مؤتمر المدن الخضراء في شفاعمرو: الحفاظ على البيئة مهمة وطنية وجزء من الحفاظ على الوطن

مراسل حيفا نت | 13/12/2011

 

 
 
 
مدير المشاريع الاقليمية في الاتحاد الاوربي فرانك سمويل يشيد بنجاح المشروع  ويقول انه المشروع الوحيد من بين 21 مشرعا اقليميا انتهى بنجاح وضمن البرنامج  المحدد. مدير المشاريع يقدم توصية لمشاريع جديدة  قادمة 
 
عقد المؤتمر تتويجاً لعمل متواصل في مجال الحفاظ على البيئة واستدامتها، بمشاركة العديد من رؤساء وأعضاء السلطات المحلية، مدراء ومعلمين وطلاب، سفير الاتحاد الأوروبي ومندوبين عن المشروع من الضفة الغربية
 
 
"البيئة هي المكان المحيط بنا من أرض وهواء وماء، وهي الحيز والوطن والانتماء، وهي التاريخ والمستقبل. ولا سبيل للعيش المستدام دون علاقة تصالحية مع البيئة بما يكفل التطور والحفاظ على مقدرات هذه الأرض لنا وللأجيال القادمة"، هذا بعض ما قاله السيد بكر عواودة، مدير عام جميعة الجليل، خلال المؤتمر الاختتامي لمشروع المدن الخضراء، وهو المؤتمر البيئي الأول الذي يعقد في المجتمع العربي في الداخل.

يذكر أنه عُقد أمس (الاثنين) المؤتمر الاختتامي لمشروع المدن الخضراء في مدينة شفاعمرو، والذي يهدف إلى تعزيز قدرات السلطات المحلية نحو التطوير البيئي، بمشاركة العديد من رؤساء وأعضاء السلطات المحلية العربية، سفير الاتحاد الأوروبي، مندوبي وزارة حماية البيئة، مدراء ومعلمي ومعلمات المدارس العربية والعديد من طلاب المدارس، أضافة إلى شركاء المشروع من الضفة الغربية.

وهو مشروع مشترك لجمعية الجليل وبلدية شفاعمرو المدينة الحاضنة، وكل من سخنين وأم الفحم، وقرى من محافظات رام الله، والقدس ونابلس في الضفة الغربية، ويحظى المشروع بالدعم المادي من الاتحاد الأوروبي. وفي كلمة السيد ناهض خازم، رئيس بلدية شفاعمرو، البلد المضيف والحاضن للمشروع قال: "الحفاظ على البيئة هي مهمة مجتمعية ووطينة ومن الضروري الاستمرار في هذا المشروع الانساني. نحن نختتم اليوم هذا المشروع، لكننا ما زالنا في البداية، فحن أمام مشروع تغيير شامل وعميق لثقافة تعاملنا وعلاقتنا مع البيئة".
 
افتتح المؤتمر المحامي علا حيدر، مدير مركز العدل البيئي في جمعية الجليل، وقال: "العدالة البيئية هي حق إنساني ينبغي توفيره لجميع المواطين وضمان العيش في بيئة سلمية، صحية وعادلة ومستديمة. مفهوم العدالة البيئية يشمل أساساً حماية الانسان، ولا يمكن للعدالة البيئية أن تتحقق دون تحقيق العدالة التوزيعية للموارد المختلفة، ولا يمكن لها أن تتحقق دون الاعتراف بكرامة الانسان، حماية التراث ومشاركة المواطنين في عمليات اتخاذ القرارات. من هذا المنطلق نعمل في مركز العدل البيئي في جمعية الجليل لتحقيق العدالة البيئية للمواطنين العرب".
 
تخلل المؤتمر ثلاث جلسات حوارية بمشاركة رؤساء سلطات محلية، مدراء المدارس الخضراء، مندوبين عن السلطة المركزية، مركزي المشروع في الداخل وفي مناطق السلطة الفلسطينية، مندوبين عن الاتحاد الأوروبي وناشطين في مجال البيئة من الحقل. حيث خصصت كل جلسة لمناقشة محوراً معيناً من مجال البيئة.
 

السيد بكر عواودة، مدير عام جمعية الجليل، القى كلمة ترحيبية، قال خلالها: " ضمن هذا المشروع المتواضع استطعنا، نحن كجمعيات، سلطات محلية، مدارس ومجتمع ككل، أن نخطوا خطوة إلى الأمام نحو بناء مفاهيم جديدة للتطور البيئي، ولنساهم في هذا الجهد الجماعي في الحفاظ على الحيز والأرض كمكان يستحق الحياة". ثم أكد على مسؤوليتنا كأقلية أصلانية في الحفاظ على البيئة وعلى طرق العيش المستدام وعلى نمط التطور الانساني.
 
أما السيد ناهض خازم، رئيس بلدية شفاعمرو ومدير لجنة التوجيه العليا للمشروع، فقد تحدث عن بدايات المشروع ونتائجه اليوم. "نلاحظ اليوم التغيير الهام الحاصل على أرض الواقع. طلاب المدارس، الأهل، المؤسسات داخل البلدة، أقسام البلدية، كلهم شركاء فاعلين في هذا المشروع. كانت الانطلاقة من البيت والعائلة. هكذا نجحنا أولا بتغيير الوعي والثقافة السائدة، ومن ثم بناء علاقة وثيقة مع البيئة".
 
كما تحدث الشيخ خالد حمدان، رئيس بلدية أم الفحم، البلد المشارك في مشروع المدن الخضراء. فروى للحضور بحماس وعفوية كبيرين كيف تم التحضير للمشروع وعن تجند جميع أقسام البلدية والمؤسسات المجتمعية والأهالي. ثم تحدث عن التحديات والصعاب التي واجهها المشروع واستراتيجيات التغلب عليها، مؤكداً على أهمية الاستمرار بالمشروع وتوفير الدعم المادي اللازم للمشروع بصفته قضية انسانية وكونية.
 
هذا وتحدث أيضاً كل من سفير الاتحاد الأوروبي، السيد أندرو ستانلي، الذي تحدث عن دور الاتحاد الأوربي في دعم المشروع، وعن التعاون والتشبيك لانجاح البرنامج. كما تحدث عن فكرة وأهداف المشروع وعن البلدان المشاركة، وأكد على امكانية قيام الاتحاد الأوروبي بتمديد المشروع من خلال توفير الدعم المالي له؛

ثم تحدث د. أيمن رابي رئيس مجلس إدارة شبكة بنغون، عن خصوصية المشروع في مناطق السلطة الفلسطينية وعن أهمية التعاون الأقليمي المبني على أساس العدالة والمساواة. وكذلك تحدثت السيدة دوريت زيس، مديرة لواء الشمال في وزارة حماية البيئة، والتي تحدثت عن مشاريع الوزارة وبرامجها لتعزيز الوعي البيئي بين الطلاب والمشاريع المختلفة بالتعاون مع السلطات المحلية.
 
البروفسور راسم خمايسي، مخطط المدن المعروف والمشارك في طواقم التخطيط التي تعمل في البلدات العربية الفلسطينية في الداخل وفي مناطق السلطة الفلسطينية، قدم محاضرة حول قضايا بيئية في السلطات المحلية.

أكد خلال محاضرته على أهمية التجانس بين الثقافة بين التخطيط البيئي وضرورة النظرة الشمولية في كل عملية تخطيط كهذه. وقال أن ثمة ضرورة لاعادة تشكيل مجتمعنا الفلسطيني بعد أن تم تشوييه عام 1948، وخاصة عملية انتاج التنافر والاغتراب بين الانسان الفلسطيني وبين البيئة والطبيعة.
 
خصصت الجلسة الأولى لمناقشة دور السلطة المركزية والسلطة المحلية في تعزيز القضايا البيئية. ترأس الجلسة السيد نعيم داود، مدير مشروع المدن الخضراء في جمعية الجليل، وبمشاركة كل من السيد ناهض خازم، السيدة دوريت زيس والسيد محمد رباح، مدير وحدة البيئة في بلدية أم الفحم.

وكان من المفترض أن يشارك في هذه الجلسة السيد ناجي جمهور، رئيس المجلس القروي بيت عنان وعضو المجلس المشترك للنفايات في شمال غرب القدس، لكنه لم يتمكن من الحضور بسبب سياسة الاحتلال والحواجز.
 
في الجلسة الثانية تمت مناقشة مسألة مشاركة المجتمع في تعزيز حماية البيئة في مناطق السلطات المحلية. ترأس الجلسة د. عصام صباح، المحاضر في كلية براودة والباحث في جمعية الجليل، وشارك فيها كل من السيد ماجد حجاجرة، من وزارة حماية البيئة في لواء الشمال؛ السيد حسن غنايم، مدير مدرسة الغدير في سخنين؛ السيدة زينة عليان، مديرة مدرسة العين في شفاعمرو؛ السيدة أمنة أبو حفيظة، ناشطة في المجال البيئي في أم الفحم؛ والسيدة ليليانا خليل، مركزة المشروع في شفاعمرو. أكد جميع المشاركون على أهمية عامل الوعي وبدء عملية التغيير الثقافي من داخل البيت وفي جيل مبكر. كما تم التأكيد على أهمية العلاقة مع الأرض والبيئة.
 
خصصت الجلسلة الثالثة والأخيرة لمناقشة الافاق المستقبلية لمشروع المدن الخضراء كنموذج للتعاون والشراكة الأقليمية. ترأس الجلسة السيد بكر عواودة، وشارك فيها كل من السيد فرانك سامويل، مدير طاقم جهاز الدعم لمشاريع "سيوداد" المتعلقة بالبيئة؛ السيدة الكسندرا ماير، مسؤولة البرامج البيئية الأقليمية للاتحاد الأوروبي؛ د. ايمن رابي.

أشاد السيد سامويل خلال الجلسة بنجاح المشروع ونتائجه، وقال أنه من ضمن 21 مشروعاً أقليمياً مماثلاً في مناطق مختلفة في العالم، فإن مشروع المدن الخضراء الذي نفذته جمعية الجليل، كان الوحيد الذي انتهي بنجاح وضمن الجدول الزمني المقرر، كما قد توصياته لتمويل مشاريع جديدة مستقبلية. وتم اختتام المؤتمر من قبل السيدة روزلاند دعيم رئيسة الهيئة الادارية بحفل عشائي وتوزيع جوائز تقدير للمشاركين في المشروع.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *