تقرير: مطانس فرح
تصوير: وائل عوض
على صوت دمدمة الطبول وتكبيرات عيد الأضحى المبارك جال، مساء أمس السبت في تمام الساعة السابعة مساءً، المئات من أهالي حيفا العرب، المسيحيّون والمسلمون شوارع حيفا، جنبًا إلى جنب.
واحتفاءً بعيد الأضحى، بادرت لجنة حي وادي النسناس، برئاسة فكتور حجّار (أبو رمزي)، وأعضاء اللجنة وناشطات الحيّ، وبمشاركة أميرة نصر (مديرة مدرسة "حوار" للتعليم البديل)، والشيخ رشاد أبو الهيجاء (إمام مسجد الجرينة (المسجد الكبير) ومأذون شرعيّ)، بتنظيم هذه المسيرة التي انطلقت من شارع "شبتاي ليفي" بالقرب من متحف حيفا، مرورًا بشارعي الجبل والخوري، وصولًا إلى شارع وادي النسناس العربيّ العريق، حيث انتهت ببرنامج خطابيّ قصير وعرض فنّي وبتوزيع أكياس العيد من الحلوى على الأطفال المحتفلين الصغار وحلوى الكنافة على المحتفلين الكبار.
وتأكيدًا على التعايش وروح المحبّة والأخوّة، شارك مسيحيّو حيفا مسلميها فرحة العيد، وجالوا جنبًا إلى جنب في شوارع حيفا، تتقدّمهم الفرق الكشفيّة، نذكر منها: فرقة كشّافة الروم الأرثوذكس، فرقة كشّافة الروم الكاثوليك، فرقة كشّافة لويس المارونيّة (كشافات حيفاويّة) والكشّافة الإسلامية (عكا). وسار وراء الكشافات، وفي مقدّمة الجماهير المحتفلة والمشاركة، كلّ من: الشيخ رشاد أبو الهيجاء (إمام مسجد "الجرينة" ومأذون شرعي)، الشيخ أسعد القلق (إمام مسجد الاستقلال ومأذون شرعي)، هشام عبدُه (رئيس كتلة "الجبهة" و"الحزب الشيوعي" في بلديّة حيفا)، فكتور حجّار (رئيس لجنة حي وادي النسناس)، أميرة ناصر (مديرة مدرسة "حوار")، ناشطات وناشطون من الحيّ، ووجهاء.
وفي ختام المسيرة ألقى كلّ من الشيخ رشاد والشيخ أسعد وهشام عبده وفكتور حجّار وأميرة ناصر كلمات تهنئة وشكر وترحيب، مؤكّدين جميعهم على أنّ هذه الخطوة مباركة وتدلّ على المشاركة الفعّالة في الاحتفالات، وأنّ لا فرق بين المسيحيين والمسلمين في حيفا، فجميعنا عرب وجميعنا يصلي لإله واحد. هذا وأكد المتحدثون بأنّهم سيحولون هذه المسيرة إلى حدث سنوي، بعد أن أثنوا على المشاركة الواسعة والتوحيد الفعليّ الذي يدلّ على أنّ مسيحيي ومسلمي حيفا، جسم واحد لا جسمان!
هذا وقد أمتعت الحضور فرقة العرض "التنورة" التي قدّمت عرضًا فنيًا جميلًا، مذكّرة بأجواء العيد، عدا التكبيرات والفرحة التي بدت على وجوه الأطفال والكبار. ونذكر أنّ الكنافة كانت من تقدمة حلويات مختار – حيفا، لصاحبه سليمان معاني. ونشير بأنّه قد تعذّر حضور الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى (الرئيس الروحي لرعيّة الروم الكاثوليك) لتواجده خارج البلاد، كما تعذّر حضور الأب وليم أبو شقارة لأسباب خاصّة.
فهذه هي حيفا التي نعهدها، المسيحيّون يشاركون المسلمين أعيادهم واحتفالاتهم تمامًا كما يشارك المسلمون مسيحيّي حيفا احتفالاتهم وأعيادهم لأننا شعب واحد وإلهنا واحد.
كل عامّ وأنتم بألف خير.