تناولت الإعلامية إيمان القاسم سليمان ضمن برنامج " على الأجندة " المذاع في صوت اسرائيل موضوع المقدسات والأماكن الدينية والمقابر لمختلف الديانات في البلاد وذلك استخلاصاً للعبرة من الاعتداءات الأخيرة على مسجد النور في قرية طوبا زنغرية والمقبرتين الاسلامية والمسيحية في مدينة يافا.
وقال سيادة المطران وليم شوملي نائب بطريرك اللاتين في الأراضي المقدسة والذي استنكر بشدة الاعتداءات على المقدسات ، يجب القيام بحملة توعية واسعة لقبول الآخر وكيفية التعامل مع التعددية واحترام رموز الآخر والحق الأساسي لدى كل شخص في ممارسة الشعائر الدينية والصلاة ، مبيناً المطالبة الدائمة من قبل الكنيسة للمسؤولين في حماية هذه الأماكن.
ومن جهته قال الشيخ حماد ابو دعابس رئيس الحركة الاسلامية الجنوبية ان العنف في الآونة الأخيرة على المقدسات مرفوض ومستهجن وينبغي على أجهزة الأمن والشرطة إلقاء القبض على المعتدين وتقديمهم للمحاكمة لقطع دابر مثل هذه التصرفات ولئلا تتكرر هذه الأعمال. وطالب القيادات الدينية في الشارع الاسرائيلي ان تأخذ زمام المبادرة بشكل حاد للكف عن هذه الاعتداءات وأن يُسمع ذلك من القيادات الدينية العليا.
وفي ذات السياق اجرت القاسم مقابلة مع الدكتور جريس خوري مدير مركز اللقاء وعميد كلية اللاهوت، وبناء على توجّه وتنسيق مسبق بينهما، طالبته بالمبادرة الى عقد مؤتمر ديني أعلى تُدعى إليه القيادات الدينية لأبناء كافة الديانات السماوية في البلاد من مسلمين ومسيحيين ودروز ويهود بالإضافة الى المؤسسات والجمعيات والقيادات والجمهور العام وكل من يهمه الأمر، من أجل الخروج بتوصيات وتقديمها للشرطة لتكثيف عملها لحماية المقدسات، ولوزارة التربية والتعليم لتعميق وتوسيع تعليم قيم التعددية واحترام الآخر في مناهج التعليم، والى نقابة الصحفيين في مناشدة للمساهمة في طرح مثل هذه المواضيع عبر الاعلام وتدعيم قيم كرامة الانسان وحريته واحترام مقدساته في مجتمع تعددي.
كما أجرت القاسم مقابلة مع عودد فينر مدير عام الحاخامية الرئيسية في إسرائيل مطالبة إياه بأن يتخذ الحاخامات موقفاً موحداً رافضا للاعتداء على مقدسات الديانات الاخرى في بيان حازم وواضح كرد للتيارات العدائية التي تتذرع بالدين لتنفيذ اعتداءاتها، فأوضح فينر ان القيادات الدينية اليهودية في اسرائيل استنكرت هذه الاعتداءات وتوجه وفد الى طوبا زنغرية في هذا السياق للتعبير عن الرفض لأي اعتداء على مقدسات الآخرين، وقال ان الدين اليهودي يعتبر السلام فريضة واجبة مطلوب السعي إليها ، ومن هذا المنطلق أقيمت هيئة مجلس رؤساء الأديان التي عقدت اجتماعات في بلدات مختلفة . كما أكد فينر على اهمية التربية في التعليم الرسمي المنهجي وغير الرسمي على الاحترام بين الديانات.
وعبر عن الرغبة في التعاون والمشاركة في المؤتمر المنوي عقده لوضع حد لأي اعتداء، ولإخراج ما هو مقدس من دائرة السياسة والعنف.
كذلك تطرقت القاسم الى فكرة إخراج حركة " تاج محير – بطاقة ثمن " عن القانون حيث شارك في البرنامج المحامي عماد دكور موضحاً : ان اخراج حركة او منظمة عن القانون يعتبرها حركة ارهابية وكل عضو في هذا التنظيم مرتكب مخالفة جنائية يمكن تقديم لائحة اتهام ضده، بالإضافة الى امكانية تنفيذ الاعتقالات الإدارية ضد اعضائه. وقال دكور من وجهة نظره كان ينبغي القيام بهذه الخطوة منذ زمن تجاه هذه الحركة ورأى انها خطوة مطلوبة حالياً. اما المحامي عضو الكنيست سعيد نفاع فقال الآلية القانونية لمواجهة هذه الجماعات متوفرة ولكن بقي ان يتم تنفيذها والقيام بخطوات فاعلة من قبل السلطات للحد من هذه المجموعات واقتلاعها. وينبغي على اعضاء الكنيست استخدام جميع الأدوات البرلمانية المُتاحة في الكنيست لمواجهات التطرف والعنف ولكن مع استعمالها بحذر، بما في ذلك إخراج هذه الحركة تحديداً عن القانون.
وشارك ايضاً محمد دراوشة مدير مبادرات صندوق ابراهيم الذي حمّل الحكومة مسؤولية انتهاج سياسة المساواة وحماية الأقليات ومنع مخالفة القانون ، وقال ينبغي على جميع القيادات الاجتماعية والدينية والسياسية في المجتمع العربي واليهودي توجيه السفينة بالإتجاه الصحيح لإيقاف موجة العنصرية والتحريض ، والعمل على تكثيف الفعاليات المشتركة.
وأجملت ايمان القاسم بوجوب التعاون بين مختلف الجهات لإنجاح المؤتمر والخروج بتوصيات عملية يتم تقديمها للمسؤولين والتأثير بها على الرأي العام لحماية المقدسات.
موقع بكرا