الأسرى في السجون الإسرائيلية يصرّون على مواصلة إضرابهم

مراسل حيفا نت | 10/10/2011

 

يواصل الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الثالث عشر على التوالي احتجاجًا على "ممارسات سلطة مصلحة السجون القمعية بحقهم".

وقال عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى والمحررين في تصريح إذاعي لصوت فلسطين: "إن إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام دخل مرحلة مختلفة، وإن هناك خطرًا حقيقيًا بدأ يتهددهم، خصوصًا المرضى منهم".

وأضاف قراقع: "إن إدارة المعتقلات سحبت الملح من الأسرى المضربين، وتم نقل بعضهم إلى المشافي، كما بدأت بشنّ حملة نفسية بحقهم، في محاولة لإجبارهم على العودة عن الإضراب".

وأشار إلى أن هناك اتصالات تجري على المستوى العربي الشعبي والرسمي لتنظيم مجموعة من الفعاليات لإلقاء الضوء على واقع الحركة الأسيرة الفلسطينية داخل المعتقلات الإسرائيلية.

وأوضح وزير شؤون الأسرى والمحررين أنه تم كذلك الطلب من الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين لاتخاذ القرارات اللازمة بخصوص الأسرى، باعتبار قضيتهم قضية وطنية وعربية في الوقت نفسه.

وكانت الحملة الوطنية الفلسطينية لنصرة الأسرى، قد أعلنت أخيرًا، عن إضراب شامل يوم الأربعاء المقبل في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس تضامنًا مع الأسرى.

كما دعت الحملة في بيان لها، إلى تخصيص الصلوات وقرع أجراس الكنائس لدعم الأسرى في إضرابهم عن الطعام، وانطلاق مسيرات تتوجه إلى مقار الصليب الأحمر، ومواصلة الاعتصام اليومي أمام مقار الصليب الأحمر الدولي.

ودعت الحملة إلى اعتبار يوم الجمعة المقبل يوم غضب شعبي، بحيث تنطلق فيه المسيرات الحاشدة من أمام المساجد، وتخصيص خطب الجمعة للأسرى.

وقال نصر أبو جيش، عضو الحملة الوطنية العليا لمتابعة شؤون الأسرى: "إن الأسرى يخوضون إضرابًا عن الطعام منذ نحو أسبوعين سعيًا إلى تحقيق جملة من المطالب المهمة لتحسين وضعهم المعيشي".

وأضاف أبو جيش: "إن من بين أبرز المطالب إنهاء العزل الانفرادي، وتحسين وضع العلاج داخل السجون، وتحسين وضع الطعام كمًّا ونوعًا، وتحسين الظروف الاعتقالية، ووقف سياسة التفتيش العاري وتحسين آليات زياره الأهالي للسجون".

ومن بين المطالب التي يخوض من أجلها الأسرى "معركة الأمعاء الخاوية" وقف المداهمات الليلة للغرف، وتمديد فترة الزيارة، والسماح لأبنائهم بالدخول إلى غرفة الأسر وتقبيلهم، والسماح للأهالي بزيارة أبنائهم بعيدًا عن سياسة المنع الأمني، التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية.

وبحسب أبو جيش، فإن من بين المطالب أيضًا السماح لذوي أسرى غزة بزيارة أبنائهم المتوقفة منذ قرابة خمس سنوات، واحترام الأسرى أمام المحاكم الإسرائيلية، والسماح للمحامين بزيارة الأسرى كافة.

خيمة اعتصام وسط نابلس
ونظمت الفصائل والمؤسسات الرسمية والشعبية العديد من الأنشطة والفعاليات التضامنية مع الأسرى في مختلف المحافظات الفلسطينية.

وتعدّ خيمة الاعتصام، التي نصبت في وسط مدينة نابلس، من أبرز الفعاليات التضامنية مع الأسرى، حيث تؤمّها المئات يوميًا للتعبير عن تضامنها مع الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية، كما أعلن عدد من المواطنين إضرابهم عن الطعام بالتزامن مع إضراب الأسرى.
 
بدوره، أكد زاهر الششتري، عضو الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، أن ممثلين عن مختلف المؤسسات والفعاليات والنقابات الداعمة والمؤيدة للأسرى في السجون الإسرائيلية قد زاروا خيمة الاعتصام في نابلس، وأعربوا عن تضامنهم مع الأسرى، لافتًا إلى أن الإضراب الذي يخوضه الأسرى يهدف إلى تحقيق مكاسب للحركة الأسيرة.

وأوضح الششتري، أن "هذا الإضراب يهدف إلى وضع حد للتجاوزات الإسرائيلية وسلطات السجون، وخاصة في ما يتعلق بالعزل الإنفرادي والتفتيش العاري وعمليات القمع والتنكيل وسياسة الإهمال الطبي".

دعوة إلى التضامن
وكان وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، قد دعا الفلسطينيين إلى "التضامن مع الأسرى بكل الطرق والوسائل في معركتهم التي يخوضونها من أجل الحفاظ على منجزاتهم، ونيل حقوقهم العادلة والمشروعة".

وقال الهباش خلال خطبة الجمعة: "إننا مطالبون بأن نخلص لقضية الأسرى العادلة، وأن نستشعر معاناتهم الشديدة، التي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مضيفًا إن ما يعانيه الأسرى من قمع وقهر يتطلب منا وقفة جدية تنهي أسرهم وتخفف عذاباتهم وتعيدهم إلى أهاليهم أعزاء كرماء".

وشدد الهباش على ضرورة "تجاوز العقبات التي تعترض عملية المصالحة، والتي قطعت شوطاً كبيراً يحتاج منا إتمامه، للوصول إلى وحدة وطنية تنهي آثار الانقسام السيئة على واقعنا الفلسطيني، لأنه إضافة إلى ما يحدثه من سلبيات على مجتمعنا الفلسطيني كافة، يلقي بثقله القاسي على معنويات الأسرى وينغصّ عليهم، ويضعف من موقفهم النضالي، الذي يواجه إدارة السجون بشجاعة وقوة".

وكان وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، قد أكد خلال مشاركته في مسيرة أطفال تضامنية في مدينة رام الله، أن الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه وفئاته كبارًا وصغارًا هبّوا للتضامن مع الأسرى ومناصرتهم في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها.

وقال قراقع: "إن مشاركة الأطفال في مثل هذه الإعتصامات والمسيرات تمثل رسالة للعالم، مفادها أن أطفال فلسطين يحبّون الحياة، ويريدون العيش في وطنهم بحرية وكرامة بلا معاناة وبلا قيود جراء احتلال أرضهم، وأسر آبائهم وإخوانهم في سجون الاحتلال".

من جهته، قال قدورة فارس، رئيس نادي الأسير خلال مشاركته في المسيرة نفسها: "إن نضال الأسرى وسلبهم حريتهم جاء ليُحيي أطفال فلسطين بكرامة، من أجل ذلك جاء الأطفال اليوم ليقولوا للعالم إنهم مع الأسرى في نضالهم ومواجهة سياسة حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل التي تواجه الأسرى بشكل مباشر".

ودعا فارس باسم أطفال فلسطين كل القوى الوطنية والفعاليات إلى الانخراط في العمل من أجل نصرة الأسرى ومواصلة الجهود للانتصار لهم في ظل خوضهم معركة الأمعاء الخاوية.

مسيرات واعتصامات
ومع الحملة التضامنية لنصرة الأسرى، خرج الفلسطينيون في مسيرات شعبية واعتصامات في مختلف المدن الفلسطينية، كما خرج الأطفال في مسيرات شموع وفرق كشافة، ليعلنوا جمعيهم وقفتهم إلى جانب الأسرى في معركتهم ضد السجان الإسرائيلي.

وأكد المتحدثون في هذه المسيرات ضرورة رصّ الصف الفلسطيني للتضامن مع "أسرى الحرية" في معركة الأمعاء الخاوية، التي أعلنوها بعد السياسات الإسرائيلية التي تنتهجها إدارة السجون.

وشددوا على ضرورة إنهاء العزل الانفرادي، والسماح للأطباء بالدخول على الأسرى للكشف عليهم، وتقديم العلاج الصحي المناسب لهم، خاصة أن العديد من الأسرى يعانون أمراضًا صحية صعبة جدًا.

إلى ذلك، أكدت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رفح في جنوب قطاع غزة، على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية ورصّ الصفوف والبدء الفوري في تطبيق اتفاق المصالحة، وإنهاء حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية، ليتمكن شعبنا الفلسطيني من العمل الفاعل والدؤوب للدفاع عن الأسرى وإطلاق سراحهم.

وطالبت القوى في بيان لها، المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان وكل المؤسسات الدولية والحقوقية بتحمّل مسئولياتها تجاه ما يتعرّض له الأسرى في السجون الإسرائيلية من سياسة قمع وتنكيل.

ظروف اعتقالية صعبة
 وقال رائد عامر، مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة نابلس: "إن الأسرى يعانون ظروفًا اعتقالية صعبة، خاصة مع تفاقم الإجراءات التصعيدية التي تنتهجها إدارات السجون".

وأضاف: "إن الأسرى يعانون بشكل كبير جراء سياسة القمع والعزل الانفرادي وسياسة التفتيش العاري ومنع الأهالي من زيارة أبنائهم بحجة المنع الأمني، إضافة إلى سياسة التنقلات".

وأكد أن هذا الإضراب "يأتي من باب التصدي لهذه الإجراءات القمعية، وسعيًا إلى تحسين الظروف الاعتقالية للأسرى الفلسطينيين".

وأشار إلى أن نادي الأسير الفلسطيني يتواصل مع الكثير من مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية، بهدف وضع تلك المؤسسات بصورة ما يتعرّض له الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.

بدوره، أكد الأسير المحرر أدهم الخروبي: أن الأسير الفلسطيني يعاني في كل لحظة من لحظات الأسر والاعتقال حتى أثناء نومه.

وقال الخروبي: "يعاني الأسير بصورة دائمة، حتى أثناء النوم، يعاني في حلمه وفي يقظته، وتزداد معاناته حين يستيقظ على واقع صعب بين جدران السجن وأصوات السجانين".

وأضاف: "أبرز ما يعانيه الأسرى داخل السجون هو التعامل التعسفي والابتزاز بحقهم وحرمانهم من أقل حقوقهم وانتهاج سياسة الإهمال الطبي والتفتيش والعزل الانفرادي وغيرها الكثير من وسائل التعذيب النفسي".

وأردف: "انا كأسير غزّي حرمت من زيارة أفراد أسرتي طيلة فترة الاعتقال، كما حرمت من محادثتهم عبر الهاتف طوال الوقت، لافتًا كذلك إلى أن طبيعة الطعام المقدم لا تتناسب وحاجة الأسير، لا بالكمية ولا بالنوعية، علاوة على سياسة الابتزاز المتبعة في كثير من المجالات".

وأكد الخروبي، أن من بين صور وأشكال المعاناة ما يتمثل في إيقاظ الأسرى من نومهم لما يسمى العدد، وكذلك التفتيش العاري الذي يضطر فيه الأسرى تحت التهديد لخلع ملابسهم.

إنجازات جزئية
وفي أخبار وصلت وسائل الإعلام نقلاً عن عدد من الأسرى داخل السجون فقد وافقت ادارة السجون الاسرائيلية على تحقيق مطالب عدة للأسرى.

وأفاد عدد من الأسرى خلال اتصالات هاتفية مع بعض وسائل الإعلام المحلية، أن إدارة السجون وافقت على تحقيق مطالب عدة للاسرى، من بينها: إعادة بثّ قناة فلسطين الفضائية، وبعض القنوات العربية، والسماح بشراء الدجاج كاملاً، وليس مقطعًا، كما وافقت على عدم خروج الأسرى مكبلين لزيارة الاهل والسماح لهم بالتزاور بين الغرف والاقسام.

يذكر أن إسرائيل تعتقل 285 طفلاً قاصرًا في سجونها، حسب وزارة شؤون الأسرى، وتحتجز نحو 6000 أسير، موزعين على 22 سجنًا ومعسكرًا داخل إسرائيل، بينهم 38 أسيرة، و270 معتقلاً إداريًا، و22 نائبًا من المجلس التشريعي، و20 أسيرًا في العزل الانفرادي، و143 أسيرًا قضوا أكثر من 20 عامًا في السجون.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *