اعتقل حوالى 700 شخص في نيويورك تظاهروا السبت احتجاجًا على تبعات الأزمة الاقتصادية، وذلك لأنهم عرقلوا حركة السير على جسر بروكلين الذي اضطرت السلطات إلى إغلاقه. وجرت تظاهرة مماثلة في بوسطنأمام مكاتب مصرف بنك أوف أميركا، حيث أوقف 24 شخصًا.
احتل الناشطون الغاضبون على وول ستريت والشركات الكبرى الشرهة حديقة صغيرة في جنوب مانهاتن قبل أسبوعين للاحتجاج على أزمة الديون وتأثير الشركات الكبرى على السياسة. لكنهم نقلوا تظاهرتهم السبت الى جسر بروكلين.
وقال ناطق باسم شرطة نيويورك مساء السبت ان متظاهرين "اوقفوا لساعتين حركة السير على الجسر باتجاه بروكلين". واوضح ان "حوالى 700 شخص اوقفوا معظمهم بسبب سلوكهم الفوضوي". وقد افرج عن بعضهم بعد ساعات، بينما سيبقى آخرون يومًا واحدا في السجن، على حد قوله.
وكانت الشرطة اعلنت قبل ذلك ان حوالى 400 شخص اعتقلوا في نيويورك السبت لعرقتلهم حركة السير على الجسر. وقال مسؤول في شرطة نيويورك ذكر ان "مئات المحتجين قرروا التظاهر على الجسر وعرقلوا حركة السير. واضاف ان بعضهم انذروا وغادروا المكان، وجرت اعتقالات".
واغلقت الشرطة الجسر "لساعتين" بعد الظهر، حسبما قال المسؤول نفسه، الذي قال ان بعض المحتجين بقوا على الممر المخصص للمشاة على الجسر بدون مشاكل. وكانت التظاهرة بدأت بعد ظهر السبت في منطقة ليبرتي بلازا في حي المال، حيث يعتصم منذ اسبوعين ناشطون في حركة "لنحتل وول ستريت".
وقالت الحركة التي استوحت تحركاتها من "الربيع العربي" ان "خمسين محتجًا على الأقل" اعتقلوا. واضافت ان التجمع الذي نظمته في مانهاتن هو "مبادرة رمزية تهدف الى التعبير عن استيائنا من الاجواء السياسية والاقتصادية الحالية". وتابعت الحركة على موقعهم على الانترنت "نحن من كل الاعراق والاجناس والمعتقدات. نحن الغالبية. نحن نشكل 99 % (…) ولا نريد ان نبقى صامتين".
واضاف المتظاهرون الى لائحة مطالبهم الطويلة وغير الواضحة حتى الآن، الحد من وحشية الشرطة بعدما قام شرطي برش اربعة متظاهرين بالفلفل.
"ميدان تحرير أميركي" احتجاجًا على دكتاتورية وول ستريت
وقد وزع المحتجون بيانًا لهم على شبكة الانترنت جاء فيه ان "الشيء الوحيد الذي يجمعنا هو اننا نشكل 99% من الشعب الذي لم يعد يتغاضى عن جشع وفساد الـ1% المتبقي".
واعرب المنظمون عن املهم في تحويل شارع وول ستريت الى "ميدان تحرير اميركي" على غرار ميدان التحرير في القاهرة في ثورة 25 يناير الماضي. كما تتهم الحركة عناصر الشرطة باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، وذلك على خلفية اعتقال زهاء مئة شخص واستخدام الشرطة لرذاذ الفلفل في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يعرقلون حركة المرور.
وقد استخدم قائد للشرطة رذاذ الفلفل ضد اربعة نساء، وانتشر الفيديو على الانترنت، مما دعا الكثير من المتظاهرين بالتعهد بمواصلة الاحتجاجات لأجل غير مسمى.
و كان شارع مانهاتن قد شهد تظاهرات حاشدة ضد وول ستريت في 17 سبتمبر الفائت، وبعدما منع المتظاهرين من الاقتراب من بعض المناطق القريبة من بورصة نيويورك، أقاموا مخيمًا في حديقة خاصة بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي.
ويحتل مئات من المتظاهرين منذ اسبوعين الحديقة للاحتجاج على الفساد والنظام المالي، الذي لا يراعي الا مصالح الاغنياء على حساب المواطنين العاديين. هذا وزار المخيم عدد من المشاهير مثل المخرج مايكل مور والممثلة سوزان ساراندن للإعراب عن تأييدهم للمتظاهرين.
وجرت تظاهرة مماثلة في بوسطن (شمال شرق) امام مكاتب مصرف بنك اوف اميركا، حيث اوقف 24 شخصًا. وقال اعضاء في "الحق في المدينة" الائتلاف، الذي يضم المجموعات المنظمة للتظاهرة، ان ثلاثة آلاف شخص شاركوا في التظاهرة، بينما لم تذكر الشرطة اي تقديرات لعدد المتظاهرين. واوضحوا ان التظاهرة تهدف الى التعبير عن الاستياء من طمع الشركات الكبرى ووقف اغلاق المصارف.
ويقول المتظاهرون الذين احتلوا ساحة في وسط وول ستريت في نيويورك، منذ اكثر من اسبوع انهم مندوبون عن "نقابات وطلبة ومعلمين وعائلات وعاطلين عن العمل". وكان حوالى الفي شخص في نيويورك تظاهروا الجمعة احتجاجًا على تداعيات الازمة الاقتصادية.
وهذه التظاهرة الصاخبة ولكن السلمية، كانت الاكبر التي تشهدها نيويورك منذ احتل محتجون قبل بضعة ايام الساحة. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "جميع المصرفيين نازيون" و"الانسان قبل الدولار" و"شرطة نيويورك تحمي اصحاب المليارات ووول ستريت"، وهتفوا "لقد باعونا"، في حين تولت اعداد كبيرة من الشرطة مواكبة المسيرة. وفي 24 ايلول/سبتمبر اعتقلت قوات الامن حوالى ثمانين متظاهرًا خيّموا لمدة اسبوع جنوب مانهاتن.