تتميز الحدائق العجيبة في المغرب بتنوعها وندرة أصناف الأشجار التي تحتويها وتنال اهتمام المعنيين بالبيئة الخضراء.
كثيرة هي الحدائق في المغرب التي أنشأها الأجانب عرفاناً وتعلّقاً بهذا البلد ذي الطبيعية المتنوعة، مثل حديقة ماجوريل في مراكش، والحدائق العجيبة التي أنشأها المهندس الزراعي الفرنسي مارسيل فرنسوا في قرية بوقنادل، 20 كم من مدينة الرباط العاصمة.
جلب المهندس الفرنسي طيوراً وزواحف وأشجاراً نادرة تقدر أنواعها ب 1000 نوع من مختلف أنحاء العالم، وكان يزرع بحسب الروايات 500 شتلة يومياً بمساعدة فريق عمل مغربي يتكون من 40 فرداً. توجد في الحدائق العجيبة برك مائية تحتوي على أسماك إستوائية، تحيط بها بيوت من القصب والقناطر، وهناك مشاتل وأحواض زواحف.
الحديقة عبارة عن غابة أستوائية. تحّول بيت مارسيل فرانسوا إلى متحف يضمّ أغلب الصور التي إلتقطها، تشهد على مراحل إنجاز وتطوّر هذه الحدائق، أذ كان هذا المهندس مولعاً بالصور الفوتوغرافية. ثم لاحقاً تمّ تطوير المتحف، ليشمل صور الوفود التي تزورالحدائق العجيبة، والتي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة عام 2005 تراثاً إنسانياً لما تحتويه على حيوانات منقرضة وطيور كاللّحام الوردي، وتوروج من آسيا، سلاحف وببغاوات نادرة وأشجار عجيبة من البلدان: بولينيزيا، البرازيل، الكونغو، السافانا، وآسيا وافريقيا والصين، منها 40% نباتات نادرة من جنوب أستراليا.
توجد 14 حديقة منها: الحديقة الكونغولية، حديقة السرو من فلوريدا الأمريكية، والحديقة المكسيكية، وحديقة أشجار الميموزا، وأشجار التين، وحديقة الأشجار المختلطة، حديقة البولينيسية من فرنسا والنباتات المائية. يقول المهندس الزراعي السيد نور الدين الحراثي: " إنّ وجود الأشجار والأحياء المتنوعة، يساعد على فهم الخارطة الجينية، والتعمق في معرفة المقاومة البيئية لهذه النباتات والأحياء، وذلك لإنها من بيئة مختلفة عن بيئة المغرب، ما يساهم في تطوير الدراسات الزراعية المغربية في المجال البيئوي، والإستفادة مستقبلاً من إستنبات نباتات هجينة".
تشهد الحدائق العجيبة إهتماماً أوروبياً يتمثل بمشروع"الإشارات التعليمية" الذي أنجزته مؤسسة "محمد السادس لرعاية البيئة" مع السفارة الهولندية في مدينة الرباط، يهدف إلى إرشاد الزوار من خلال إشارات ضوئية إلى الجهات التي يريدونها، كما ينشّط الوعي في مجال البيئة والمحافظة عليها.
يستقطب هذا المكان العجيب الكثير من السواح الأجانب ما يزيد في موارد القطاع السياحي المالية، وكذلك يستقطب الزوار المغاربة، الذين يقصدونه بهدف الراحة والإطلاع على معالم المغرب الحضارية والمدينية، ما يزيد المواطن فخراً ببلده. تُنظم زيارات دورية للمدارس والأطفال تطوف بإرجاء المكان مع دروس تعليميّة توجيهية، تنمّي عندهم حبّ الطبيعية والتعايش معها كشريك يجب احترامه، كما تقام أنشطة ثقافية تهدف إلى زيادة الوعي الأخضرمثل مسابقة "التصوير الفوتوغرافي" التي كان موضوعها الطبيعة.