لمراسلنا:
ردّت المحكمة المركَزية في حيفا دعوى ضدّ شِرْكة "سوپر چاز"، كان قد رفعها أبناء عائلة إحدى مواطنات المدينة التي قُتلت بانفجار وقع من جرّاء تسرّب غاز من مدفأة في بيتها. وقد تقرّر أنّ الحديث عن حادث مأساويّ وخطير، لكن لم يتمّ إثبات وجود أيّ إهمال من قبَل "سوپر چاز".
يجري الحديث عن حادث مأساويّ وقع قبل تسع سنوات في إحدى الشقق بحيفا. حيث استيقظت المرحومة من نومها وتوجّهت لإشعال المدفأة التي تعمل بالغاز، ليقع فجأة انفجار قويّ جدًّا أدّى إلى تعرّضها لإصابتها الحرِجة ثمّ إلى موتها، كما إلى إصابة زوجها وأولادها. هذا وفي الدعوى التي قدّمها أبناء عائلتها ضدّ مزوّدة الشقّة بالغاز – "سوپر چاز"، طالب المدّعون بأن تقوم الشِّرْكة بتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم في أعقاب إهمالها.
أمّا المحكمة فقد ردّت الدعوى مقرِّرةً أنّه عندما قامت المرحومة وزوجها باستبدال ماسورة الغاز الخاصّة بمَوقِد الغاز بماسورة الغاز الخاصّة بالمدفأة على عاتقهما، لم تعُد هناك أيّ علاقة سببيّة بين الضرر ومسؤولية "سوپر چاز". كما تقرّر أنّ "سوپر چاز" لم تُهمِل بكونها لم تركّب في الشقّة أنبوب غاز إضافيًّا؛ حيث إنّها غير ملزَمة القيام بذلك بمبادرتها، وإنّه ليس هناك أساس لتحديد وجود خلل ما في كمية موادّ الرائحة في الغاز الذي وفّرته الشِّرْكة.
أمّا في شأن فصل الماسورة بيَد المدّعي، فقد قضت المحكمة أنّ "سوپر چاز" لا تستطيع وما كان عليها أن تتوقّع قيام مستهلِك بفصل الماسورة المؤدّية إلى مَوقِد الغاز عن أنبوب الغاز، واستخدامها للمدفأة من خلال استبدال المواسير مرّات كثيرة، حيث إنّ هذه الإمكانية تشذّ عن نطاق المعقول.
" تصرّف المدّعين لم يكُن متوقَّعًا وما كان يجب أن يكون متوقَّعًا. ويبدو أنّ مثل هذا التصرّف يشذّ عن "العقل السليم"، لذا فهو، أيضًا، خارج "نطاق المعقول"." – هذا ما نصّه القاضي. وكما ذُكر، ورغم النتيجة المأساوية، ردّت المحكمة الدعوى، وألزمت المدّعين أن يدفعوا لـ"سوپر چاز" تكاليف المحكمة بمبلغ 5,000.