الرجولة خلق وسيرة بقلم الشيخ رشاد ابو ابراهيم

مراسل حيفا نت | 24/11/2023

الرجولة خلق وسيرة

الرجولة مواقف وسيرة حياة لا ذكورة وظلم وعدم انضباط في السلوك هذا التصور خطه القرآن الكريم وسنة الرسول الكريم وتطلعت اليه نفوس الأتقياء والصالحين وقد جاءت بعض هذه الصفات في حديث رسول الله القائل ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله , إمام عادل , وشاب نشأ في عبادة الله تعالى , ورجل قلبه معلق في المساجد , ورجلان تحابا في الله : اجتمعا عليه وتفرقا عليه , ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني اخاف الله , ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعالم شماله ما تنفق يمينه , ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) وهذا الحديث يؤكد حقيقة أن الرجولة اساسها الإنكسار لجلال الله والإنقياد الى أمره وتعلق الرجل ببيوت الله ليتربى على العفة والطهارة وهذا السلوك نحث عليه في زمان عزت فيه مواقف الرجوله لأن البعض يعتبر الرجولة الهيمنة والتسلط وسوء التصرف مع الأهل والزوجة والمجتمع وتضييع الوقت في الشوارع والأسواق والمقاهي على القمار وشرب الخمور والمسكرات ويتبع ذلك ضياع الأسرة والأولاد  وهذا يتنافى مع معاني الرجولة والتطلع الى الرجال الذين بهم تعتز الأمة وتفتخر, كيف يمكن أن يكون الرجل بخيلا وسليط اللسان والرسول يدعو الى أن يحمى الرجل نفسه من النار بالإنفاق وأحق هؤلاء بنفقته أهله قال رسول الله ( اتق النار ولو بشق تمرة ) وحفظ حقوق الأهل وعامة الناس من مظاهر الرجولة التي كان الرسول يحث عليها بشتى الوسائل لذا اخبرنا بما يلي ( كان فيمن قبلكم رجل اشترى عقارا فوجد فيه جرة من ذهب فقال : اشتريت منك الأرض ولم اشتر منك الذهب , فقال الرجل : إنما بعتك الأرض بما فيها , فتحاكما الى رجل فقال : ألكما ولد ؟ فقال احدهما : لي غلام . وقال الآخر : لي جارية . قال : فأنكحا الغلام الجارية وأنفقا على أنفسهما منه ) ويستدل أن الرجولة لا تعني الذكورة إنما مواقف فكم من ذكر كبير السن اخلاقه ومواقفه صبيانية تعيبه وتعيب مجتمعه وكم من صبي بمواقفه الرجوليه يصبح شامة في جبين مجتمعه يروى أن عمربن الخطاب كان يسير في شوارع المدينة المنورة فمر على غلمان صغار يلعبون فهربوا الا صبي وهو عبد الله بن الزبير بقي مكانه فسأله عمر : لم لم تعدو مع أصحابك ؟ فقال عبد الله : يا أمير المؤمنين لم أقترف ذنبا فأخافك , ولم تكن الطريق ضيقة فأوسعها لك ) فالرجولة أن يعرف الرجل ما له وما عليه ولا يتنازل عن حقه لذا لما تولى الخلافة عمر بن عبد العزيز جاء وفد من البادية ليقدموا له التحية ويعرضوا عليه مطالبهم فقدموا غلاما صغير السن فقال له عمر بن عبد العزيز : ليتقدم من هو أسن منك فقال الغلام : يا أمير المؤمنين لو كان التقدم بالسن لكان في الأمة من هو أولى بالخلافة منك .  فالرجولة ليست بالمنظر والهيئة فقد يكون صاحب المنصب الرفيع , والمنظرالجميل , والهيئة , ,عالة على أمته وأهله , كما وصف الله المنافقين فقال ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) وفي المقابل يمدح رجلا من اصحابه نحيف الساقين قصير القامة وهو عبد الله بن مسعود الذي اعتلى شجرة الأراك ليحضر لرسول الله سواكا فضحك الصحابة من ساقيه فقال الرسول ( ساقا عبد الله بن مسعود يوم القيامة في ميزان الله اثقل من جبل احد ) كيف لا وهو الذي تمكن من الاجهاز على ابي جهل في معركة بدر وهو اول من جهر بالقرآن وهو من كان رسول الله يحب أن يسمع منه القرآن ولذا كانت امنية عمر وغيره من الرجال أن يروا رجال هاماتهم شامخة بعزة وكرامة يروى أن عمر بن الخطاب كان جالسا الى جماعة من اصحابه فقال لهم : تمنوا . قال أحدهم : أتمنى لو أن هذه الدار مملؤة ذهبا أنفقه في سبيل الله . ثم قال عمر : تمنوا . فقال رجل : أتمنى لو أنها مملؤة  لؤلؤا وزبرجدا وجواهرا  أنفقه في سبيل الله وأتصدق به . ثم قال : تمنوا . فقالوا : ما ندري ما تقول يا أمير المؤمنين ؟ فقال عمر رضي الله عنه : ولكني أتمنى رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح , ومعاذ بن جبل , وسالم مولى أبي حذيفة , فأستعين بهم على اعلاء كلمة الله .  وما كانت هذه أمنية عمر إلا لعلمه أن المال والجاه وكل كنوز الدنيا لا قيمة لها إذا عز وجود الرجال الذين يبنون الحضارات وينهضون بشعوبهم الى المعالي, الذين يظهرون في مواطن المحن فرفيعون الهمم ويشحذون العزائم الى الخير والفضيلة قال تعالى ( قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) وكم من رجل خير من الف رجل لما حاصر خالد بن الوليد الحيرة طلب من أبي بكر مددا , فما أمده إلا برجل وهو القعقاع بن عمر التميمي وقال : لا يهزم جيش فيه مثله  وكان يقول : لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف مقاتل .  وحتى يصبح عندنا رجال اصحاب  مواقف مشرفة لا بد من تربية النشئ على مكارم الأخلاق                                                    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *