آركين: "للأسف الشديد فإن حدثا مثل تبرع رجل يهودي لجمعية عربية يشكل مناسبة للتكريم والاحتفال، بينما يجب أن يكون أمراً اعتياديا وطبيعيا، واعتقد أنه في ظل الظروف السيئة القائمة يجب على كل متبرع يهودي أن يرصد ما لا يقل عن 20% من تبرعاته للمجتمع العربي في إسرائيل"
عقدت جمعية الجليل، الجمعية العربية القطرية للبحوث والخدمات الصحية، مساء اليوم (الخميس) حفل تكريم للسيد موري آركين، المدير العام لمجموعة آريكين للحيازات، على تبرعه السخي للجمعية بهدف تطوير البحث العلمي في المجتمع العربي، بمشاركة العشرات من رؤساء وأعضاء السلطات المحلية ونشطاء مؤسسات المجتمع المدني. افتتحت الأمسية وأدارتها المحامية لينة أبو مخ-زعبي، حيث رحبت بالضيوف وحيّت السيد آركين. ثم تحدث السيد ناهض خازم، رئيس بلدية شفاعمرو، البلد المضيف، والذي تحدث عن أهمية جمعية الجليل في تطوير البحث والمساهمة في بناء المجتمع الفلسطيني في الداخل وتعزيز قدراته. وأكد على ضرورة الحفاظ على الجمعية واستدامتها والاستثمار في مشاريعها العلمية.
كما تحدثت السيدة روزلاند دعيم، رئيسة الهيئة الادارية لجمعية الجليل، فشكرت السيد آركين باسم طاقم الجمعية. ثم قدمت لمحة مختصرة عن نشاطات الجمعية المتنوعة وأشارت إلى النسبة المنخفضة من بين الطلاب العرب الجامعيين (نحو 4% فقط) الذين يتوجهوت لدراسة العلوم، مؤكدة على ضرورة وأهمية تشجيع البحث العلمي.
عن مركز الأبحاث في الجمعية تحدث د. جريس جدعون، المدير العلمي لمركز الأبحاث في الجمعية. فقدم لمحة عن المشاريع البحثية في المركز. "يعمل مركز الأبحاث على خلق بنية تحتية متينة للبحث العلمي، وبهدف إلى تطوير الظروف الصحية، الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الفلسطيني. وقد وضع المركز نصب عينه ثلاثة أهدف: تطوير حلول علمية للمشاكل الصحية والبيئية؛ العمل علة منالية العلوم للجماهير وإثراء المعرفة العلمية بين الطلاب؛ تطوير وتشجيع المبادرات في مجال البيوتكنولوجيا"، قال د. جدعون.
وكانت محاضرة الضيف في هذه الأمسية للبروفسور حسام حايك، من كلية الهندسة الكيميائية في التخنيون. حيث قدم مداخلة علمية عن مشروع تطوير أنف الكتروني للكشف المبكر عن أمراض السرطان. يذكر ان البروفسور حايك، مخترع الأنف الالكتروني، حقق العديد من الانجازات العلمية التي حاز بفضلها على العديد من الجوائز العالمية القيمة.
وقال بروفسور حايك في محاضرته أن الأنف الالكتروني قادر على تشخيص أنواع مختلفة من أمراض السرطان وغيرها، وأن أهميته تكمن في قدرته على التشخيص المبكر للمرض، كما أنه قادر على تشخيص فيما أذا كان الورم خبيثا أم حميدا. والأهم أنه يستطيع تشخيص قابلية الاصابة بأنواع مختلفة من الأمراض بواسطة الشم وبنسبة عالية. وذكر حايك أن هذا الأنف يشمل مجسات استشعار مدربة على الشم والتشخيص. مما يعني القدرة على التنبأ بالمرض، وهو الأمر الذي يعني امكانية تحديد قابلية شخص ما على الإصابة بالمرض واخذ الاحتياطات الصحية الضرورة للحيلولة دون ذلك.
تلاه مدير عام جمعية الجليل، السيد بكر عواودة. الذي تحدث عن الجمعية ومراحل تطورها، وعن المشاريع القائمة، مؤكداً أن البحث العلمي يشكل استراتيجية هامة لتطوير وتعزيز قيم انسانية كونية، ورافعة هامة للمجتمع الفلسطيني في الداخل.
بعده تحدث السيد موري آركين، فشكر جمعية الجليل على التكريم والأمسية الخاصة، وقال: "للأسف الشديد فإن حدث مثل تبرع رجل يهودي لجمعية عربية يشكل مناسبة للتكريم والاحتفال، بينما يجب أن يكون أمراً اعتياديا وطبيعيا". وتطرق السيد آركين إلى الوضع الحالي وقال أننا في فترة عصيبة ومشاريع قوانين سيئة معادية للديمقراطية وفتاوى دينية متطرفة من قبل رجال دين يهود، مؤكداً أن الدولة يجب أن تكون دولة لجميع مواطنيها، تقوم على أساس الشراكة بين المواطنين اليهود والعرب وعلى التاكفل المتبادل.
وقال: "اعتقد أنه في ظل الظروف السيئة القائمة يجب على كل متبرع يهودي أن يرصد ما لا يقل عن 20% من تبرعاته للمجتمع العربي في إسرائيل". ثم تحدث عن أهمية البحث العلمي الذي يشكل أساساً للتطور الاجتماعي والاقتصادي. وفي نهاية حديثه أكد أنه رغم الأجواء العكرة التي نعيشها ثمة فسحة من الأمل وأن هناك العديد من الأصوات التي بدأت تبرز مؤخراً التي يمكن التعويل عليها. "فقط عن طريق التربية والتطور العلمي نضمن الرفاهية والمساواة التامة"، قال آركين. بعد ذلك قام طاقم الجليل بتقديم هدية رمزية خاصة للسيد آركين عبارة عن لوحة تطريز فلسطينية.
وتم اختتام الأمسية بمقطوعة موسيقية لعازفين شبان من بيت الموسيقى: حسام أشقر وجريس نجار.