هذا ابني كان له بطني وعاء , وثديي له سقاء , وحجري له حواء , وإن أباه طلقني , وأراد أن ينزعه مني فقال رسول الله ( أنت أحق به ما لم تنكجي ) لذا يجب أن تحفظ حقوق الأطفال ويجب تجنيبهم ويلات الحروب لأنهم أمانه في أعناق الأمم والشعوب التي تدعي الرقي وسمو الحضارة ويشهد عليهم سوء معاملة الأطفال بغير ذلك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *