مجد كيال: الجميع سيذهب الى غزة أما أنا فإلى فلسطين

مراسل حيفا نت | 04/11/2011

بعد أن إنطلقت سفينة الحرية من ميناء تركيا باتجاه غزة متحدية الحصار الإسرائيلي عليه، كانت المفاجآة بوجود شاب عربي من حيفا على متن السفينة، وفي لحظة لم يتوقعها أحد وجوده مع المتضامنين اليساريين الأجانب، مراسلنا تجوّل في حسابات مجد في الفايسبوك وتويتر ومدونته الشخصية، ليتبين أن الشاب مجد قد حضّر جيدًا نفسه لهذه الرحلة الطويلة، تاركا وراءه الألغاز التي وعد بالإجابة عنها، لكنه لم يجب عبر المدوّنة، بل عبر وسائل الإعلام التي بدأت تتناقل أخبار سفينة الحرية المتجهة الى غزة!.

مجد لم يوضح المخطط…لكن لمح له

وكان الشاب مجد قد كتب في مدنوته قبل فترة "الحب شرط الفكرة، الفكرة شرط الشجاعة، الشجاعة شرط الفرح الدائم".

كما ووضع أحجية غريبة، وإن نظرتم إليها للوهلة الأولى لن يعتقد أحد حجم هذه الأحجية وأهميتها حيث كتب: "واحد طالع من البلد عشان يقدر يروح ع البلد، بس إذا طلع ومنجحش يروح ع البلد، بكون رجع ع البلد، وإذا طلع ونجح يروح ع البلد، بنجبر يرجع يطلع من البلد عشان يرجع ع البلد." ووعد بحل الاحجية خلال الايام القليلة القادمة، ويوم أمس قد حلت.

تواصل مع الاصدقاء عبر الـ "تويتر"

وبعد أن انطلقت السفينة الى عرض البحر بدأ الأصدقاء والمعارف يشجعونه على خطوته ومساهمته في كسر الحصار عن غزة عبر صفحته الشخصية في الفاسبوك، بينما يقوم حاليا مجد بالتواصل مع العالم عبر صفحته الشخصية في تويتر حيث كتب آخر مرة هناك: " أمواج الحرية تدخل يومها الثاني والأخبار عن مظاهرة رام الله تثلج الصدر".

مجد ينشر عن شعوره عن الرحلة على مدونته

وأخيرا نشر في مدونته على الانترنت شعوره في سفينة الحرية، إقتبسنا اهم ما جاء فيها:

الأربعاء، الشمس تشرق عن يمينك وقلبك البوصلة الوحيدة. حواسك لا تشير إلا إلى الجنوب. لا ألتفت للخلف، ليس لي ما أودع في البلد الذي قضيت فيه الأيام الأخيرة منتظراً عودتي إلى الوطن. إلى الوطن؟ سيذهب جميع من في القارب إلى غزّة، أما أنا فذاهب إلى فلسطين.

حين تخسر تضاريس الطبيعة كلها لصالح البحر، تصبح المساحة الشاسعة حبساً لحاسة النظر الجائعة- لأمهات غزة وفخر الصدام مع كوماندوز سرقة الأحلام- يصبح السمع مصنعاً لأحلام اليقظة وقابلة الأفكار المتوتر الجميلة.

رنين السكايب، لكنة إيهاب الإنجليزية المتّزنة، أغاني الشيخ إمام، ضجيج الراديو في مقطورة الكابتن جورج، صوت خطى أمي ذاهبة إلى العمل صباحاً، وصرير الدفّة. ثم تأتي الأغنية: "يمّا سرينا بصبح، مشيت مراكبنا.. والبحر موجه هدي كرمال واجبنا"

حوار الصحافيين المتأهب فيما بينهم حول حظر النشر، تمييز صوت الرصاص عن الغاز المسيل للدموع. أسئلة جدتي البريئة، عنداء كييت عند جهاز المعكرونة، الهتافات الممنوعة وحديث الرفيقة لحبيبها عبر هاتف القمر الصناعي.. وكلام العاشقين: "يا موج البحر يا عالي..يا واصل برّنا الغالي.."

اخي يتحدث اثناء النوم، ضحكة البنت التي لأجلها لا أموت، سخرية أبي تغلّف خوفه، الصحافية تسجل مقدمة تقريرها، وصوت آرام الصغير يلعب، خارقاً هدير المحرّك القاتل.

ما الذي يجعل من هذا الأمر حلماً؟ كأنني عجوزا تعود إليه قدرته الجنسية، او شاعرا يولد من جديد.

ما الذي يمكن أن يحدث؟ السجن؟ أحتاج مؤبداً لأتمكن من كبت الأفكار بالكتابة. نعم، الكتابة تكبت الأفكار. الأفكار مثلنا، لا تولد مع أي خطوط حمراء، لكننا قد ننتهي إن لم توضع لنا الحدود. الأفكار كذلك. لا بد أن نقيّدها بالكتابة لئلا تضيع منّا إلى الأبد. الفكرة؛ إمرأة جميلة تمر أمامك في بلدٍ غريب لن تعود إليه.

أفكر كثيرا، هل يجب أن أكتب؟ أنا لست صحافياً، لست هنا لادون مغامرة، أنا هنا ليس لأكتب، أنا هنا لأدخل غزة. هذه الأسطر هي الاغتراب عن ماهية الفعل، لماذا اتمسك بها إذن؟

موقع بكرا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *