المخرجة عبير زيبق حدّاد
أربع نساء عربيّات تخطّين حاجز الصمت وتحدّين المعيقات الاجتماعيّة، وقرّرن مواجهة المُعتدي جنسيًّا وسحب اعترافه بالمسؤوليّة الكاملة عمّا كان سببًا له، فهل يكون للمُعتدي أيّ ردّ فعلٍ بعد مرور سنوات على اقتراف الاعتداء؟
المخرجة عبير زيبق حدّاد ترافق وتوثّق مسيرة أربع نساء عربيّات من مراحل عمريّة مختلفة تعرّضن سابقًا لاعتداءات جنسيّة بأشكال عدّة، سبّبت لهنّ أضرارًا نفسيّةً وجسديًّة، تظهر تداعياتها في حياة كل واحدة منهنّ، وقرّرن بأن يكسرن حاجز الصمت.
تلك النساء رفضن الخنوع تحت حكم الصمت، وعندها تحصل الحبكة حين تقوم "الضّحيّة" بقلب المعايير التقليديّة لجرائم من هذا النوع، وتتحدّث عن القهر الذي كسا سنوات حياتها الماضية وما تعرّضت له من ظلم ذكوريّ مستبد، ليذهب المغتَصِب وتظلّ وحدها واقفة في نفس المكان والحالة من دون معين.
تخرج "الضّحيّة" اليوم عن المسار المألوف، وتقرر الرّحيل فقط حين تنزع "الصّمت" لتصير بذلك هي البطلة. تبقى علامات الندوب ظاهرةً بشكلٍ بارزٍ في قلب كل واحدة من النسوة اللاتي تعرّضن للاعتداءات، ولذلك قرّرن الكشف عن وجه المعتدي، كل على طريقتها وقصّتها في الصراع الذي تعيشه، كاشفات بذلك ما تخفيه أبواب بيوتنا المغلقة من وحشيّةٍ لطالما تم إنكارها وإسكاتها وتجاهلها.
تتحدّث المشاركات عن صيرورتهنّ بكل جرأة، ويأملن بأن يرتفع الوعي في المجتمع العربيّ لما تحمله الاعتداءات الجنسيّة في طيّاتها من ثقلٍ على المُعتَدى عليها.
تكون بذلك المخرجة عبير زيبق حدّاد قد أطلقت من خلال رحلة البحث هذه صوتًا لطالما أخرسته الهيمنة الذكوريّة والخوف من آليات القمع المجتمعيّة.
يُعرض الفيلم "دمى" في مسرح الميدان يوم الإثنين 21.11.2011 في تمام الساعة الثامنة مساءً.