قررت مجموعة من مُحبّي الوصل الإماراتي السفر إلى بلاد التانغو، الأرجنتين، لتقديم واجب العزاء إلى مدرّب فريقهم دييغو مارادونا بوفاة والدته بعد صراع طويل مع المرض. ويشهد النادي الإماراتي حاليًّا تحركات واسعة من رجال الأعمال، من أجل السفر لمساندة مارادونا في محنته الحاليّة.
تعتزم مجموعة من محبّي نادي الوصل الإماراتي السفر إلى الأرجنتين، لتقديم واجب العزاء في وفاة والدة أسطورة كرة القدم دييغو أرماندو مارادونا، دالما سالفادورا، الشهيرة بـ"دونا توتا"، التي وافتها المنية صباح السبت بعد صراع مع المرض.
وشهد نادي الوصل صباح الأحد تحركات واسعة مع جانب مجموعة من رجال الأعمال المنتمين إلى النادي الإماراتي من أجل السفر إلى بوينس آيرس لمساندة مارادونا في أزمته، كنوع من رد الجميل إلى المدرّب الأرجنتيني، الذين ارتبطوا معه بعلاقة خاصة منذ وصوله إلى دبي قبل أربعة أشهر.
وأعلنت إدارة نادي الوصل وقوفها إلى جانب الخطوة التي يعتزم محبّو النادي القيام بها ودعمها مادياً من أجل التخفيف عن مدرّبهم الأرجنتيني، الذي ظهرعليه التأثر التام لرحيل والدته.
وأصدر نادي الوصل بيانًا نعى فيه والدة مارادونا، مؤكدًا خلاله أن النادي يقف بجوار مدرّبه في هذه المحنة، وأنه غير مهتم بالأمور المتعلقة بكرة القدم، في ظل غياب مارادونا، بقدر ما يهمّه في المقام الأول أن يستعيد المدرب معنوياته بعد هذه الفاجعة القوية على حد وصفه.
مضي النادي الإماراتي في بيانه يقول "نحن واثقون من أن أوضاع فريق الكرة ستسير نحو ما هو مخطط له، لكن المهم في هذا التوقيت أن نساند مارادونا في هذه اللحظات الصعبة في حياته".
وكان نادي الوصل أعلن داخل جدرانه حالة الحداد على وفاة والدة مارادونا، وشهد تمرين الفريق، الذي جري عصر الأحد توافد العشرات من أنصار نادي الوصل، والذين رفعوا لافتات تقديم واجب العزاء إلى مارادونا، ووقفوهم إلى جانبه في تلك اللحظات.
وتلقى الوصل العديد من برقيات العزاء من شخصيات رسمية من داخل دولة الإمارات ومن قيادات الأندية بوفاة والدة مارادونا، كما ارتدى لاعبو الوصل شارات سوداء خلال تمرين الأمس تعبيرًا عن مساندتهم لمدربهم في محنته.
خيّم خبر وفاة والدة مارادونا على المنتديات والمواقع الرياضية في الإمارات، فعلى الرغم من التصريحات النارية التي أطلقها مارادونا عقب مباراة فريقه الأخيرة مع العين، وخسارته بهدف من دون رد، واتهامه لجمهور العين بـ" قلة الأدب"، إلا أن تعليقات معظم الجماهير قد أظهرت تعاطفًا شديدًا مع الأسطورة الأرجنتيني.
وارتبط مارادونا بعلاقات قوية مع شرائح عدة من المجتمع الإماراتي، بسبب مواقفه الإنسانية، التي اشتهر بها خلال الفترة القصيرة، التي قضاها في دبي، وأبرزها دعمه حملة بناء مسجد للاعب الدولي الشاب الراحل ذياب عوانه.
كما اهتمت معظم الصحف والمواقع العالمية بخبر وفاة "دونا توتا"، وقالت صحيفة الأرجنتينو، التي تصدر عبر الانترنت، إن الطبيب الخاص لمارادونا أكد أن قائد المنتخب الأرجنتيني سابقًا قد أبلغ بوفاة والدته أثناء رحلة السفر، متوقعة أن يشهد مارادونا موجة من الحزن الوطني على والدته، بعدما فشلت محاولته لرؤيتها قبل موتها..
إنتشر النبأ أثناء مباراة في دوري الدرجة الأولى الأرجنتيني لكرة القدم بين أندبندنتي وأوليمبو في ضاحية أفياندا، ووقف الجميع دقيقة حداد قبل بداية الشوط الثاني.
وكان مارادونا، وهو الأكبر بين الأبناء الذكور الثلاثة الأقرب إلى أمه، ووضع أخيرًا وشمًا جديدًا يحمل كلمات "توتا أنا أحبك" على ظهره، قبل انتقاله إلى العمل في دبي مدربًا لنادي الوصل، المنتمي إلى دوري المحترفين الإماراتي.
ويقال إنها تنبأت بحياة لامعة لابنها حين انعكس نجم مرسوم على إحدى نوافذ الكنيسة، التي كان يتم فيها تعميده، وسطع على الأرض أمامهم مباشرة.
وكان مارادونا يذكر دائمًا التضحيات، التي قامت هي ووالده بها، حين عاشا في حي فقير على مشارف العاصمة، قبل أن ينتشلهما تألق الابن الأكبر من الفقر.
ونقل عنها قولها عن مارادونا "إنه أعظم شيء وهبته لي الحياة".
وقال يومًا عنها "إنها كانت تريد منا دائمًا أن نأكل. في كل مرة كان الطعام فيها يصل إلى الطاولة كانت تقول إن معدتها تؤلمها. كانت هذه خدعة، فالسبب أن الطعام لم يكن كثيرًا. إنها قوية".
وكتب سيرجيو أغويرو مهاجم مانشستر سيتي وصديق الابنة الصغرى لمارادونا غيانينا في مدونته على موقع تويتر على الانترنت "إنه يوم حزين جدًا. شكرًا على دعمكم. نحن جميعًا مع دييغو والعائلة".