نقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية عن مصادر مطلعة ان سيف الاسلام القذافي قال في الاستجواب الذي خضع له في السجن إن شخصيات استخباراتية أميركية اتصلت به وعرضت عليه التفاوض للقيام بعملية انقلاب على والده والشروع في ”إصلاحات عميقة”.
وأكد سيف الإسلام، حسبما نقلت "الخبر" أنه تلقى اتصالا من الأميركيين في اليوم السادس من اندلاع الاضطرابات في ليبيا، وعزا رفضه العرض إلى سببين، هما قوة النظام الأمني والاستخباراتي لوالده الذي لن يتردد في فعل أي أمر لصالح الحفاظ على حكمه، والسبب الآخر هو عدم قدرته على حكم البلاد كخلف لوالده في حياته، لأنه يعتقد أن غياب والده يعني الفوضى والدمار الشامل، وهو ما دفع الأميركيين لوقف الاتصال به، وأضاف أنه لم يخبر والده بما حدث.
كما كشف سيف الإسلام أن آخر اتصال بوالده كان قبل قتله بساعات قليلة، وأكد أن أميركا وافقت على نقله إلى جنوب البلاد ”بشكل آمن لكنهم اغتالوه”، كما قال.
وعن ثروة العائلة، أوضح سيف الإسلام أن الأموال التي أودعت باسم أفراد أسرته من أحياء وأموات ليست أكثر من 24 مليار دولار، وأن ما يقال عن مئات المليارات ليس صحيحا، وأنه كان يطلع أولا بأول على حسابات أفراد العائلة، مؤكدا أن ”البزنس الخاص” لأفراد أسرته مجتمعين ومنفردين لا يزيد عن ملياري دولار في مجالات وشراكات عدة داخل وخارج ليبيا.
قبيلة المشاشية
أمنيا، تحدثت تقارير إعلامية عن عودة الأمور إلى الهدوء في طرابلس بعد الاشتباكات التي شهدها مطار طرابلس بين ميليشيات الزنتان وقوات الجيش الليبي البري، وحديث عن سقوط جريحين فقط، وتكذيب الأخبار التي تحدثت عن سقوط قتلى. ورغم ذلك فقد علقت السلطات الملاحة الجوية في المطار بسبب أحداث أول من أمس، وإن عاد الهدوء إلى مطار طرابلس، فإن منطقة الجبل الغربي شهدت اشتباكات مسلحة بين قبيلة المشاشية والزنتان.
وندد أفراد من قبيلة المشاشية على موقع "فايسبوك،" بتجاهل ما سمّوه اعتداءات قبيلة الزنتان، حين أرجعوا الأمر إلى اختلال موازين القوى وسيطرة أصحاب السلاح ودعوا أهاليهم في طرابلس إلى التظاهر أمام مقر الأمم المتحدة لطلب حمايتهم ما دام المجلس الانتقالي لم يتحرك لحمايتهم. وجاء في النداء: ”على المشاشية أن يخرجوا إلى وسائل الإعلام ويطلبوا من المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته الإنسانية أمام ما يجري للمشاشية من إبادة جماعية في ظل اختلال موازين القوة وانتشار السلاح”.
وأضاف كاتب النداء: ”على المشاشية أن يخرجوا ويطلبوا من المجتمع الدولي إرسال قوات دولية لحمايتهم من العدوان الذي لا مبرر له من تلك الميليشيات الجائرة. وأقول للمشاشية في طرابلس عليهم أن يخرجوا أمام مقر الأمم المتحدة لطلب الحماية الدولية الآن دون تأخير حتى يتحمّل المجلس الانتقالي والحكومة المؤقته مسؤولياتهم، لأننا نراهم لا يعيروننا اهتمامهم، لذلك يجب وضعهم أمام الأمر الواقع”.
وتأتي هذه التطورات في وقت عقد في العاصمة طرابلس مؤتمر للمصالحة نظمه المجلس الانتقالي، والذي اختتم أشغاله أمس، وألح المشاركون في مؤتمر الإنصاف والمصالحة، في البيان الختامي، على ”ضرورة الإسراع في بناء الجيش الوطني والأمن الوطني وفق أُسس تستجيب لمتطلبات الدولة الديمقراطية الحديثة”، مشددين على ”أهمية إنهاء مظاهر التسلح وتنظيم حيازة السلاح سعياً إلى تحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي”.
ودعا المؤتمر إلى العمل على ”تبني ميثاق شرف إعلامي بهدف ترسيخ أسس المصالحة الوطنية ووضعها من الأولويات في هذه المرحلة الهامة من مسيرة الوطن”.