الموسيقى الفلسطينية في الداخل في حالة تخبط كبير

مراسل حيفا نت | 27/11/2011

 
هذا ما قاله الموسيقار والعازف د. وسام جبران خلال ندوة في جمعية الجليل حول الموسيقى والسياسة، التي استعرض خلالها تجربته الشخصية في هذا المجال
 
 
استضافت جمعية  الجليل، الجمعية العربية القطرية للبحوث والخدمات الصحية، الموسيقار والعازف د. وسام جبران في ندوة حول الموسيقى والسياسة.  افتتح اللقاء د. أحمد يزبك من جمعية الجليل وقدم المحاضر الضيف واستعرض أهم انجازاته ومحطاته الموسيقية. ثم بدأ د. جبران حديثه عن العلاقة بين الشخصي والسياسي، مشيراً إلى إشكاليات الهوية على الصعيد الشخصي، واستعرض حوادث ومحطات مختلفة ساهمت في تشكل هويته السياسية والموسيقية.

وقال أن نشأته الموسيقية كطفل لعائلة موسيقية جعلته يتربى على أنواع مختلفة من الموسيقى والحضارات، ومن ثم دراسته للموسيقى الكلاسيكية الغربية، جعلته "هجيناً" في هذا المجال. "كوني طالباً عربيا يعزف الموسيقى العربية ويدرس الموسيقى الكلاسيكية الغربية جعلني هجيناً في هذا المجال، فلم أكن طالباً مثالياً بالنسبة لأي معلم. ولم أنجح في موضعة نفسي في مكان محدد، الأمر الذي خلق عندي بلبلة في هويتي، إلى أن تعودت أن أحب هذه الهوية الهجينة"، قال جبران.

ثم تحدث عن الصدمة التي واجهها كطالب موسيقى في موسكو حين كان عليه تأليف سيمفونية تم عزفها من قبل الأوركسترا في موسكو وكيف تمت مهاجمته من قبل طلاب عرب واتهامه بعزف موسيقى "برجوازية". في هذه المرحلة بدأ جبران يدرك إشكاليات الهوية وعلاقتها بالسياسة. لكن هذا الأمر دفعه إلى تشكيل فرقة أوركسترا صغيرة متعددة الثقافات والجنسيات، والتي كانت الأولى من نوعها عالميا، والتي واجهت العديد من الصعوبات والتحديات، حيث انتهت هذه التجربة بعودة جبران إلى البلاد. وواصل جبران استعراض تجارب مماثله له في المانيا، حتى عودته من المانيا إلى البلاد وتأسيس أوركسترا عربية يهودية للشباب.
 
وحول هذه التجربة قال د. جبران، أنه أسس هذه المجموعة مستفيداً من تجارب الماضي، لكن وبسبب عدم الاهتمام المؤسساتي وعدم الاهتمام بهذا المجال من الفن، وبسبب الصعوبات المادية انتهت التجرية. ثم قال انه لا توجد موسيقى إسرائيلية، فإسرائيل هي حالة من المنفى وليس وطناً، وهي حالة من الهدم الثقافي وليس البناء، ولا توجد في إسرائيل مراكمة ثقافية. "الدولة والمجتمع في إسرائيل ينحدران نحو المزيد من الانغلاق والغاء الهوامش، والقضاء على كل اختلاف. لذلك نلاحظ حالة انهيار وشبه افلاس للمؤسسات الموسيقية في البلاد"، قال جبران.
 
وحول الحالة لدى الفلسطينين في الداخل قال أنه في حين نشأت في الضفة الغربية طبقة من نخب استطاعت خلق حالة ثقافية، لم تنشأ عندنا مثل هذه الحالة، ولذلك ما زلنا في حالة تخبط كبير في هذا المجال. وانهى د. جبران محاضرته بالتأكيد على أهمية التعدد الثقافي وتعدد المنابع الموسيقية التي من شأنها أن تغني وتثري التجربة الابداعية.
 
 
 
 
 
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *