حيّ وادي الجمال
إيمان محاميد
تصوير وائل عوض
أثناء تجوالي في حيّ وادي الجمال استطعت أن ألحظ وأشعر بالجو التنافسيّ الشديد، والأجواء الساخنة المشحونة بين المرشحين لانتخابات لجنة الحيّ! حيث تدلّ المعطيات الأوليّة للمشهد الانتخابيّ لرئاسة لجنة حيّ وادي الجمال، إلى وجود أجواء تنافسيّة قويّة، معركة حامية الوطيس، نظرًا لوجود إثنى عشر شخصًا، أعلنوا عن نيّتهم خوض الانتخابات، وهم: واصف أبو شقارة، يوسف أسعد، إيلي بدران، حاييم بوچانيم، مها بلاّن، سارة بن حمو، ليوبوڤ چورون، زهر زيدان، فدوى سروجي، فهد عبود، شهيرة شلبي، وشمعون شرشوب.
وفي خضم هذه الأجواء التنافسيّة والمشحونة، وتراشق الاتهامات وإلقاء اللوم، تشعر وكأنّك في معركة انتخابيّة بين أحزاب نديّة، لا بين أبناء الشّعب والحيّ الواحد!!
يدأب كلّ مرشح على طرح برنامجه، والّذي يعد بطبيقه في حال تمّ انتخابه. برنامج يطغي عليه الجانب الخدماتيّ لسكّان الحيّ، لهدف كسب ونيل ثقة الناخب وإقناعه بأنّ مَن يقف أمامه هو المرشّح الأفضل له وللحيّ، كون المواطن بحاجة إلى خدمات في الحيّ لتحسين جودة حياته.
ولرصد أجواء الحملة الانتخابيّة الساخنة في حيّ وادي جمال، التقيت بعض المرشّحين البارزين.
حيّ يحتذى به!
ويقول لنا فهد عبود: «سيكون حيّ وادي الجمال مثالًا يحتذى به! نحن أوّل حيّ يعمل بحسب الدستور الرسميّ لانتخابات لجنة الحيّ، حتّى أنّ بلديّة حيفا وعدتنا بتبنّي هذه الفكرة، وتطبيقها في باقي الأحياء في المدينة، فلا يوجد حيّ في المدينة أجريت به انتخابات رسميّة، جدّية وقانونيّة كحيّ وادي الجمال!».
فهد عبود
ويضيف: «جاء ترشّحي هذه المرّة بسبّب شحّ المرَشّحين والمصوّتين معًا! يهمّ الجميع بأن تكون الانتخابات رسميّة وجديّة، بخلاف باقي الأحياء. لذا شكّلنا لجنة قانونيّة وحياديّة، لمتابعة ومراقبة الانتخابات، مركّبة من ممثّل من «ليئوبيك»، ممثّل من بلديّة حيفا، ممثّل من الـ«متناس» (النادي الجماهيريّ)، وثلاثة ممثّلين من حي وادي الجمال.. عملوا بشكل رسميّ للوصول إلى اتّفاق بشأن الانتخابات يرضي الجميع».
يسكت برهة، ثمّ يكمل: «بترشّحي هذا دفعت الآخرين للترشّح..! أشكر جميع مَن ترشّح لخوض الانتخابات، أولئك الّذين في صفّي أو ضدّي؛ ففي نهاية المطاف الجميل يعمل من أن تحسين حيّ وادي الجمال وخدمة سكّانه. لا أفضّل مرشّحًا عن مرشّح آخر.. فـ«أتقاكم هو الّذي يستحق» (يستحقّ المنصب). والمعنى ذلك المرشّح الذي يدأب على أن يسعى ويعمل ويقدّم ما هو أفضل لسكّان هذا الحيّ»!
لا أدّعي بأنّي أعمل أكثر من غيري، كما يدّعي البعض!
قال عبّود: «نسبة المرشّحين تتلاءَم مع عدد أعضاء اللجنة الّتي ستتكوّن من سبعة أعضاء (من بين الـ 12 مترشّحًا)، على المصوّت أن يختار خمسة أشخاص ضمن اللائحة، لا شخص واحد. نريدها لجنة موحّدة، أشبه بعائلة، دون تمييز بين يهوديّ أو عربيّ، بين متديّن أو علمانيّ.. أدعو جميع سكّان الحيّ بالمشاركة في هذا الحدث الهامّ، لانتخاب اللجنة الأمثل لتمثيلهم».
وأضاف: «لا أدّعي بأنّي أعمل أكثر من غيري، كما يدّعي البعض – ولا حاجة هنا لذكر الأسماء – لكنّي أكيد بأنّني صاحب خبرة وتجربة أفضل وأكبر ممّن ينافسني! لديّ مشاريع كثيرة لتحسين الحيّ والارتقاء به نحو الأفضل، فحيّ وادي الجمال ينقصه الكثير الكثير. إنّه «وجه» لمدينة حيفا، وكونه كذلك، من الضروريّ العمل على تحسينه وتجميله».
واستطرد: «آمل أن نتوحّد تحت ظلّ لجنة واحدة، وأن يكون نقاشنا ونضالنا تربويًا محترمًا؛ أن نحمل اسم «عين هيام» العبريّ و«وادي الجمال» العربيّ معًا. هدفي أن تتألّف لجنة من أفضل سبعة أعضاء؛ لا أصرّ على أن أكون رئيسًا – كما يصرّ البعض – فمن بين الأعضاء السبعة سيتمّ انتخاب الأفضل ليترأس اللّجنة. على الجميع أن يعمل من أجل الحيّ، ومن لا يعمل لا مكان له بيننا في اللجنة!»
لا يمكنني أن أسكت على الخطأ!
وعن علاقاته قال: «تربطني علاقة طيّبة مع رئيس البلديّة، يونا ياهڤ، ولديّ علاقات جيّدة مع رؤساء الأقسام في البلديّة. لو كنت متواجدًا عام 2008 ضمن لجنة الحيّ كان باستطاعتي أن أمنع مشاكل عدّة، وأن أتدخّل بخصوص الميزانيّات المُعطاة والمشاريع المنفّذة في الحيّ، كنت سأمنع قطعيًا حدوث أي فشل! معي لا يجرأون على تنفيذ مآربهم، فأنا لا يمكنني أن أسكت على الخطأ!»
ثمّ أضاف: «إذا فزت برئاسة لجنة حيّ وادي الجمال، فأوّل ما سأقوم به هو إجراء استفتاء بين سكّان الحيّ جميعهم، للوقوف على مطالبهم الملحّة ومشاكلهم، لأعمل بحسب اقتراحاتهم وطلباتهم. سأكون أذنًا صاغية وسأنفّذ طلباتهم الضروريّة على الفور، لأنّي سأكون سفيرًا لهم لا رئيسًا عليهم!! فأنا ابن هذا الحيّ وهم أبناؤه أيضًا، نحن عائلة واحدة، وسأفعل كلّ ما بوسعي كي أرضي هذه العائلة الكبيرة الّتي ستكون شريكة في صنع واتخاذ القرارات.»
واستطرد قائلًا: «ليس من السهل أن ترضي الجميع، ولكنّي أختلف عن باقي المرشّحين. فأنا واعٍ ومدرك لنواقص الحيّ ومطالب سكّانه. أعمل على إيجاد الحلول، لا ألهث وراء المنصب لمجرّد منصب!! لم تكن لديّ أيّة مشاكل خاصّة مع اللجنة في السابق أو مع سكان الحيّ. لا اختلق المشاكل كما يفعل الغير. فمثلًا في أقلّ من شهر من ترأسها لجنة الحيّ، استطاعت فدوى سروجي أن تعادي وتختلف مع أعضاء اللجنة؛ ومن لا تستطيع أن تتّفق مع أبناء العائلة الواحدة في اللجنة وأن تتفهمهم، يصعب عليها – بالتأكيد – نقل همومنا والوصول إلى اتّفاق مع المسؤولين والمؤسّسات!!»
مشاكلنا مشتركة، وهمّنا واحد
وحدّثنا عبّود عن رؤيته للجنة المستقبليّة، قائلًا: «أريدها في النهاية لجنة مشتركة (عربيّة – يهوديّة)، ليكون الوسط اليهودي شريك في اللجنة. هدفي أن أحارب العنصريّة وننبذها. معًا سنحوّل الحيّ إلى حيّ مُغاير، جميل وجذّاب. عن طريق تحسين الشوارع والبنى التحتيّة، إقامة الحدائق والجنائن، تغيير مسار المواصلات، تحسين ظروف أهل الحيّ، والقائمة تطول.. فينتظرنا عمل كثير!»
وفي نهاية حديثه، قال: «آمل ألّا تعقيب بلديّة حيفا مخطّطاتنا، وتقف حجر عثرة في وجه تحويل الحيّ إلى جنّة عدن! لدى انتخابي لرئاسة لجنة الحيّ سأعمل على تقصير مدّة الرئاسة من أربعة سنوات – حسب الدستور – إلى سنتين، لأتيح المجال للآخرين. وها أنا اليوم، وبعد تقاعدي، أصبح لديّ الوقت الكثير، وهذا الوقت سأستغلّه لخدمة أهل هذا الحيّ، دون كلل أو ملل. سأعمل على توطيد العلاقة مع باقي لجان الأحياء العربيّة، لأنّنا معًا سنشكّل قوّر ضغط. فمشاكلنا مشتركة وهمّنا واحد».
«بأيّ صفة تتحدّث معي؟!»
واختتم حديثه قائلًا: «اعتقد بأنّ ثقة الناس تزداد فيّ يومًا بعد يوم، وهذا ما يشجّعني ويدفعني للعمل. لكلّ مشكلة يوجد حلّ، ومعًا سنعمل على حلّ غالبيّة المشاكل التي تعترض حيّنا. علينا أن نكون معًا، ونعمل يدًا بيد. يؤلمني لدى مبادرتي الاتّصال بالمرشّحة فدوى سروجي لدعوتها على اجتماع، قبل خوض المعركة الانتخابيّة، نتّفق فيه على خطّة عمل ونؤكّد من خلال على أن تكون الانتخابات نزيهة، دون أي هجومات شخصيّة، ردّت عليّ بكلّ استعلائيّة «بأيّ صفة تتحدّث معي»، أجبتها «بصفتي مرشّحًا»، فأجابت: «لا أجلس معك ولا أتحدّث»! فكيف يمكن الاعتماد على أشخاص تتعامل بهذا الأسلوب الاستعلائيّ والمُعادي؟! وبالمناسبة حضر الاجتماع الأخير الّذي دعوتُ إليه، يوم الخميس الماضي، جميع المرشّحين باستثناء سروجي وأحد الداعمين لها!»
سأعمل على تحقيق مطالب الحيّ !
أمّا فدوى سروجي، المرشّحة الأقوى المنافِسة لعبّود، فبدأت حديثها قائلة: «لقد استقلت سابقًا من اللجنة مع أعضاء آخرين، بسبب أمور داخليّة لن أتطرّق إليها عبر الصّحافة! فهي ليست ملائمة للنشر!! لكنّي واصلت العمل من أجل حيّ وادي الجمال وسكاّنه، وكنت في اتّصال دائم مع رئيس البلدية ياهڤ، ومع كلّ جسم آخر وجدت من خلاله إمكانيّة لتقديم المساعدة. أعمل من أجل الصّالح العام للحيّ، بسبب حبّي لأهله.»
فدوى سروجي
وقالت: «لأنّي إمرأة شابّة نشيطة، فالرجل العربيّ – والمسنّ خصوصًا!! – يرفض فكرة أن ترأسه إمرأة، وكم بالحريّ تصغره سنًّا!! يحاولون إفشالي لأنّي ناجحة وتربطني علاقات جيّدة مع سكّان الحيّ، وهذا ما يزعجهم ويقضّ مضاجعهم! يخاف الناس من مواجهتي، فيكون عنّي الكثير بغيابي! وجوابي لهؤلاء: سأواصل عملي الاجتماعيّ من أجل خدمة أهل الحيّ. سأعمل على تحقيق مطالب أهل الحيّ».
وآكملت قائلة: «هناك مطالب ملّحة سأعمل على إنجازها في الحيّ، منها تغيير سير المواصلات وتحسينه، تغيير البنية التحتيّة، وغيرها.. وهذه الأمور عملت وسأعمل من أجلها؛ وأعد بأنّي سأعمل على إنجاز المطالب المتراكمة منذ عشرات السنين في بلديّة حيفا! وأهمّ ما أعمل عليه هو إقامة نادٍ للمسنّين، وأعمل على هذا المشروع بالتعاون مع قسم الرفاه الاجتماعيّ في البلديّة، ومع كلّ طرف يمكنه إيجاد مكان مناسب وحلّ سريع، فمن واجبنا الاهتمام بالمسنّين والاعتناء بهم وتأمين لهم نادٍ يمضون فيه أوقات فراغهم».
وقالت: «أنا أملك الامكانيّات والقدرات للعمل من أجل الحيّ، حرصًا منّي على أهل الحيّ ومحبّتي لهم. أعمل دون أن أنتظر مقابل، أعمل من أجل المصلحة العامّة لا الشخصيّة. أعطي لأنّي أحبّ. أنا أفضل من باقي المرشّحين بكثير!! لأنّي أثبتّ للجميع بأنّي ناجحة، وبأنّ كلّ باب طرقته – في البلديّة وغيرها – وكلّ شخص توجّهت إليه للمساعدة كان الردّ إيجابيًا.»
كلام الناس لا يعنيني!
وعن كلام الناس، قالت سروجي: «لا يعنيني كلام الناس، ولا ذمّهم لي، فهذا لا يحرّك فيّ ساكنًا! أعي نوعيّة هؤلاء الأشخاص، وأتفهّم غيرتهم. ولكن المزعج بالأمر بأنّ هذه الأشخاص الطاعنة في السنّ، تتصرّف بشكل صبيانيّ؛ تدّعي بأنها «فهمانة» (واعية) وحضاريّة ولكنّها تتصرّف بطريقة غير تربويّة، بعيدة عن الآداب!!».
وعن رفضها المشاركة في الاجتماع، قالت سروجي: «لا يوجد أيّ سبب يدفعني للجلوس والحديث مع فهد عبّود؛ فبسبب «طولة لسانه» وكلامه غير الموزون تسبّب لي بالكثير من الضرر والأذى، يصعب تصليحه! اتّصاله بي جاء بسبب ضعفه لا بسبب حبّه بالتعاون. فهو أكيد بأنّه ضعيف لعدم وجود فدوى إلى جانبه، فجميع المطالب الّتي طالب بها – هو وآخرون – لم تتحقّق بتاتًا، بعكس ما أحقّقه أنا».
«يستقبلني رئيس البلدية ورؤساء الأقسام المختلفة، بكّل ترحاب. يحترمون ويقدّرون عملي وما وصلت إليه. يمكنني أن أضغط أكثر للحصول على مطالب أكثر، ولكن في نهاية المطاف القرار الأخير يعود للبلديّة. ولكنّ الجميع يكنّ لي الاحترام والتقدير».
وأضافت: «في الاجتماع الأخير لسكّان الحيّ مع يونا ياهڤ، حاول البعض منعي من التواجد، ولكنّ البلديّة فرضت عليهم وأجبرتهم بأن أحضر، بصفتي فاعلة اجتماعيّة نشطة ومؤثّرة، أعمل من أجل مصلحة أهل الحيّ. طرحت لجنة (غير قانونيّة، وتمثّل نفسها فقط) خلال هذه الجلسة، باسم أهالي الحيّ، مطالب قُدّمت منذ سنين، دون أن تدأب على طرح مطالب عينيّة وإضافيّة جديدة!!».
لا يزعجني اسم «عين هيام»!!!
وعن مشكلة اسم وادي جمال، حدّثتنا سروجي قائلة: «الجميع يتحدّث عن عدم ذكر اسم حيّ «وادي الجمال» إلى جانب «عين هيام» في مدخل الحيّ.. لكنّ هذا الأمر لا يشغل بالي ولا يعنيني كثيرًا، فالموضوع يأخذ طابعًا سياسيًّا بالأساس، وما تهمّني هي الأمور الاجتماعيّة!!
لا أدري لِمَ يجب أن ينشغل كثيرًا بهذا الأمر ويتركون أمورًا أهمّ. لا يزعجني بتاتًا أن يكون اسم «عين هيّام» مدوّنًا بدل وادي الجمال. فأنا ابنة هذا الحيّ، فلا ولن أنسى أبدًا تاريخه، وبأن اسمه وادي جمال». وأضافت: «أنا لا أعمل لوحدي، فهناك قرارات تؤخذ حسب قرار الأغلبيّة، وأنا ملزمة بما تقرّره الأغلبية ومستعدّة للتعامل مع هذا القرار»
«أؤيّد الخدمة المدنيّة»!!!
وفي حديثها الساخن، قالت: «لا يوجد لديّ أيّ مشكلة مع موضوع الخدمة المدنيّة، وأنظر إليه بكلّ إيجابيّة. فمن الممكن تحقيق المطالب والوصول إلى الغايات عن طريق السير مع التيّار، لا ضدّه!! وليس بالضرورة السير مع التّيار له أبعاد سلبيّة».
ثمّ أضافت: «أنا من ساهم في تهدئة الأمور بكلّ ما يتعلّق بموضوع «الكنيس» اليهوديّ في الحيّ. لم أرض الجميع، ولكنّي وصلت إلى حل مقبول على الغالبيّة».
واختتمت قائلةً: «ألقى تشجيعًا من قبل أبناء الحيّ، ويساندونني في خوضي الانتخابات، وأنا متفائلة جدًا!».