** تعطّش مدريديّ.. وسيطرة برشلونيّة **
شربل هلّون
غدًا السبت، وفي تمام الساعة 23:00، ستجري أكثر المباريات اهتمامًا وإثارة في عالم كرة القدم، بين ريال مدريد وبرشلونة، على أرض استاد «سانتاچو برنابيو» في العاصمة الإسپانيّة مدريد.
هذه المباراة ليست مجرد مباراة دوري عاديّة، بالرغم من أنّ الفوز فيها سيمنح المنتصر ثلاث نقاط فقط مثل الفوز في أيّ مباراة اعتياديّة؛ لكن عندما ينطلق لاعبو الفريقين إلى أرضيّة الملعب، نشعر جميعا بأنه، وبعد لحظات، سنشهد «حربًا عالميّة ثالثة»، وليس مجرّد مباراة كرة قدم اعتياديّة.
في السنوات الثلاث الأخيرة حصل برشلونة على 12 لقبًا تحت إشراف المدير الفنيّ الرائع بيب چوارديولا، وبضمنهم ثلاث بطولات الدوري الإسپانيّ، من خلال تقديم مباريات خياليّة ومدهشة، لم تكن معروفة سابقًا في عالم كرة القدم؛ إذ ظهر تلاميذ چوارديولا في المباريات وكأنّهم ماكنة محوسَبة من المستحيل جدًا إيقافها، وجميع المحاولات لانتزاع سيطرتها التامّة على مجريات اللعب باءَت بالفشل..
في الموسم السابق عيّن جوزيه مورينيو مدربًا لريال مدريد، المدجّج بالنجوم وصاحب الأموال الطائلة، لهدف واحد ووحيد، وهو جلب البطولة إلى مدريد؛ إلّا أنّه في الحقيقة نال ريال مدريد إحدى أكبر الإهانات في تاريخه، حين أتى إلى الـ «كامپ نو»، كمتصدّر اللائحة واثقًا من نفسه بتحقيق الفوز على «بارسا»، لكنّ ميسي وأصدقاءه قدّموا مباراة خياليّة لقّنوا من خلالها تلاميذ مورينيو ما معنى «توتال فوتبول» وكرة قدم حقيقيّة، لتنتهي المباراة بفوز ساحق لبرشلونة بالنتيجة (5-0)، لتكون هذه الخسارة الأكبر لمورينيو منذ بداية مسيرته كمدرب!!
وفي نهاية هذا العام توّج برشلونة بطل إسپانيا للسنة الثالثة على التوالي، وإن هذا لا يكفي، فقد فاز «بارسا» أيضًا بكأس أوروپا، بعد أن أطاح بريال مدريد ومورينيو في دور نصف النهائي برعاية أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم – ليونيل ميسي – الّذي سجّل هدفين قاتلين في الـ«برنابيو» وحطّم آمال النادي «الملكي» في الحلم الأوروپيّ.
لا شك في أنّ هناك تراجعًا نسبيًا وملحوظًا في أداء برشلونة هذا العام، مقابل تحسّن ظاهر وملموس في ريال مدريد، لينعكس ذلك، أيضًا، في لائحة الدوري الإسپاني التي يتصدّرها الـ«پلانكوس» بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة، وتنقصه مباراة أيضًا؛ فإذا نجح الفريق المدريدي بتحقيق الفوز على تلاميذ چوارديولا، فهو حتمًا سيقترب بخطوات كبيرة إلى الفوز ببطولة إسپانيا في نهاية هذا العام.
هنالك ضغط كبير في كلا الفريقين قبل هذه المباراة الحاسمة والهامّة، ولكنّي أعتقد بأن ريال مدريد يشعر بهذا الضغط أكثر من برشلونة، لأنّ عليه الإثبات للجميع بأنّه قادر على تحقيق الفوز على برشلونة، أيضًا، وليس فقط على باقي فرق الدوري الإسپانيّ التي لا تقترب بقدراتها إلى مستوى هذين الفريقين العملاقين. لاعبو ريال يتذكّرون جيّدًا الانتصارات الكبيرة والمهينة من ناحيتهم، والّتي حققها «بارسا» في مدريد خلال السنوات الثلاث الأخيرة (6-2)، (2-0) وغيرها.. مع العلم أنّ برشلونة يظهر دائمًا بذروته، وبأدائه الرائع في المباريات الهامّة والمصيريّة، وهذا يقلق مورينيو وأنصار النادي «الملكي»!
كل ما عليكم فعله أعزّائي القرّاء، هو الجلوس أمام شاشة التلفاز ومشاهدة «النزاع» الكبير بين ميسي ورونالدو، چوارديولا ومورينيو، أنييستا وأوزيل، كاسياس وڤالديز في أكثر المباريات حماسًا على وجه البسيطة، ولربما سنعلم بعد نهايتها هل بالفعل سينجح ريال مدريد في الاختبار ليقترب إلى الفوز ببطولة إسپانيا أم أنّه سيظهر من جديد، مثل كل عام، السحر «الكاتالوني» الرهيب، ليعود «بارسا» بشكل قويّ إلى البطولة.. لننتظر جميعًا ونرى!!