* «هناك ضرورة لبناء علاقة جديدة بين المعلّم والطالب، على أساس احترام متبادل» * «المعلّم الّذي يتمتّع بالثقة والاحترام، وبمكانة مرموقة قادر على أن يعطي أكثر» *«نحن الأهالي ينبغي أن نوضح أنّنا نقدّر المعلمين ونثمّن دورهم وبأنّنا لسنا ضدهم – كما يتصوّر البعض» * «الاحتفاليّة مبادرة طيّبة لتعزيز مكانة المعلّم، لكن من المهم مواصلة العمل في هذا المستوى لإحداث التغيير» *
لمراسل حيفا
لجان أولياء الأمور في مدارس حيفا والأهالي عمومًا، شركاء في التحضير لاحتفاليّة المعلّم والمربّي، والمقرّرة ليوم الأربعاء في الثلاثين من الشهر الجاري. وهم جزء من الهيئة الّتي تعكف على استكمال الاستعدادات والتحضيرات. شراكة حقيقيّة مع جمعيّة التطوير الاجتماعيّ، تأتي من الدور الهام الذي يُفترض أن يكون للأهالي وممثّليهم في العمليّة التربويّة التعليميّة، والحياة المدرسيّة.
وقد شهدنا في السنوات الأخيرة نشاطًا محمودًا ومباركًا للأهالي في العمليّة التربويّة وما يحصل فيها؛ وهو أمر يعتبر من التطوّرات الهامّة وإن كانت شراكتهم في العمليّة التربويّة غير كاملة في بعض مدارسنا. وقد رأينا أن نتعرّف على مواقف وآراء بعض وجوه النشاط الأهلي في المدارس، فيما يتعلّق باحتفاليّة المعلم وهدف هذه الاحتفالية، وهو تعزيز مكانة المربّي/المعلّم وإبراز الدور المفصليّ الّذي يقوم به في العمليّة الاجتماعيّة التربويّة، كوكيل مباشر ورئيسيّ في التعامل مع الطالب.
وقد التقينا عددًا من أولياء الأمور من مدارس عربيّة في المدينة، واستطلعنا رأيهم في المناسبة وإحتمالات إسهامها في تطوير مكانة المعلّم وتعزيزها.
الشيخ رشاد أبو الهيجاء، رئيس لجنة أولياء الأمور في مدرسة "المتنبّي": "أعتقد أنّ الاحتفاليّة هامّة، لأنّ تعزيز مكانة المعلم وهيبته من شأنها أن تطوّر قبولًا لدى الطالب للمعلم ومواده وما يصدر منه. في مستوى آخر، من شأن ذلك أن يحفّز المعلم على العطاء وتطوير أدائه.
الشيخ رشاد أبو الهيجاء
باعتقادي المتواضع، إنّ نشاطات كالاحتفاليّة الّتي تهدف تدعيم المعلم ومكانته، من شأنها أن تسهم حقيقةً في تعزيز مكانته التي تغيرت مع الوقت. هذا قابل للتحقيق في حال تمّ متابعة الموضوع على مدار السنة، وعدم حصره في مناسبة أو حدث واحد. من ناحيتنا، سنعمل كلجنة أولياء أمور على مواصلة الاهتمام بالموضوع كجزء من اهتمامنا بالحياة المدرسيّة وتحسين الأجواء فيها".
علي طاطور، رئيس لجنة أولياء الأمور في المدرسة "الأحمديّة": "المبادرة مباركة؛ أخيرًا هناك مَن يأخذ على مسؤوليته ويبادر إلى الاحتفاء بالمعلّم. من حق المعلم العربي في المدينة أن يُكرّم. خطوة من شأنها أن تطوّر علاقة حيويّة مبنيّة على الثقة بين أطراف العمليّة التربويّة. حبّذا لو أنّ الحدث أصبح تقليدًا سنويًا في كلّ مدارسنا حتى يكبر أثره. وأنا من موقعي – كرئيس لجنة أولياء أمور – أدعو إلى تبنّي هذا النشاط في كلّ مدارسنا العربيّة في البلاد.
علي طاطور
علينا أن نلتفت للمربين الّذين خرجوا إلى التقاعد، لأنّ لهم فضل علينا كمجتمع. لفتة كهذه منّا تردّ لهم اعتبارهم، وهي بمثابة شكر متواضع لما قدّموه". وأضاف قائلًا: "إنّ نشاطًا كهذا يعيد الاعتبار للمعلّم ومكانته. مناسبة طيّبة لنؤكّد فيها أنّ لجان الأولياء والمجتمع ليسوا ضد المعلم أو في متراس مقابل له؛ وأنّ مشاركتنا في نشاط كهذا يُعطي مثالًا للطلاب بأنّنا نثمّن عاليًا دور المعلم وعطاءَه، ومعنيّون بأن يظلّ موفور الكرامة والهيبة حتى تستوي العمليّة التربويّة. لا شكّ في أنّ مثل هذه النشاطات تصبّ في مصلحة المعلم والتعليم والمدرسة".
عايدة محاميد، من أولياء الأمور في مدرسة "عبد الرحمن الحاج"، قالت: "يستحق معلّمونا مثل هذا التكريم والتقدير، لأنّهم يعطون أبناءَنا أفضل ما عندهم على مدار السنة. والاحتفاليّة في مكانها، لأنّها تستجيب لحاجة تربويّة. آمل أن يحقّق النشاط هدفه، وأن يسهم فعلًا في التّوعية لمكانة المعلم".
أمّا سامرة واكد، من أولياء الأمور في مدرسة "مار الياس الأسقفيّة"، فقالت: "تقبّلت الفكرة وسررت بها جدًا. من حقّ كلّ معلّم أن يُحتفى به كما نحتفي كمجتمع بالأمّهات والعامل. المعلم ليس مجرّد صفة أو مهنة، بل أكثر بكثير. إنّ السيّد المسيح لُقّب بالمعلّم، والنبيّ محمّد (ص) لقّب بالمعلّم. المعلّم وظيفة هامّة في مجتمعنا، وينبغي ألّا تُعطى لكلّ شخص. أقلّ ما فيها، أن نكرّمهم في احتفال ونؤكّد أنّنا معهم، نقدّر عملهم وعطاءَهم".
سامرة واكد
وتابعت تقول: "لا شك أنّ نشاطًا كالاحتفاليّة من شأنه أن يساعد في تعزيز قيمة المعلم في أعين الطلّاب، أيضًا. من ناحية ثانية سيرى المعلّم أنّ المجتمع يقدّره ويعطيه حقه. وهذا بحدّ ذاته سيترك أثره في نفسه. مهم أن نواصل الاهتمام بالمعلّم ومكانته".
وأعربت عبير زخريان – رئيسة لجنة أولياء الأمور في مدرسة "حوار" الرسميّة عن اعتقادها بأنّ توقيت الاحتفاليّة ملائم وضروريّ جدًا، خصوصًا أنّنا نلاحظ في الآونة الأخيرة تراجعًا في مكانة المعلّم. وقالت: "إنّ تكريس يوم كامل للمعلّم سيساهم في فهم الطالب لقيمة المعلّم وأهميته وتأثيره، نحن كمعلّمين وكأهل ومربيين بحاجة لهذا التكريم؛ ربّما لن يعيد المعلّم إلى أمجاده ومكانته الّتي كانت في السابق، ولكن تعتبر هذه الاحتفاليّة كخطوة أوليّة نحو تحقيق الهدف وهو رفع مكانة المعلّم".
عبير زخريان
ومن ناحيتها قالت ماجدة عكّاوي – طباجة، إحدى أولياء الأمور في مدرسة "الكرمليت": "من المفروض أن نكرّم المعلّم ونعزّز مكانته، مع ترسيخ ذلك عند الطلاب الّذين سيتعلّمون أفضل إذا وجدت بينهم وبين المعلم علاقة احترام متبادل. المعلّم المحترم قادر أكثر على تمرير حصصه وإقامة علاقة تعلّم سليمة مع الطلاب. وهذا يعني أنّ على المعلم، أيضًا، احترام طلّابه". وأضافت: "علينا أن نتابع العمل في هذا المستوى وأن نكرّر نشاطات تعزيز الاحترام المتبادل وتوكيد أهميّة مكانة المعلّم في كلّ عام، وعلى مدار السنة، حتّى يكبر أثر الاهتمام والعمل في هذا الباب، ليترسّخ في أذهان الجميع، لا سيّما الطلّاب. وهذا ما سيساعد على تحسين أجواء المدرسة والصف ويُسهم، دون شكّ، في تطوير التعليم بشكل عام. بدأنا نفقد، في السنوات الأخيرة، شيئًا من الاحترام بين المعلم والطلاب، ومن المهمّ بناء العلاقة من جديد، بروح من الثّقة المتبادلة".