أطفال حضانة "النخيل" ضحايا الحاضنة والمسؤولين!!
تقرير: مطانس فرح (مدير تحرير صحيفة "حيفا")
تصوير: وائل عوض
وزارة التربية والتعليم تعلم بالأمر.. مفتّشة الحضانات تعلم بالأمر.. بلديّة حيفا تعلم بالأمر.. مدير المدرسة يعلم بالأمر.. أمّهات غاضبات يوقّعن رسائل احتجاج.. شكاوى متكرّرة، ورسائل شبه يوميّة، إلى مدير المدرسة.. أكثر من شكوى في مركَز الشرطة.. الأهالي يوكّلون محاميًا لمتابعة القضيّة.. الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.. الأهالي يعتزمون الإضراب والاعتصام أمام المدرسة.. ورغم التذمّر والشكاوى المتراكمة، ما زالت حاضنة حضانة "النخيل" تمارس عمليّة "التربية" والتعنيف!!
وصلتني، خلال هذا الأسبوع، شكاوى عديدة من أمّهات غاضبات، يدّعين أنّ حاضنة حضانة "النخيل" (اسم الحاضنة محفوظ في ملفّ التحرير)، والتّابعة إلى إحدى المدارس الرسميّة، تقوم بتعنيف الأطفال وضربهم بشكل يوميّ، بالإضافة إلى إهانتهم ومعاملة قسم منهم كالحيوانات!!
وللوقوف على صحّة هذه الادّعاءات، التقيت في مكتب المحامي سامي فيصل، بعض الأمّهات والأطفال الّذين يتعلّمون في حضانة "النخيل" – والدتان، فقط، وافقتا على كشف هُويّتيهما.
** «بحبّش المعلمة!»
"شو مُشكلتَك؟" – سألت الطفل (اسم الطفل محفوظ في ملفّ التحرير).
لم يسمح لي بإتمام سؤالي؛ فأجابني بكلّ تلقائيّة وعفويّة، والغضب واضح في نبرة صوته: "ما بَدّي أروح ع الـ"چان" (الحضانة)؛ أنا بحبّش المدرسة، بخاف أروح ع الـ"چان"، بحبّش المعلمة!".
سكتُّ هُنَيْهَةً، تأمّلت هذا الطفل ابن الخامسة، وحاولت أن أفهم سبب غضبه على الحاضنة، وفي الوقت ذاته خوفه منها! سألته: "ليش ما بتحبّ المعلمة؟".
"لأنها بتضربني كتير" – أجابَني!
"بتضربك بس إنتِ" – سألته بدوري.
فأجاب: "لأ.. بتضرب كمان باقي الولاد!!".
وقبل أن أنتقل إلى محادثة إحدى الأمّهات، وقع نظري على مكتوب كان قد وقّعه عدد من الأمّهات، في العشرين من شهر تشرين الثاني المنصرم، تحت عُنوان: "شكوى ضدّ الحاضنة.." (اسم الحاضنة محفوظ في ملفّ التحرير – كما ذكرت)، جاء فيه:
"نحن الأمّهات الموّقعات أدناه، يتعلّم أطفالنا في حضانة "النخيل"، نؤكّد أنّ:
أ) أطفالنا يشكون ويشتكون الحاضنة الّتي تتصرّف معهم بعنف. فهم يعودون إلى المنزل وآثار العنف ظاهرة على أجسادهم!
ب) أسلوب حديث الحاضنة عنيف جدًّا.
ج) معلوم لدينا أنّ الحاضنة قامت بالاعتداء على الطفل (ق.م.) – اسم الطفل محفوظ في ملفّ التحرير.
د) مساعدة الحاضنة ادّعت أمامنا أنّها قامت بإعلام مدير المدرسة بظاهرة العنف في الحضانة.
هـ) توجّهنا إلى مدير المدرسة، وقمنا بإبلاغه بأمر العنف الموجّه ضدّ أطفالنا.
نطالب وزارة التربية والتعليم وشرطة إسرائيل، بإجراء تحقيق في هذه القضيّة، وإقصاء المعلّمة (الحاضنة) المعنِّفة عن التعليم فورًا".
** «طفلي يعاني كوابيسَ ليليّة ويخاف أن يذهب إلى الحضانة»!
وفي حديث لي مع ياسمين مايا (أم يوسف)، والّتي قامت بتقديم شكوى في الشرطة في تاريخ (2011-10-11) ضدّ الحاضنة، بتهمة الاعتداء على طفلها القاصر. قالت: "منذ بداية العام الدراسيّ والحاضنة تستعمل أسلوب الضرب والإهانة والعنف مع قسم كبير من الأطفال. طفلي يتعرّض بشكل شبه يوميّ إلى الضرب من قبل الحاضنة. لقد قمت بتقديم عدّة شكاوى بحقّها إلى مدير المدرسة وإلى مفتّشة الحضانات وإلى البلديّة، أيضًا، جميعهم يعلم بما تقوم به الحاضنة، ولم يحرّكوا ساكنًا!".
وأضافت: "لقد اضطُررت – قبل نحو شهرين – إلى تقديم شكوى في الشرطة، ضدّ الحاضنة، بتهمة الاعتداء على قاصر. ولكن حتّى هذه اللحظة لم يتمّ اتّخاذ أيّ إجراء بحقّها؛ حتّى إنّ الشرطة تدرس إمكانيّة إغلاق الملفّ، وإسقاط الدعوى!! كيف يُعقل هذا، وطفلي يعاني كوابيس ليليّة، ويخاف أن يذهب إلى الحضانة، كَيْلا يتعرّض إلى الضرب"!
واستطردت مايا قائلة: "لا يُمكنني السكوت بعد على ما يجري، حتّى لو سكت الجميع. لقد وكّلت المحامي سامي فيصل بمتابعة القضيّة، والوقوف على الشكوى الّتي قدّمتها إلى الشرطة ضدّ الحاضنة. يجب أن تُعاقب الحاضنة وتنال جزاءها".
وتتساءل (أم يوسف): "هل الضرب والعنف هو الأسلوب التربويّ الحضاريّ المُنتَهَج في مدارسنا؟! ألذلك يسكت جميع المسؤولين على أعمال الحاضنة، ويغضّون الطرف عنها".
** «دَفشتني على حفّة الطاولة.. وضربتني كفّ عَ وِجّي»!!
أمّا سهى جرّار (أم علي)، والدة طفلين توأميْن يتعلّمان في حضانة "النخيل" ويعانِيان المشكلة ذاتها، من تعنيف وضرب، وقد تعرّض أحد أطفالها إلى الاعتداء من قبل الحاضنة ما اضطرّه إلى تلقّي العلاج، قامت هي الأخرى بتقديم شكوى في الشرطة، يوم 9 كانون الأوّل الجاري، ضدّ الحاضنة المذكورة، بتهمة الاعتداء على طفل قاصر لا حول له ولا قوّة، من دون ذنب يُذكر!
"تعال يمّا قول لعمّو شو عملت فيك المعلمة" – نادت سهى جرّار طفلها، ليشرح لي ما تعرّض له من قبل الحاضنة.
"شو عملتك المعلمة؟" – سألت الطفل ابن الخامسة.
"دَفشتني على حفّة الطاولة، وبعد ما وقعت وقمت عن الأرض، ضربتني كَفّ ع وِجّي!!" – أجابني.
وعندها، قالت جرّار: "بدل أن تساعده على النهوض عن الأرض، قامت بلطمه على خدّه! من أيّ طينة مجبولة هذه الحاضنة.. لا رحمة ولا شفقة في قلبها. ألا تخاف ربّها؟!".
سكتت هُنَيْهة، تنهّدت وقالت: "لقد تورّم الجانب الأيسر من جبين طفلي، وآثار لطمة كفّها كانت واضحة على خدّه. وعندما جئت، في اليوم ذاته، بعد الدوام، لاصطحاب طفلي، ادّعت الحاضنة أنّه وقع أرضًا.. لكنّ طفلي أكّد لي أنّ الحاضنة قامت بالاعتداء عليه وضربه؛ حينها قمتُ باصطحابه، فورًا، إلى مركَز الشرطة وتقديم شكوى ضدّ الحاضنة العنيفة، كما عرضته على طبيب العائلة لما عاناه من آلام في الرأس".
"هذا لم يكن الاعتداء الأوّل على طفلي، فهذه الحاضنة لا تفهم سوى التعامل بلغة الضرب والتعنيف"– هذا ما ادّعته سهى جرّار، وأضافت: "لدى وصولنا إلى مركَز الشرطة، تمّ استدعاء محقّق عربيّ خاصّ لاستجواب طفلي وسماع شهادته، ودُهِش لسماعه ما قامت به الحاضنة من أعمال اعتداء وعنف، وعن كيفيّة تعاملها مع الأطفال في الحضانة".
وفي تقرير د. عصام زين الدين الطبيّ (طبيب العائلة)، جاء: "إنّه – وحسَب ادّعاء الوالدة – تمّ الاعتداء على الطفل من قبل الحاضنة، من دون أن يفقد الوعي أو يتقيّأ. ولكنّه من جرّاء ذلك يعاني آلامًا في الرأس، وهناك انتفاخ بسيط (تورّم) في الجهة اليمنى من الجبين".
وقد كشفت لي سهى جرّار عن مجموعة من الرسائل كانت الأمهّات قد كتبنها على مدار أسبوع، لروايات وأقوال أطفالهنّ الّذين يتعلّمون في حضانة "النخيل"، عن تصرّف الحاضنة، كي يعرضنها على مدير المدرسة.
وقد تمّ، مؤخّرًا، عقد اجتماع لأولياء الأمور مع مدير المدرسة لإيجاد حلّ جذريّ وفوريّ لتصرّف هذه الحاضنة.
** «أطالب بإيجاد حلّ لهذا التعامل المقيت وغير الأخلاقيّ من قبل الحاضنة»!!
وفي رسالة أخرى كانت قد بعثت بها ياسمين مايا إلى مدير المدرسة، في الرابع من هذا الشهر، جاء:
"أنا والدة لطفل يتعلّم في حضانة "النخيل"لدى الحاضنة (اسم الحاضنة محفوظ في ملفّ التحرير)، يوم 30 تشرين الثاني المنصرم، تصرّفت الحاضنة مع طفلي بشكل مُهين، مانعةً إيّاه من الخروج إلى المراحيض، ما اضطره – رغمًا عنه – إلى قضاء حاجته في ملابسه؛ ولم تُبدِ الحاضنة أيّ اهتمام بالأمر، رغم أنّها السبب في ذلك، وأبقت طفلي – حتّى انتهاء الدوام – بملابسه المتّسخة من دون أن تستبدلها!!
"هذا وفي اليوم ذاته، منعت الحاضنة الأهل من دخول الحضانة، لأسبابها الخاصّة!
"أطالبك بإيجاد حلّ لهذا التعامل المقيت وغير الأخلاقيّ من قبل الحاضنة تجاه طفلي وباقي الأطفال في الحضانة.
"أرجو التحقيق في الأحداث الكثيرة والمتعاقبة لأعمال الحاضنة، وإيجاد حلّ حقيقيّ.
"لقد قمت بتقديم شكوى ضدّ الحاضنة في الشرطة، وبتوكيل المحامي سامي فيصل متابعة الملفّ.
"أطالب بتدخّلك الفوريّ وعلاجك للموضوع".
** لِمَ على أطفالنا أن يدفعوا الثّمن؟!!
ولدى استماعي إلى عدّة شهادات عمّا يدور في تلك الحضانة، ذُهلت ممّا سمعته أذنايَ، ومن التفاصيل الدقيقة الّتي سردها لي أحد الأطفال، واصفًا كيف "ترمينا الحاضنة أرضًا، تمسكنا من أيدينا وتجرّنا على الأرض، كما يجرّون الكلاب تمامًا!!"– حسَب ادّعائه. مضيفًا: "تتكلّم معنا الحاضنة بأسلوب الترهيب والتهديد، وتقوم بضرب الأطفال وبلطمهم على وجوههم".
كيف يُسمح بحدوث هذه الأمور غير الأخلاقيّة وغير التربويّة داخل حضانة من المفترض أن ترسّخ لدى الأطفال أسس التربية والأخلاق؟!! أين المسؤولون؟!
لِمَ على أطفالنا أن يدفعوا الثمن؟! أطفالنا – في حال إثبات صحّة الادّعاءات – ضحيّة تقاعس المدرسة عمّا يحدث، ضحيّة حاضنة عنيفة لا ترحم ولا ترأف، ضحيّة شرطة تتعامل ببطء مع القضيّة محاولة إغلاق الملفّ، ضحيّة سكوت بعض الأمّهات، ضحيّة تقاعس وزارة التربية والتعليم عن حلّ هذه المشكلة بأسرع وقت، علمًا أنّها على دراية بما يحدث داخل الحضانة! ضحيّة مفتّشات الحضانات.. على الحاضنة أن تدفع ثمن تصرّفاتها، لا أطفالنا!! فهم يقعون ضحيّةً مرّتين..!
هذا وقد وصلتني معلومات تؤكّد أنّ الحاضنة ذاتها كانت تدرّس في قرية جسر الزرقاء، وقد تمّ إقصاؤها من التعليم هناك – بعد عدّة شكاوى – لأسباب تتعلّق بتصرّفاتها وباستخدامها أسلوب العنف والضرب. فهل قامت وزارة التربية والتعليم بتعيينها حاضنة في حضانة "النخيل" في حيفا كمحاولة إضافيّة لمراقبة تصرّفاتها واختبارها، ليتحوّل بذلك أطفال الحضانة إلى فئران تجارب؟!!
** «لا تصلح لأن تكون حاضنة أو مربّية»!!
وحدّثتني إحدى الأمّهات، سناء (اسم مستعار – الاسم الحقيقيّ محفوظ في ملفّ التحرير)، قائلة: "يوميًّا، تقوم الحاضنة بضرب الأطفال في الحضانة، وكلّما اشتكيناها تزداد عنفًا تجاه الأطفال، فبدل أن تكفّ عن أعمالها تنتقم من أطفالنا!! هذه لا تصلح لأن تكون حاضنة أو مربّية، لأنّها لا تعرف معنى التربية!!" – حسَب ادّعاء سناء.
"لا نفهم سبب بقاء هذه الحاضنة في هذه الحضانة، فهي تجلب السمعة السيّئة للمدرسة" – قالت إحدى الأمّهات، ورفضت هي الأخرى أن نكشف عن هُويّتها؛ وأضافت: "لو قامت أيّ والدة بالاعتداء على طفلها، لقام العامل الاجتماعيّ أو المستشارة التربويّة بتقديم شكوى فوريّة في الشرطة ضدّ الوالدة، ليتمّ اعتقالها فورًا.. فكم بالحريّ والاعتداء والضرب يتمّ داخل مؤسّسة تربويّة رسميّة، وآثار الضرب تبدو واضحة على أجسام أطفالنا؟!! فهل هذه الحاضنة محصّنة أو مدعومة؟!!".
