اضطرت نائبة رئيس البلدية يوليا شترايم، في جلسة المجلس البلدي الأخيرة، أن تعتذر أمام أعضاء البلدية عن تفوهاتها العنصرية وتحريضها على رئيس كتلة الجبهة في البلدية المربي فتحي فوراني. وادعت أن الصحافة في فترة الانتخابات وفي الظروف المشحونة تنشر أشياء غير صحيحة وغير دقيقة. غير أنها في الوقت نفسه تعارض "التظاهر ضد الدولة".
وكانت يوليا شترايم (من حزب إيفيت ليبرمان العنصري الترانسفيري) قد شنت حملة شعواء ضد الأستاذ فوراني عبر الصحافة المحلية، لمشاركته في المظاهرة التي شارك فيها جميع قوى السلام عربًا ويهودَ ضد الحرب على النساء والأطفال في غزة. واعتبرت هذا نوعا من "الوقاحة، وتجاوزا للحدود"، وأنها لن تمر على هذا مر الكرام. ودعت إلى "ترانسفير" الأعضاء العرب من بلدية حيفا بدعوى أنهم يشاركون في مظاهرات "ضد الدولة".
وكان الأستاذ فتحي فوراني، رئيس كتلة الجبهة في المجلس البلدي، قد بعث برسالة إلى رئيس البلدية يونا ياهف بتاريخ 1-2-2009 جاء فيها:
"هل مثل هذه التفوهات "العرب برّة" (صحيفة كول بو- 30-1-2009) تساهم في التعايش والحياة المشتركة والطبيعية في هذه المدينة؟ ألا تمس هذه التصريحات بنسيج العلاقات بين مواطني المدينة؟ ألم يجد رئيس البلدية من المناسب، وحتى الآن، أن يعلن صراحة وبشكل علني وأن يصدر بيانا حازما ضد تصريحات نائبته يوليا شترايم؟
وتضيف الرسالة: "من الجدير بالذكر أن معظم المواطنين العرب في حيفا الذين أيدوا انتخاب يونا ياهف لرئاسة البلدية، يتوقعون من رئيس البلدية أن يضع حدا لمثل هذه الظواهر الفاشية".
كما تصدى ليوليا شترايم أثناء الجلسة، ومن وسط الجمهور، أعضاء قيادة الجبهة هشام عبده وبنيامين جونين فقاطعاها:"لقد تظاهرنا ضد سياسة الحكومة العدوانية".
ويذكر أن يوليا شترايم قد وقعت على اتفاقية الائتلاف التي تلتزم فيها بالامتناع عن التفوهات والتصريحات العنصرية. كما وقع على هذه الاتفافية جميع كتل الائتلاف، الليكود والمعراخ وشاس والمفدال ونيتو والشباب ويهدوت هتوراه.
وبالإضافة إلى رسالة الأستاذ فتحي، أرسل عصام مخول مدير معهد إميل توما وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي وجعفر فرح مدير مركز "مساواة"، رسائل شديدة اللهجة إلى رئيس البلدية يستنكران فيها تفوهات السيدة يوليا شترايم وتصريحاتها التي أثارت ردود فعل عاصفة واستئياء عارما لدى الجماهير العربية والقوى الدمقراطية اليهودية في حيفا، الأمر الذي اضطرها أن تقدم اعتذارها وتتراجع عن تفوهاتها العنصرية.