مطانس فرح (تصوير: وائل عوض)
رغم جلوسي، يوميًّا، ساعاتٍ طويلة، تزيد أحيانًا عديدة عن نهار بأكمله، قُبالة أكثر من حاسوب – منه الشّخصيّ (.P.C)، ومنه الـ"ماكنتوش" العمليّ – بحكم عملي؛ لا أستغني عن قصاصات الورق الّتي أدوّن عليها رؤوس الأقلام، أو خواطرَ أو ملاحظاتٍ أو أفكارًا، وحينًا أكتب عدّة أسطر لمقالة أو وجهة نظر، قبل تنضيدها على الحاسوب، كيْلا أنسى أحداثًا مهمّة أو تفوتني أمورًا معيّنة.
وهذا الأسبوع – على غير عادتي – تراكمت قصاصات أوراقي بجانب حاسوبي المكتبيّ، وتناثرت أخواتها حول حاسوبَيّ البيتيّين؛ قلّبت قصاصات الأوراق، حوّلت نظري من قصاصة إلى أخرى، وحاولت أن أُعْمِل فكري بين قصاصة وأخرى.. لفتني بعض العناوين والملحوظات الّتي كنت قد دوّنتها بحبر قلمي لأنضّدها، لاحقًا، على حاسوبي.
وفي خضمّ بحثي بين قصاصات أوراقي عن الفكرة أو الملحوظة الّتي كنت سأشارككم بها؛ انتابني شعور غريب، وسرت برودة في جسدي، وتوقّف فكري عن العمل وتحوّل نشاطي – فجأة – إلى تعبٍ وكسل!!
لم أحارب – هذه المرّة – التعب، ولم أسابق الزمن، ولم يُثِرني ضغط العمل، فقد تملّكني الكسل.. تركته يسيطر عليّ، كسيطرته على الكثيرين منّا؛ ضاربًا عُرض الحائط بكلّ ما يتعلّق بالعمل.
وبما أنّني لم أفلح في تلحّف النشاط، نضّدت بعض الكلمات، قبل أن أرمي بجسدي «البارد» المتكاسل على السرير. تلحّفتُ ولففتُ جسدي ببطانيّة، رغمًا عنّي؛ فلم تكن هذه هي النيّة..
ما العمل؟!.. لقد غلبَني الكسل!