تتويج توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام يعيد للمرأة العربية اعتبارهاً دولياً

مراسل حيفا نت | 10/10/2011

توقع المراقبون، منذ مدة، أن لجنة تحكيم جائزة نوبل للسلام لا يمكن لها أن تمرّ مرور الكرام على ربيع عربي فرض نفسه كعنصر أساسي لأي قراءة ممكنة للتحولات الديمقراطية التي يشهدها جزء من العالم ممثلاً في البلدان العربية، بل أنه أصبح مصدر إلهام لعدد من الانتفاضات الأخرى في العالم.

كانت لائحة المرشحين، الذين أتى بهم الربيع العربي، طويلة، إلا أنه تم التركيز، قبل ساعات من إعلان أسماء الفائزين، على كل من المدونة التونسية لينا بن مهني، وهي أستاذة جامعية وناشطة حقوقية، عرفت بنضالها ضد حجب المواقع في زمن النظام البوليسي لابن علي، كما كان لها إسهام خاص في تغطية أحداث الثورة التونسية.

والاسم الثاني الذي كان مرشحًا لهذه الجائزة، هي الشابة المصرية إسراء عبد الفتاح، التي شاركت بإسهاماتها في ثورة بلدها عبر المواقع الاجتماعية وبكتابتها في إسقاط مبارك من الحكم، زيادة على مواطنها وائل غنيم، الذي يرى فيه البعض أنه أحد أهم الأسماء التي ساهمت في إشعال نار الثورة في مصر.

كرمان والربيع العربي

لكن لجنة نوبل التفتت إلى الناشطة اليمنية توكل كرمان، وهو اختيار أجمع المراقبون والمثقفون على أنه تدعيم لثورة لم تعط بعد نتائجها في اليمن، ودعوة إلى النساء في باقي البلدان الأكثر محافظة في العالم، خصوصاً منها العربية، أن يمسكن مصيرهن بأيديهن ليقررن غدهن وغد دولهن جنبًا إلى جنب مع الرجل.

ويرى الباحث في العلوم السياسية والمتخصص في الشأن العربي، كريم إيميل بيطار، "أن الثورات العربية كسرت كل الكليشيهات الاستشراقية، بما فيها تلك التي تختزل المرأة في هز البطن أو المرأة الخانعة والصامتة".

بهذا التتويج لتوكل كرمان، يقول بيطالر: "أرادت لجنة التحكيم أن تحيي إسهام النساء في الربيع العربي، كما إنه دعم للثورة في اليمن، ثورة لم تصل بعد إلى نهايتها بسبب ما يعرف "بالريال بوليتيك"، رغم الشجاعة التي أظهرها اليمنيون…".

من جهتها رأت الصحافية والكاتبة الفرنسية الشهيرة، كرولين فوريست، في تعليق لها على هذا التتويج، أنها تنظر له "كتشجيع للربيع العربي الديمقراطي الجاري عبر هذه المدونة اليمنية، والذي تحتل فيه المرأة والشباب كذلك المقدمة…".

فيما وصفت سوازيك دولي، رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة مراسلون بلا حدود، الخبر "بالجيد"، معتبرة أنه "سيضع مشكل اليمن والتجاوزات التي يتعرّض لها المدنيون، خصوصًا مهنيو المعلومة في هذا البلد، في طليعة الأحداث".

كرمان حفيدة بلقيس…

من جانيها، وصفت الصحافية السودانية المعروفة، لبنى الحسين، في تصريح لـها: توكل كرمان "حفيدة بلقيس…"، معتبرة أن "فوزها بنوبل مصدر فخر وتكريم وتشجيع لكل نساء وشباب العرب…".

وزادت قائلة حول هذا التكريم العالمي لمرأة عربية، إنه "مصدر إلهام وتشجيع لكل الشابات والشبان في ظل الثورات التي يشهدها العالم العربي… أهنئ توكل كرمان حفيدة بلقيس التي بادرت بالسلام لا الاستسلام…"على حد تعبيرها.

ولبنى الحسين سبق أن صدر بحقها حكم بالجلد في السودان، فقط لأنه تم إيقافها وهي ترتدي سروالاً، وشنّت بعدها حربًا إعلامية قوية عبر العديد من وسائل الإعلام، رافضة هذا النوع من الأحكام التي تحطّ من كرامة المرأة في بلدها، ودعمت في ذلك بالعديد من المنظمات النسائية والحقوقية العربية والدولية.

من جانبها عبّرت رئيسة حركة 17 فبراير الليبية، صالحة الشتيوي، التي ساهمت في حشد أشكال من الدعم للثوار ضد نظام القدافي، عن "شعورها بالفخر بهذا التتويج"، إذ تنظر إليه "كاعتراف بالمرأة العربية عالميًا والاعتراف بقدراتها".

وأضافت الشتيوي في حديثها لـها "إنه شعور مشرّف لكل الأمّة"، واصفة الناشطة اليمنية "بالنموذج الذي يؤخذ به"، كما أكدت عزم النساء في العالم العربي الاستمرار على النهج نفسه.

وقالت الناشطة الليبية "نستمر إن شاء الله هي ونحن في النضال من أجل نيل كل حقوقنا، وتصحيح صورة المرأة العربية في العالم برمّته، وإبراز قدراتنا ومهاراتنا وإمكانياتنا، نحن نعلم أن المرأة العربية قادرة على الوصول إلى أرقى وأفضل المراتب والمناصب".

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *