فوائد الشاي

مراسل حيفا نت | 20/11/2011

نبتة الشّاي
الشاي اسم صينيّ – ويعتقد البعض بأنّه فارسيّ – يُطلق على شجرة أو شجيرة وعلى أوراقها وعلى المشروب الّذي يُصنع من الأوراق. النبات دائم الخضرة، يُنسب إلى فصيلة الكاميليا، وموطنه الأصليّ شرقيّ آسيا. يعتبر الشّاي من أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم، بعد الماء. ومن أهمّ الدول المُصدّرة للشّاي: الهند، الصين، سريلانكا (سيلان سابقًا)، إندونيسيا، واليابان؛ ومن أهمّ الدول المستوردة للشّاي: بريطانيا، الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، وروسيا.

يعتبر الشاي من أشهر مشروبات العالم وأمتعها؛ ففي أشكال ومذاقات مختلفة تتلوّن أقداح الشاي على الموائد مشروبًا لذيذًا مُنعشًا، لا يتطلّب إعداده أكثر من ثلاث إلى خمس دقائق. يختلف الناس في تناول الشاي، فبعضهم يحبّه حلوَ المذاق، وبعضهم يفضّله مع الحليب، والبعض يضيف له النعنع، والبعض يشربه مع القرفة، وآخرون يكتفون بشربه صافيًا فلا يزيدون على طعمه طعمًا.
والواقع أنّ التأثير المنشّط للشّاي يشبه تأثير مادة الكافيين في القهوة. (الكافيين: مادة قلوانيّة منشّطة خفيفة، تجعل الشخص يقظًا ومنتبهًا، إلّا أنّها تُعطّل مستقبلات عصبيّة في المخ، ويكون لها أحيانًا تأثيرات ضارّة).
ينقل الشّاي مادّة الكافيين الموجودة فيه إلى أنحاء الجسم، فيحثّ الدماغ والجهاز العصبي من دون أن يؤثّر على القلب وعلى الدورة الدمويّة كما القهوة. لذا يشعر المرء بعد تناول الشّاي بالرّاحة، وبقدرة أكبر على التركيز.

تاريخ الشّاي

أتت الكلمة من الفارسيّة (چاي)، وتشير مصادر البحث أنّ أصل الشّاي جاءنا من بلاد الصين، ومنها انتشر إلى مناطق آسيا والعالم، قبل أكثر من خمسة آلاف عام.
أوّل من زرع واستخدم الشّاي هم الصينيّون؛ وتذكر الروايات الصينيّة بأنّ الملك شينوق كان مُغرمًا برعاية وجمع الأعشاب والتّداوي بها، وكان يحبّ شرب الماء الساخن بعد غليانه، وقد ترك بعض أوراق الشّاي في الحديقة، وبالمصادفة حملت الريح ورقة من الشّاي الجاف إلى قدح الماء الساخن الذي اعتاد أن يحتسيه وهو جالس في الحديقة، كنوع من أنواع العلاج بالماء؛ فلاحظ الملك تغيّر لون الماء، فتذوّق طعم المنقوع واستساغ طعمه ودأب على تناوله هو ومن في معيته، ومنه شاع استخدامه في الصّين وخارجها.

 

أمّا العرب والأوروپّيّون وغيرهم فقد ذكرت الموسوعة العربيّة العالميّة ما يشير إلى أنّ الشّاي لم يُعرف عند العرب في عصر الجاهليّة، ولا في صدر الإسلام، ولا في العصر الأُمويّ ولا العبّاسيّ؛ فجاء شربه بعد هذا التاريخ، حيث لم يوجد تاريخ محدّد لدخول الشّاي وشربه في المنطقة العربيّة، وفي العراق خصوصًا، ليكون من أشهر وأكثر المشروبات شعبيّة. لم ينتشر الشّاي ويصبح معروفًا في العالم إلّا في القرن السابع عشر وما بعده، وقد كانت أوّل شحنة من الشّاي قد وصلت أوروپا في عام 1610، وهو أوّل عهد الأوروپّيّين بالشّاي.

نقل الشّاي من قارة آسيا إلى أوروپا تمّ من قبل البرتغاليين، واستغرق الأمر أكثر من مئة عام حتّى أصبح متوافرًا لعامّة الشعب بسعر معقول في أسواق المدن الأوروپّيّة، ولم يعد يقتصر على الطبقة الأرستقراطيّة؛ ومن ثمّ أصبح تناوله إحدى العادات الاجتماعيّة في الدول الأوروپّيّة، وفي أنحاء متفرقّة من العالم، وخاصّة في الدول العربيّة.

أنواع الشّاي

يأتينا الشّاي بمعظمه من الهند، ومن أنواع الشّاي الهندي شاي «أسام»، وهو شّاي قويّ ومنكَّه بطعم التوابل وداكن اللون. هناك الشّاي النّاعم، الذهبّي اللون، ويأتينا من أعالي جبال الهمالايا. ومن جزيرة سيلان يأتينا الشاي المنكّه القوي المذاق، وهو مشهور اليوم باسم الجزيرة القديمة: "الشّاي السيلانّي"، وإن كانت قد تحوّلت سيلان إلى سريلانكا اليوم.
ومن الصين يأتينا الشاي الأخضر، ذلك الشّاي ذو الأوراق الطّازجة الّتي كان يتمّ جمعها في البلاد الّتي تزرعه، مثل الصين والهند وسيلان، وهو الشّاي الذي يشربه أهل هذه البلاد في الأصل. وعندما استعمر الإنچليز هذه المناطق وعرفوا الشّاي، شحنوه بانتظام إلى بلادهم في سفن تُبحر عبر البحار والمحيطات لفترات طويلة في جوّ حار قائظ ورطوبة شديدة. وهكذا كانت أوراق الشّاي الخضراء تتأكسد، وتتحوّل إلى اللون الأسود نتيجة الحرارة والرطوبة الّتي تتعرّض لها أثناء الشحن، ومن هنا عُرف الشّاي الأسود في أرجاء العالم، فأصبح مشروب الإنچليز الأوّل.

 

الشّاي الأخضر

بالرّغم من أنّ تأكسد أوراق الشّاي الخضراء وتحوّلها إلى اللون الأسود كان يفقدها بعض خواصها – ولم يعرف العالم وقتها الشّاي الأخضر، ولفترة طويلة بعد ذلك – أدمن الناس شرب الشّاي الأسود التقليديّ، فكانوا يتعمّدون أكسدة أوراقه لكي تتحوّل إلى اللون الأسود المعروف، وهو يأتي من نفس أوراق نبات الشّاي الذي يأتي منه أيضًا الشّاي الأخضر، ويعرف علميًا باسم نبات «كاميليا سنينسيس Camellia sinensis». وللحصول على الشّاي الأسود يجب أن تتأكسد أوراق الشّاي بالكامل، بينما يتعرّض الشّاي الأخضر لبعض التبخير الخفيف قبل أن يُترك ليجفّف ويستعمل بعد ذلك. ومؤخّرًا عرف العالم الشّاي الأخضر، وبدأ يعرف المزيد عن فوائده مع تطوّر الأبحاث لدراسته.

في حين عرفت الصين الشّاي الأخضر أولًا، ومنها انتقل إلى اليابان في عام 800 ق.م.، عندما عاد رهبان بوذا اليابانيّون من الصين، الّذين ذهبوا إليها للدراسة، وهم يحملون معهم الشّاي الأخضر الذي استعملوه كعشب طبّيّ. وقالوا عن الشّاي الأخضر: "الشّاي الأخضر هو دواء عجيب غريب، يحافظ على الصحّة. له قوّة غير عاديّة تساهم في إطالة العمر، حيث يُلاحظ بأنّه في كلّ مكان زُرع أو تواجد فيه الشّاي الأخضر كان معدّل طول حياة الناس أكبر. فالشّاي إكسير الحياة، يجعل شاربيه يعمّرون طويلًا".
 

من هذه المقولة نعلم أنّ الشّاي الأخضر كان له التقدير الكبير منذ قديم الزمان كعقار قوّي وفعّال. ولكن في العصور الحديثة تقدّمت الأبحاث الّتي تدرس تأثيرات الشّاي الأخضر إلى حدّ تقديم إثباتات علميّة قويّة تدعم فعلًا مقولة إنّ الشّاي هو دواء عجيب للحفاظ على الصحّة. وأصبح من الواضح أنّ الشّاي الأخضر له فاعليّة مؤكّدة في مقاومة الأمراض، ومنه الشّاي الأسود المدخّن، الّذي يعتبر من أفضل وأفخر أنواع الشّاي.

 

 

فوائد الشّاي
يحوي الشّاي مادة الكافيين، لذا فهو منشّط للقلب والأعصاب؛ شربه يزيل الشعور بالتّعب، ويؤدّي الإكثار من شربه إلى زيادة إدرار البول والتخلّص من بعض الأيونات، وخفض إفراز الإنسولين، المعروف بقدرته على خفض مستوى السكّر في الدّم.
يحافظ الشّاي على سيولة الدم، ويقاوم حدوث الجلطات القلبيّة.
إنّ الشاي الأخضر يمكنه أن يساعد في التخلّص من الوزن الزائد. كما يساعد الشّاي على الوقاية من التسمّم الغذائيّ، نظرًا لأنّه يقضي على البكتيريا، ويمنع نموّ البكتيريا في الأمعاء، ويساعد على نمو البكتيريا النافعة بدلًا منها.

يساعد شرب الشّاي على تنشيط الدورة الدمويّة، لأنّه يزيد من سرعة وقوّة ضربات القلب، فيساعد على الوقاية من أمراض القلب.
يساعد على زيادة نشاط الكلى، فيؤدّي إلى التخلّص من الأملاح الضّارة في الجسم، كما يساعد على الهضم.
إنّ الشاي يساعد على خفض نسبة الإصابة بسرطان المبيض إلى النصف تقريبًا، عند النساء اللاتي يشربن فنجانَين أو أكثر من الشّاي يوميًا، مقارنة مع مَن لا يشربنه – بحسب أبحاث أخيرة.
وقد توصّلت دراسة إلى أنّ شرب الشّاي يساعد على تقوية وتحفيز جهاز المناعة.
يُساعد الشّاي في علاج الربو وضيق التنّفس.

يحوي الشّاي مادّة الفلورايد الّتي تقضي على الميكروبات الّتي تضرّ بالأسنان، فيقوّي الجهاز العصبيّ للأسنان، ويمنع تسوّسها.
نظرًا لاحتواء أوراق الشّاي على مادة الفلافين، فإنّه قادر على محاربة ڤيروس الإنفلونزا.
أكّدت نتائج أبحاث علميّة حديثة أنّ شرب كأس من الشّاي، يوميًا، مع كأس من عصير البرتقال، يساعد في حرق كميّات الحديد الزائدة في الجسم.
كما اكتشف العلماء في جامعة طوكيو الطبيّة، أنّ شرب كوب من الشاي بعد الوجبات الدسمة الثقيلة، يساعد في تقليل الآثار الضّارة للطعام الدسم على الجسم.
ويؤكّد باحثون من جامعة «شيفيلد» البريطانيّة أنّ شرب كوب واحد من الشّاي الأخضر، يساعد على الوقاية من بعض أنواع التهابات المفاصل الّتي قد تؤدّي إلى تلفها.
هذا وتوصّلت دراسة يابانية إلى أن شرب الشّاي الأخضر بانتظام يحمي من الإصابة بانسداد في نسيج القلب العضليّ.

بالإضافة لهذا فإن استهلاك الشّاي الأخضر يزيد من قوة وفعاليّة الأدوية الوقائيّة المقاومة للسرطان.
وجدير بالذكر أنّ الشّاي الأخضر يفيد، أيضًا، في الوقاية من الإصابة بسرطان البلعوم والپروستاتا.
يحوي الشّاي الأخضر على مركّبات عديدة مضادّة للأكسدة ومقوّية للصحّة. فهو يقي من السرطان، ويخفض مستويات الكولسترول في الدم.
يساعد في التقليل من صداع الرأس.
يساعد في وقف الإسهال.

أضرار الشّاي
إلى جانب هذه الفوائد، فإنّ الإفراط في شرب الشّاي قد يسبّب الغثيان وفقدان الشهيّة، وبتناوب حالتي الإمساك والإسهال.
الإفراط في شرب الشّاي، أيضًا، قد يؤدّي إلى زيادة حموضة المعدة، وإلى حرمان الجسم من عدّة معادن، أهمّها الزنك والحديد.
يؤثّر الشّاي على امتصاص الكالسيوم، لذا يجب فصله عن الوجبات الّتي تحوي الكالسيوم، وزيادة كميّة الطعام الّذي يحوي الكالسيوم في حال الانتظام في شرب الشّاي، خاصةً لمن يعاني من هشاشة العظام، والنساء في سنّ اليأس.

ومَن يعاني من الأنيميا (فقر الدّم) عليه الانتباه بأنّ الشاي يؤثر على امتصاص الحديد، لذا يجب فصله عن الوجبات الّتي تحوي الحديد بفترة كافية، وزيادة كميّات الطعام الّتي تحوي الحديد في حالة الانتظام في شرب الشّاي الأخضر.
ينشّط الكافيين الموجود في الشّاي خمائر الكبد.
احتساء الشّاي السّاخن جدًا يؤدّي إلى إصابة الغشاء المخاطيّ للبلعوم والمريء بأذى، مما يهيّئ نموّ الخلايا السرطانيّة لدى بعض الأشخاص.
يساعد الشّاي على ارتفاع ضغط الدّم لاحتوائه على الكفايين.
شرب كميّات كثيرة منه يؤدّي إلى التوّتر العصبي والأرق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *