تجدد المواجهات في ميدان التحرير

مراسل حيفا نت | 21/11/2011

قال شهود عيان ان محتجين صدوا هجوما جديدا للشرطة لاخلاء ميدان التحرير بوسط القاهرة يوم الاثنين.

ويطالب المحتجون المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في انتفاضة شعبية في 11 شباط /فبراير بتسليم السلطة لحكم مدني.

وذكر الشهود أن الشرطة أطلقت غازات مسيلة للدموع وهاجمت مستشفى ميدانيا مؤقتا.

وقتل 12 شخصا على الاقل في اشتباكات بين قوات الحكومة والمحتجين في القاهرة ومدن أخرى منذ يوم السبت في بعض أسوأ أعمال العنف منذ الاطاحة بمبارك.

وكان ميدان التحرير نقطة التجمع الرئيسية للمحتجين في القاهرة أثناء الانتفاضة الشعبية التي استمرت 18 يوما وأطاحت بمبارك بعد حكم دام 30 عاما.

ويواصل ألوف النشطاء لرابع يوم على التوالي احتجاجاتهم المطالبة بأن يسلم المجلس الاعلى للقوات المسلحة السلطة الى مجلس مدني.

وقتل عشرة محتجون يوم الاحد واصيب 324 اخرون في هجمات الشرطة والجيش على المحتجين في ميدان التحرير بوسط القاهرة لكن ألوف النشطاء واصلوا اعتصامهم في الميدان في تحد لمساعي الحكومة المتواصلة لانهاء الاعتصام.

وقال المجلس الاعلى للقوات المسلحة في بيان ليلة الاحد انه يعبر عن "أسفه الشديد" لما الت اليه الاحداث وانه يكلف مجلس الوزراء باتخاذ ما يلزم من "اجراءات عاجلة للوقوف على أسباب هذه التداعيات والعمل على انهائها ومنع تكرار ذلك مستقبلا."

وأضاف أن ذلك يكون "من خلال حوار ايجابي من كافة القوي والتيارات السياسية وائتلافات الشباب على أن ينتهي ذلك في أسرع وقت ممكن."

لكن مشاورات الحكومة مع الاحزاب وائتلافات الشباب خلال الشهور الماضية لم تفض الى اتفاقات تنال تأييدا شعبيا.

ووسط مخاوف من أن تتسبب الاحتجاجات في تقويض خطة المجلس العسكري لنقل السلطة والتي يمكن أن تنتهي أوائل عام 2013 قالت الحكومة انها تلتزم باجراء الانتخابات التشريعية التي ستجرى بعد أسبوع.

وطاف نشطاء الميدان بجثة قتيل ملفوف في غطاء ليلة الاحد وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"لا اله الا الله المشير عدو الله" في اشارة الى رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي.

ومنذ بدء محاولات فض اعتصام ميدان التحرير الذي بدأ ليل الجمعة قتل 12 ناشطا وأصيب نحو 177 بحسب التقديرات الرسمية.

وقال أطباء ان الاصابات نتجت عن استخدام الرصاص الحي والرصاص المطاطي وطلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيلة للدموع والعصي الكهربية والهراوات لكن مجلس الوزراء قال ان الشرطة لم تستخدم أي نوع من الرصاص ضد المعتصمين.

وقالت الحكومة في بيان ليلة الاحد اذاعه التلفزيون الرسمي انها تؤيد الشرطة في المواجهات مع المحتجين. وأثار بيان الحكومة استياء المعتصمين وأحزاب سياسية ووصفت جماعة الاخوان المسلمين استخدام القوة ضد المعتصمين السلميين بأنه "جريمة".

وتولى المجلس الاعلى للقوات المسلحة ادارة شؤون مصر بعد اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية استمرت 18 يوما في بداية العام.

ويتهم المتظاهرون الجيش بأنه يحاول الاحتفاظ الحكم من وراء ستار من خلال اشرافه على عملية نقل السلطة التي يمكن أن تستمر الى أوائل عام 2013.

وينفي المجلس الاعلى للقوات المسلحة ذلك ويقول انه يسرع بعملية نقل السلطة.

وخلال الهجمات على المحتجين يوم الاحد وقفت مجموعة محتجين في صف كما لو كانت تركع في الصلاة خلال الاقتحام كما ظهر في لقطات تلفزيونية.

وألقت الشرطة العسكرية القبض على عشرات الاشخاص خلال اقتحام الميدان بحسب شاهد عيان.

وقال رجب الشميخي "الجيش أرسل جنوده الى التحرير لمساعدة أمن الدولة في تفريق المحتجين. انهم يضربوننا بقسوة."

وقالت أمل المهندس التي تبلغ من العمر 31 عاما "المجلس العسكري يصم اذانه ويتجاهلنا. انهم لا يريدون أن يحركوا ساكنا تجاهنا ونحن سنستمر في احتلال الشوارع والمطالبة بحقوقنا. في النهاية العدل سيسود."

وهبط مؤشر البورصة بنسبة 2.5 في المئة يوم الاحد في الوقت الذي شعر فيه المستثمرون بالقلق ازاء نتيجة الاشتباكات.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن المرشح المحتمل للرئاسة عبد الله الاشعل أدان العنف ضد المحتجين ودعا الى تشكيل حكومة انقاذ وطني.

وحثت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاترين أشتون المجلس العسكري على وقف العنف.

وقالت في بيان "أحث على الهدوء وضبط النفس وادين استخدام العنف بأقوى العبارات… ما من شك في ان العملية الانتقالية صعبة وتمثل تحديا.

"أؤكد أن السلطات المؤقتة وكل الاطراف المعنية تتحمل المهمة الحاسمة التي تتعلق بالاستماع للناس وحماية طموحاتهم الديمقراطية."

وأدان وزير الخارجية البريطانية أليستير بيرت الاشتباكات وقال ان الوفيات "مدعاة للاسف الشديد."

وخلال المواجهات ردد النشطاء هتافات تقول "الشعب يريد اسقاط النظام" و"يسقط يسقط حكم العسكر". كما رددوا هتافات تصف ضباط وأفراد ومجندي الشرطة بأنهم بلطجية.

وقالت جماعة الاخوان المسلمين التي يتوقع أن تكون أكثر المستفيدين من الانتخابات في موقعها على الانترنت يوم الاحد انها لن تقبل أي تحرك لتأخيرها.

وقالت في بيان "ليعلم الجميع أن شعبنا الواعي ونحن معه لن نسمح بالغاء أو تأجيل الانتخابات مهما كان الثمن." وأضافت أن أي تأجيل للانتخابات "يعد انقلابا على الثورة والحرية والديمقراطية واعادة للاستبداد والفساد والاستعباد."

ورفض اسلاميون من بينهم الاخوان الاشتراك في الاحتجاج. وقال المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للاخوان للجزيرة ان الموجودين في الميدان لا ينتمون لاي حزب. وأضاف أن هذا مشهد جديد وأن المشاركين فيه لا يريدون للشعب المصري أن يشق طريقه الى الانتخابات.

ويثير موقف الاخوان الحريص على اجراء الانتخابات غضب نشطاء تمنوا أن تدعمهم الجماعة بشباب منها يشاركونهم الاعتصام.

وقال مدحت فوزي وهو أحد المتظاهرين "لسنا أحزابا سياسية ونحن نكره الاخوان المسلمين الذين تخلوا عن الثورة وعن الشعب… نحن شبان مصريون." ورفع يده مشيرا بعلامة النصر.

وقال اللواء محسن الفنجري عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة لقناة تلفزيونية "المطالبون بتغيير الحكومة عليهم الصبر حتي نهاية الانتخابات القادمة لان المطالبة بتغيير الحكومة الحالية يعني اسقاط الدولة ولن نسمح بذلك."

وأضاف أن الانتخابات ستجرى في موعدها وأن الجيش ووزارة الداخلية سيحفظان الامن.

وقال أيضا ان الجيش يهدف الى العودة لثكناته بحلول نهاية 2012 كما أعلن سابقا وان من الممكن ان تجرى انتخابات رئاسية في غضون ذلك الوقت.

ويوم الاحد حضر جنازة الناشط بهاء السنوسي الذي قتل في الاسكندرية يوم السبت أكثر من ألفي شخص.

وشارك أكثر من ألف ناشط في مسيرتي احتجاج في المدينة بعد الجنازة توجهتا الى مبنى مديرية الامن في المدينة حيث قتل ناشط ليلة الاحد ورشقوا المبنى بالحجارة وردت عليهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع والحجارة.

وقالت مصادر أمنية في المدينة ان الشرطة ألقت القبض على نحو 78 ناشطا الى الان.

وفي مدينة السويس نظم أكثر من ألف ناشط مسيرتين في المدينة. ورشق المحتجون الشرطة بالحجارة وردت عليهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع.

ونال الجيش تأييدا شعبيا خلال الاطاحة بمبارك لحفظه النظام وتعهده بتسليم السلطة الى حكومة منتخبة لكن التأييد انحسر بسبب لجوئه للمحاكمات العسكرية للمدنيين والاعتقاد أنه يريد الاستمرار في السيطرة على البلاد بعد أن تؤدي حكومة جديدة اليمين.

وفي مدينة المنيا جنوبي القاهرة تظاهر مئات النشطاء بينهم سلفيون أمام مديرية الامن في المدينة مرددين هتافات تقول "يا داخلية يا داخلية انتو شوية بلطجية" و"يا داخلية يا داخلية انتو شوية حرامية".

وقالت حركة شباب 6 ابريل ان وزير الداخلية لابد أن يستقيل لانه أصدر أوامر باستخدام القوة ضد الاحتجاج السلمي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *