مطانس فرح
تظاهر العشرات من أهالي وطلّاب مدرسة الأسقفيّة في شفاعمرو، بعد ظهر أمس الأول، الأربعاء، أمام مبنى مطرانيّة الروم الكاثوليك، احتجاجًا على تأخير رواتب المعلّمين وعدم دفعها في الوقت المحدّد، وعلى عدم دفع مستحقّات المعلّمين لأكثر من 22 شهرًا!
هذا وقد أكّد أهالي الطلّاب وأعضاء لجنة أمناء المدرسة الأسقفيّة أنّ المطرانيّة «تستهر وتستخفّ بحقوق المعلّمين وتتنصّل من مسؤوليتها تجاه طلّابها. فلن نرضى بأن يستمرّ الوضع على ما هو عليه».
وقال لي أحد المتظاهرين (الاسم محفوظ في ملفّ التحرير): «على ما يبدو، المطرانيّة لا تحرّك ساكنًا، إلّا بعد إثارة ضجّة إعلاميّة أو التظاهر.. ورغم ذلك، فإنّ المطران (شقّور) «يختبئ» داخل المطرانيّة ولا يظهر للحديث معنا».
وفي بيان صدر عن أهالي الطلّاب، وصلت صحيفة «حيفا» نسخة عنه، جاء: «أهالي الطلّاب يوجّهون اتّهامات مباشرة إلى المطرانيّة لاستخفافها المزمن بحقوق المعلّمين والطلّاب، وذلك بتنصّلها من وعودها وتخلّيها عن واجباتها تجاه المدرسة، وذلك كي يعود الطلّاب والطّالبات إلى مقاعد الدراسة كسائر الطلّاب في البلاد».
ويؤكّد المتظاهرون أنّهم جاءوا إلى حيفا لهدف معرفة مصير المعلّمين، وسبب وجود 1,300 طالب وطالبة – ولأكثر من أسبوعين – في منازلهم، بدل أن يكونوا على مقاعد الدراسة؟!!
ومن بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون أمام مبنى المطرانيّة: «لن نرضى بأن نبقى (بقرة حلوب)!» و«ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه؟!»، و«أريد الحقّ في التعليم، وأريد حقّ المعلّمين»، و«مدرسة الكاثوليك العظمى ستبقى لشفاعمرو الحرّة.. ويا مطران إطلع برّا».
جرّوس: المشاكل كبيرة، ولكنّ هناك بشائر خير
وفي حديث هاتفيّ مع سامر جرّوس، عضو لجنة أمناء المدرسة، ومن أصحاب حقّ التوقيع، للوقوف على الحدث عن قرب، قال: «نحن أصحاب حقّ. إنّ المظاهرة جاءت بعد أن طفح الكيل. فرواتب المعلّمين لا تُدفع في موعدها المحدّد، كما أنّ هناك عددًا من المعلّمين لم يحصلوا على راتبَي شهرَي آب وأيلول، وهناك قسم آخر حصل على 40%، فقط، من راتب شهر شباط».
ويُضيف: «الأنكى من ذلك هو عدم دفع مستحقّات المعلّمين لأكثر من 22 شهرًا!! وهنا تكمن المشكلة، فعدم دفع الـ«مڤطاحيم» (صناديق الضمان الاجتماعيّ) عن المعلّمين لمدّة طويلة، قد يُفقدهم حقّهم وأقدميّتهم في السلك التعليميّ، ويُضرّ بهم».
وحول استفساري حول ما إذا كان هناك تجاوب مع المطالب من قبل المطرانيّة، قال: «نعم.. لمسنا تجاوبًا، ولكن هناك تحفّظات معيّنة، لا يمكنني، حاليًّا، التصريح بها، ولا يُمكنني – في الوقت ذاته – القول إنّ المشكلة قد حُلَّت، ولكنّ هناك بشائر خير».
عطا اللّه: ستُدفع رواتب المعلّمين خلال الأيام القريبة، وستُسدّد أموال صناديق الضمان الاجتماعيّ
وقد عقّب سهيل عطا اللّه، عضو اللجنة التربويّة في مطرانيّة الروم الكاثوليك، لصحيفة «حيفا»، باسم المطرانيّة على الموضوع قائلًا: «استطاعت المطرانيّة الحصول على قرض لدفع رواتب المعلّمين وتسديد أموال صناديق الضمان الاجتماعيّ. نحن نعمل على حلّ المشكلة من أجل مصلحة الجميع، وهناك تجاوب من كلا الطرفين. نأمل حلّ المشكلة بأسرع وقت، وعودة الطلّاب إلى المدرسة».
وأضاف: «حصلنا على قرض من بنك «مركنتيل» لدفع الرواتب وسدّ العجز. وهناك اتصالات مباشرة بيننا وبين أهالي الطلّاب، ونحن على وشك توقيع اتّفاقيّة، وحلّ المشكلة في الأيام القريبة لتعود الأمور إلى مجاريها».
وفي ردّ على سؤال حول عدم علاج المشكلة مسبّقًا، والوصول إلى حدّ التظاهر والإعلام، أجاب: «على ما يبدو، هناك تقصير في موضوع الجباية وتأخير في تحويل الأموال من قبل وزارة التربية والتعليم.. لكنّني كنت أفضّل عدم الوصول إلى هذه المرحلة. أشكر لكم (للصِّحافة) اهتمامكم، وأنا أكيد من أنّ الحلّ وشيك، والعودة إلى مقاعد الدراسة مسألة أيّام قليلة، فقط».