هل سنساوم بعد اليوم أم بالحُبّ سنقاوم؟
أسعد موسى عودة
الكبابير \ حيفا
إنّ شعر المقاومة الإنسانيّ، المَحْكِيّ – العامّيّ منه والمعياريّ، ولا أقول الفصيح؛ حيث جيّد كليْهما عندي فصيح قريح، الّذي بدأتُ سماعه وتذويته واستظهاره [حفظه عن ظهر قلب] في حضن أمّي وأبي ولي من العمر سبع سنين، أستذكره اليوم وكلّ يوم وأرى أنّ ما كُتب منه قبل عقود صالح لإحداثيّات هذه المرحلة الفاصلة الحاسمة المُحدِثة في معالم هذا العالم على جهاته وجبهاته الأربع: الرّسميّة – السّياسيّة – الاقتصاديّة والعسكريّة – الإعلاميّة والحقوقيّة – الأمميّة والشّعبيّة – الاجتماعيّة ولا أقول الشّعبويّة، وهذه الأخيرة، أعني الشّعبيّة، هي الأهمّ؛ بتراكم الوعي والزّخم والعزم والهمم. وذلك لأنّه، أيضًا – أعني ذلِكُمُ الشّعر أعلاه – فضلًا عن كونه شعرًا بِكرًا أصيلًا عبقريًّا نبوئيًّا عابرًا للزّمن، صادرٌ عن سراج واحد، هو سراج الحُبّ والوعي والحقّ والعدل، ليفضح ويبدّد ظلام ليل واحد، هو ليل البُغض والظّلم والباطل والجهل.
والأهمّ من الأهمّ أعلاه هو ألّا ننسى أبدا؛ فذاكرتنا، الجمْعيّة والفرديّة، مُذْ كُنّا، هي زادنا وعتادنا، إن ضيّعناها ضاع كلّ شيء، وتحقّق – لا قدّر اللّه – قول من قالت، يومًا: “إنّ كبارهم سيموتون وصغارهم سينسون”؛ هيهات لها هيهات!
فهل سنساوم، بعد اليوم، هل سنُداهن ونُهادن، أم بالحُبّ سنظلّ نقاوم؟
وفي هذه المرحلة المفصليّة الّتي لم يشهد التّاريخ البشريّ المرئيّ نظيرًا لها، والّتي لن يشبه ما بعدها ما كان قبلها أبدًا أبدا، شاهدتُ الكثير وقرأتُ وأصغيتُ أكثر، وفكّرتُ وحلّلتُ وصلّيتُ وصُمتُ وزكّيتُ وبكيتُ كم بكيت، وكيما لا أكونَ مبتذَلًا سأنتظر حتّى أبتعد عن المشهد قليلا، إذا ما استطعت إلى ذلك سبيلا، لأكتب عن مآلاتها، تِلْكُمُ المرحلة، وعمّا أحدثته فينا وفيّ من تحوّلاتٍ عاصفاتٍ جسام في شتّى أبعاد تكويني كإنسان؛ الحمد لله ألف الحمد لله على أنّه قُدّر وكُتب له ولسابع جدّ قبله ولسابع ولد من صُلبه سيأتي بعده؛ أن يولد ويعيش ويكون ويحيا ويموت ليحيا من ترابِ وعلى ترابِ وإلى ترابِ وفي ترابِ هذه الأرض الشّرسة المقدّسة.
فسأكتب – إن شاء الله – عمّا قريب، ما سيتفجّر فيّ ويتفتّق عنّي بركان غضب وعتب وحُبّ وحضور وصواب، ستطول حممه كلّ تضليل وتهريج وضلال وبُغضٍ وغياب.
وحتّى ذلك الحين، وفي كلّ حين، سنظلّ ننادي:
“[…]”
وننادي:
“يا شعبي!
يا عود النَّدِّ
يا أغلى من روحي عندي
إنّا باقون على العهدِ!”
وسنظلّ نغنّي:
“إنّي اخترتُكَ يا وطني
حُبًّا وطَواعِيّة
إنّي اخترتُكَ يا وطني
سِرًّا وعَلانِيّة
إنّي اخترتُكَ يا وطني
فليتنكّرْ لي زمني
ما دمت ستذكُرُني
يا وطني الرّائع
يا وطني”.
وبالمناسبة، وقُبَيْل المناسبة وبُعَيْدها، ألف تحيّةِ إجلالٍ وإكبار لكنائسنا الجليلة على قرارها الجليل أن تقصُر احتفالاتها بعيد الميلاد المجيد، هذا العام، على الطّقوس الدّينيّة داخل أسوارها العالية؛ فسلام لكم وسلام عليكم على أرض السّلام الّتي حتمًا ستعرف السّلام، مهما احْلَوْلَك الظّلام ومهما طغى وتجبّر الظُّلّام، والسّلام على ابن الإنسان نبيّ اللّه عيسى، أحد أُولي العزم من الرُّسُل، وعلى أمّه الصّدّيقة مريم بنت عِمران البتول، إحدى خير نساء العالمين الأربع، عليهما السّلام، عليهما السّلام، عليهما السّلام.
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السّلام وفي النّاس المسرّة.
ولِي عودة منكم إليكم أيّها الأعزّة – إن شاء ربّ العزّة – للحديث، أبدًا، عن لُغتنا ونحْن.