استؤنفت في الثامنة من صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي (6,00 تغ) عمليات الاقتراع في اول انتخابات برلمانية تشهدها مصر منذ اسقاط نظام حسني مبارك في شباط/فبراير الماضي.
وفتحت مكاتب الاقتراع ابوابها لليوم الثاني على التوالي في المرحلة الاولى لانتخابات مجلس الشعب التي تجري على ثلاث مراحل وتختتم في منتصف كانون الثاني/يناير المقبل.
وتعقب انتخابات مجلس الشعب انتخابات مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) التي ستبدأ في نهاية كانون الثاني/يناير وتستمر حتى اذار/مارس المقبل.
وقال المراقبون الاميركيون المستقلون المتواجدون في مصر ان انطباعاتهم الاولية عن عمليات الاقتراع ايجابية.
واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر مساء الاثنين ان "ما رأوه حتى الان ايجابي (…) فنسبة المشاركة الكبيرة وغياب العنف يشيران الى نجاح اليوم الاول" للاقتراع.
شارك الناخبون المصريون بكثافة الاثنين في اول انتخابات برلمانية منذ سقوط حسني مبارك بالرغم من الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد وسط توقعات بحصول الاسلاميين على اكبر عدد من الاصوات.
وتعد هذه الانتخابات الخطوة الاولى على طريق نقل الحكم من المجلس العسكري الممسك بزمام السلطة منذ اسقاط مبارك في 11 شباط/فبراير، الى مؤسسات منتخبة وفقا لجدول زمني مثير للجدل وضعه الجيش للمرحلة الانتقالية.
وبعد ست ساعات من فتح المراكز اعلنت اللجنة العليا للانتخابات تمديد الاقتراع لمدة ساعتين في جميع المراكز الانتخابية نظرا للاقبال الشديد.
وكان من المقرر ان تغلق مكاتب الاقتراع عند الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (17,00 تغ)، لكنها اغلقت في الساعة 21,00 (19,00 تغ) وفق وسائل الاعلام الرسمية.
وفي وقت سابق صرح رئيس اللجنة المستشار عبد المعز ابراهيم ان الاقبال على الانتخابات "اكبر من المتوقع".
وقال ابراهيم "فوجئنا ان الناس والحمد الله اقبلت على الانتخابات بكثافة واكثر من المتوقع" من دون ان يعطي نسبا محددة.
واشار الى وقوع مشكلتين خلال الانتخابات تم حلهما.
واوضح ان المشكلة الاولى تتعلق ب "تأخر وصول بعض القضاة الى مراكز الاقتراع" بسبب عدم قدرتهم على معرفة مكانها او بسبب الامطار وتعطل حركة السير.
والمشكلة الثانية هي عدم وصول بطاقات الاقتراع في الوقت المحدد مشددا على ان وزارة الداخلية هي التي تتحمل مسؤولية هذا التأخير لانها مكلفة بعملية توزيع الاوراق على المراكز الانتخابية.
ومنذ الصباح الباكر، تشكلت طوابير طويلة امام مراكز الاقتراع وخصوصا في القاهرة والاسكندرية (ثاني مدن البلاد) اللتين تشملهما المرحلة الاولى من انتخابات مجلس الشعب التي ستنتهي في منتصف كانون الثاني/يناير.
واعرب ناخبون كثيرون عن سعادتهم بتمكنهم اخيرا من اختيار نوابهم من خلال انتخابات يكون لصوتهم فيها قيمة في حين ان المصريين ظلوا طوال العقود الستة الاخيرة محرومين عمليا من المشاركة السياسية.
وخلال السنوات الثلاثين الاخيرة التي حكمها مبارك كانت نتائج اي انتخابات محسومة سلفا لصالح حزبه.
ويتم تنظيم الانتخابات التشريعية على ثلاث مراحل تشمل كل منها تسعا من محافظات مصر ال27.
وتجري عمليات الاقتراع الاثنين والثلاثاء في كل من محافظات القاهرة والاسكندرية والفيوم وبورسعيد ودمياط وكفر الشيخ واسيوط والاقصر والبحر الاحمر.
وكان المجلس الاعلى للقوات المسلحة،الممسك بزمام السلطة منذ اسقاط مبارك في 11 شباط/فبراير الماضي، اصدر الجمعة مرسوما يقضي بتمديد فترة الاقتراع لتكون يومين بدلا من يوم واحد في كل مرحلة.