** «ألا تكفي هذه الآثار كأدلّة لدَيْن الحاضنة؟!»
وتؤكّد سهى جرّار أنّ طفليها التوأميْن – ومنذ الحادثة الأليمة والاعتداء على أحدهما من قبل الحاضنة – يعانِيان كوابيس ليليّة، ويبولان، أحيانًا، ليلًا، ويهابان العودة إلى الحضانة. "أنا لا أريد أن أخسر طفليَّ لسبب تصرّف المعلمة الهمجيّ وغير التربويّ" – أقوال جرّار.
وتشير جرّار إلى أنّ القصة بدأت منذ بداية السنة الدراسيّة، فمن حينها والحاضنة تستعمل العنف مع الأطفال، فهذا – على ما يبدو – أسلوبها "الحضاريّ"، فتقول: "لم نُعِر، بدايةً، الأمر أهمّيّة، ولكن – مع الوقت – بدأت الأمور تتفاقم والضرب والعنف يزدادان. لم يعد الأمر يُحتمل! ولكن في كلّ مرّة كنت أواجه فيها الحاضنة بما يدّعيه طفلي من ضربه، تفنّد أقواله وتكّذبه، إلى أن بدأ يأتيني وعلامات العنف تظهر بشكل واضح على أنحاء مختلفة من جسمه"، وتتساءل جرّار: "ألا تكفي هذه الآثار كأدلّة لدَيْن الحاضنة؟!".
وتضيف سهى جرّار: "خلال هذه الفترة كلّها توجّهت عدّة مرّات إلى الحاضنة والمدير والبلديّة، ولكن لا حياة لمَن تنادي"!!
** مؤسّسات تربويّة أم تعنيفيّة؟!!
في حال ثبتت الادّعاءات والاتّهامات ضدّ الحاضنة، فأنا – بدوري – أقول – وأعمّم ذلك على جميع مدارسنا – حتّى لو كان الطفل كثير الحركة أو يعاني مشاكل عدّة، فهناك طرائق وأساليب مختلفة للتعامل معه – وقد ذكرت ذلك في كتابات سابقة. هناك أساليب تربويّة – وتربويّة، فقط – للتعامل مع الأطفال والطلّاب داخل مؤسّساتنا التربويّة (اسمها مؤسّسات تربويّة لا تعنيفيّة). فوظيفة المعلّمة أو الحاضنة أو المربّية التعامل بشكل أخلاقيّ وتربويّ وحضاريّ مع كلّ طفل أو طالب بلا استثناء، وإن لم تُفلح في ذلك فمن المفضّل أن تلزم بيتها بدل أن تعنّف الأطفال وتنشئ جيلًا عنيفًا معنِّفًا، ثمّ نتساءَل مندهشين عن سبب تفاقم العنف في مجتمعاتنا.
لا أقصد التشبيه هنا، ولكن في عالمنا المتحضّر حتّى منظمة الدفاع عن حقوق الحيوانات ترفض التعنيف والضرب، فكيف نسمح لأنفسنا، وتسمح مؤسّساتنا التربويّة بأن يأتينا ذلك من داخل مدارسنا التربويّة الرسميّة، ألسنا أرقى من الحيوانات؟!! وهل نعيش في غابة لا تحكمها القوانين؟! فإن كنّا نعلّم أطفالنا ونحادثهم بصورة غير تربويّة ونعنّفهم.. فأيّ مجتمع تنتظرون مستقبلًا؟!!
أمّا اللّوم الكبير فأوجّهه إلى المسؤولين – من أصغرهم إلى أكبرهم – لعدم معالجة الأمر بشكل جذريّ، على أمل أن لا تلعب "الواسطات والمحسوبيّات" دورًا في مثل هذه القضايا الهامّة، كما يحصل في غالبيّة القضايا في مجتمعنا.
** «إن لم يوّفر حلّ شافٍ، سأقوم برفع دعوى قضائيّة ضدّ وزارة التربية والتعليم»!
القضيّة لم تنتهِ عند هذا الحدّ، فالوضع يزداد سوءًا، وقد قرّر قسم من الأهالي عدم إرسال أطفالهم إلى حضانة "النخيل" لحين اتّخاذ إجراءات قانونيّة بحقّ الحاضنة وإقصائها عن التعليم، حتّى إن كلّف الأمر إبقاء الأطفال حتّى نهاية السنة الدراسيّة في المنزل، فذلك أضمن من إبقائهم بين يدَيِ الحاضنة – أقوال سهى جرّار وياسمين مايا.
أمّا المحامي سامي فيصل والموكّل من قبل بعض الأهالي لمتابعة هذا الملفّ، فقال: "المثير في الأمر أنّ الشرطة ستقوم بإغلاق الملفّ، وبإسقاط إحدى الشكاوى. لقد طالبت، اليوم، بفتح الملفّ من جديد. هذا وقد أرسلت، رسائل إلى مدير المدرسة، الشرطة، ووزارة التربية والتعليم، مطالبًا إيّاهم بتقديم الجواب وإيجاد الحلّ السريع لهذه المشكلة، وذلك خلال أسبوع من يوم إرسال الرسائل، وإن لم نحصل على أجوبة وافية ولم يُوفّر لنا حلّ شافٍ، فسأقوم برفع دعوى قضائيّة ضدّ وزارة التربية والتعليم لتوظيفها حاضنة تستعمل "لغة" العنف مع الأطفال! وفي المقابل سأتابع مع الشرطة مجريات التحقيق في الدعوييْن المقدّمتين ضدّ الحاضنة، ومعرفة سبب محاولة إغلاق أحد الملفّات!"
ويؤكّد فيصل أنّه "لدينا مشكلة مع الحاضنة لا مع طفل أو طفلين، فعدد الأمّهات اللواتي يعانين منها كبير نسبيًّا، ولكن – للأسف – ترفض بعضهنّ الإفصاح عن ذلك عبر الصِّحافة؛ لذا يجب إيجاد حلّ لهذه الحاضنة".
وبالنسبة إلى الإجراءات الّتي ينوون اتّخاذها، قال المحامي فيصل: "حاليًّا، ننتظر ردّ جميع الأطراف على رسائلي خلال الأسبوع القادم، وبناءً على الرّد سنتصرّف". وأضاف: "سمعت من بعض الأهالي بنيّتهم الإضراب أو الاعتصام أمام المدرسة، سندرس الأمور حينَها".
هذا وقد علمنا أنّه – وكخطوة احتجاج أوّليّة – لم يتمّ إرسال خمسة عشر طفلًا وطفلة إلى حضانة "النخيل"، أمس الأوّل، الأربعاء، كما تغّيبت الحاضنة، أيضًا، عن الحضانة!!
** «إدارة لواء حيفا في وزارة التعليم على علم بالموضوع»!!
وفي استجواب للناطق باسم وزارة التربية والتعليم للوسط غير اليهوديّ، كمال عطيلة، لما ورد في هذا التقرير، جاءَنا الرّد التالي:
"إدارة لواء حيفا في وزارة التعليم على علم بالموضوع، وتقوم بمعالجته وفق المعايير المهْنيّة، آخذة بالاعتبار مصلحة الطلّاب وسلامتهم بالدرجة الأولى".
ونحن – بدورنا – سنتابع الموضوع، وسنوافيكم بالمستجدّات.
(صورتان عن شكوتين؛ ولقد قمت، عمدًا، بـ«تمويه» بعض المعلومات والتفاصيل الشخصيّة الواردة فيهما، حرصًا على الخصوصيّة)
(صورة عن مكتوب كان قد وقّعه عدد من الأمّهات؛ ولقد قمت، عمدًا، بـ«تمويه» بعض المعلومات والتفاصيل الشخصيّة الواردة فيه، حرصًا على الخصوصيّة)