تصوير: وائل عوض
وزّعت جمعيّة الثّقافة العربيّة، في حفل ثقافيّ كبير نظّمته مساء السبت 10.12.2011 في قاعة مسرح "الميدان" في مدينة حيفا، 150 منحة دراسيّة بدعم من مؤسّسة الجليل في بريطانيا مخصّصة للطلّاب والطالبات الجامعيّين من فلسطينيّي الداخل، من كافة المناطق والمجالات التعليميّة.
بدأ الحفل بإنشاد النشيد الوطنيّ "موطني"، ثمّ قام الفنان الممثّل أيمن نحاس بعرافة الحفل. د. روضة عطا الله، مديرة جمعيّة الثّقافة العربيّة، هنأت في كلمتها الطلاب الحاصلين على المنحة وتحدّثت حول الرؤية الثقافيّة للجمعيّة ضمن فهمها لوضع الفلسطينيّين في الداخل كسكّان أصلانيّين انتزعت منهم أرضهم ومواردهم، لتأخذ مهمة الحفاظ على الهويّة الثّقافيّة بكل ما تشمله وتعنيه مكانة إستراتيجيّة أساسيّة للحفاظ على الوجود والوعي. وشرحت عطا الله عن مشاريع الجمعيّة بشكل عام ومشروع المنح الدراسيّة على وجه الخصوص.
وفي هذا الإطار، قدّمت د. روضة عطا الله عرض شرائح حول مجمل مراحل مشروع المنح الدراسيّة، ركّزت خلاله على مسار استقبال الطلبات وفرزها في برمجية حاسوب خاصّة تعطي نقاط للمتقدمين بناء على وضعهم الاقتصاديّ وإنجازاتهم العلميّة وعدد الإخوة الذين يدرسون في الجامعات، وعلى اهتمام المانحين بالاستمرار في دعم الطلاب الذين حصلوا في السنين السابقة على المنحة، كما ركّزت على التزام الطلاب الحاصلين على المنح في التطوع لأجل مجتمعهم في مؤسّسات مجتمعيّة مختلفة وعلى الأنشطة التثقيفيّة المخصّصة لهم في إطار الجمعيّة. وأعربت عطا الله عن سعادتها لازدياد عدد المنح التي تقدّمها الجمعيّة هذه السنة، من 100 منحة إلى 150 منحة، والمنح الخمسون الجدّد تغطي تقريبًا كلّ القسط التعليميّ.
كما تحدّث في الحفل د. باسل غطّاس، مندوب مؤسّسة الجليل في بريطانيا بالبلاد، حول المؤسّسة ومركزيّة مشروع المنح الدراسيّة المقدّمة للطلّاب والطالبات الفلسطينيّين في الداخل كون التعليم العالي أساس التنميّة التي تطمح المؤسّسة لدعمها، حيث يشكّل الأكاديميون والمتخصّصون في مختلف الحقول العلميّة أساس التنميّة الاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة. وأكّد غطّاس على اعتماد اللجنة المهنيّة، التي تختار الطلاب الحاصلين على المنح، على معايير علميّة وموضوعيّة في عملية الاختيار، واهتمام المؤسّسة بمواصلة دعم الطلاب حتى إنجازهم لشهادتهم الأكاديميّة، معربًا عن أمله في أن يزداد عدد المنح سنويًا ليحصل عليها طلاب أكثر.
وقال غطّاس إنّ هذه المنحة هي أيضًا ذات خصوصيّة متعلّقة بالهويّة تميّزها عن باقي المنح، كما تطرّق إلى مخاطر الخدمة المدنيّة مبيّنًا أنّ أحد أسباب انخراط الشباب والشابات العرب فيها هو الرغبة في الحصول على منح جامعيّة في وقتٍ تعتبر فيه هذه الخدمة مناقضة لهويّتنا وحقوقنا. وأكّد غطّاس على أهميّة التطوع والعطاء للمجتمع، وهنّا الطلاب والطالبات الحاصلين على المنح متمنيًا لهم النجاح والتميّز في تعليمهم الجامعيّ.
تخلّل الحفل أيضًا فقرة موسيقيّة قدّمها الطالب الجامعيّ الحاصل على المنحة الفنان أكرم عبد الفتاح، عازف الكمان، برفقة الفنان جريس ناصر على الرقّ، وفقرة أدبيّة قرأت خلالها الطالبة الجامعيّة الحاصلة على المنحة بيروت حمود نصًا نثريًا حول حياتها كطالبة في جامعة بير زيت، كما قدّم عريف الأمسيّة الفنان أيمن نحّاس مقاطع كوميديّة ساخرة أثارت إعجاب الجمهور وضحكاته.
في الفقرة الأخيرة من الحفل، قامت د. روضة عطا الله ود. باسل غطّاس والأستاذة راغدة زعبي والأستاذة أميرة الديك، عضويْ إدارة جمعيّة الثّقافة العربيّة، بتوزيع المنح على الطلاب والطالبات الحاضرين، الذين شكروا الجمعيّة وعبّروا عن سرورهم بحصولهم على المنحة، ووقّعوا على عقد اتفاقية المنحة، والتقطوا في آخر الحفل صورة جماعيّة.