أعرب أهالي قرية طوبا الزنغرية عن غضبهم واستنكارهم لاضرام النيران بمسجد النور بالقرية، حيث تشير جميع المعلومات الأولية والأدلة إلى أن من يقف وراء عملية اضرام النيران بالمسجد هي جماعات اليمين المتطرف.
اضراب وتوتر
وأفاد مراسلنا الذي يتواجد بالقرية أن اهالي القرية قد أعلنوا الإضراب الشامل بالقرية بما في ذلك المدارس، وان المئات من الأهالي اخذوا بالتوافد الى المسجد ومن ثم توجهوا بمسيرة احتجاجية باتجاه الشارع الرئيسي، وقام بعض الشباب الغاضب بإشعال النيران بالإطارات، واندلعت مواجهات مع افراد الشرطة الذين تواجدوا بالمكان. واكد مراسلنا بان الشرطة قامت باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الحشود لتفريقهم، فيما تستعين الشرطة بمروحية لرصد التحركات ومتابعة تطورات الاحداث.
وافادت الشرطة في بيانها لوسائل الاعلام، الذي وصلت نسخة منه لموقعنا أن المئات من شباب القرية توافدوا باتجاه الشارع الرئيسي في منطقة "روش بينا" -الجاعونة، بحيث قام بعضهم بالقاء الحجارة، فيما استدعت الشرطة المزيد من القوات تحسبا لاي طارىء واندلاع المواجهات.
حالة تاهب قصوى بالشمال والجليل
وأعلنت قيادة الشرطة على الجبهة الشمالية حالة التأهب القصوى بالمنطقة الشمالية اثر هذا الحادث. وتواصل قيادة الشرطة التوافد إلى المنطقة وعلى راسها قائد اللواء الشمالي بالشرطة الضابط روني عطية، من أجل التحقيق في ملابسات الحادث، حيث اكدت الشرطة في بياناتها لوسائل الاعلام، أنه لم تصلها أي معلومات استخبارية او تحذيرات عن نية عناصر من اليمين القيام بمثل هذه الإعمال أو المساس بالمواطنين العرب.
وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش بدوره استنكر هذا العمل، وقال في بيانه لوسائل الإعلام إنه ينظر ببالغ الخطورة لعملية إحراق المسجد، وقد تحدث لقيادة الشرطة وطالبها باتخاذ كافة التدابير للوصول الى الجناة باسرع وقت ممكن وتقديمهم للمحاكمة، مؤكدا ان ذلك لن يمر مر الكرام على الاجندة اليومية.
معلومات اولية
وكان مجهولون قد قاموا فجر اليوم بإحراق مسجد في قرية طوبا الزنغرية (شمال البلاد) في ما يبدو أنه عملية انتقامية من تلك التي يقوم بها مستوطنون وعنصريون مأفونون ضد العرب والمساجد بشكل خاص تحت شعار "تاج محير" (دفع الثمن)، احتجاجا على هدم بعض الؤر الاستيطانية.
هذا، وعبر أهالي القرية عن غضبهم وسخطهم الشديدين على هذه الجريمة النكراء، مؤكدين أنهم لن يسكتوا ولن يتركوا الفعلة دون عقاب. أما الشرطة، فقد وصلت بقوات معززة إلى القرية من أجل التحقيق بملابسات الحادث، وكذلك للحيلولة دون قيام أهالي القرية بأي ردات فعل قد تكون عواقبها وخيمة.
يذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها داخل حدود الخط الأخضر، حيث سبق أن قام مجهولون أيضا بكتابة عبارات مسيئة على مسجد قرية إبطن بالقربي من حيفا قبل نحو عام.
تعقيب الناطقة بلسان الشرطة للاعلام العربي لوبا السمري
"الشرطة قيادة وافرادا ترى بان المس باماكن العبادة والصلاة عمل اجرامي بشع وخطير جدا، نحن ندين مثل هذا العمل ادانة شديدة، ونؤكد باننا لن نمر مرور الكرام ولن يهدأ بالنا وسنعمل قدر ما بوسعنا من اجل كشف الحقيقة والوصول الى الفاعلين، مع العلم بان قائد لواء الشمال اللواء روني عطية اوعز بتشكيل طاقم تحقيق خاص بالمشاركة مع ممثلي الاجهزة الامنية المختلفة وتزويدة بكافة الموارد البشرية والتجهيزات والوسائل المطلوبة من اجل الوصول الى الفاعلين والجناة باسرع وقت وتقديمهم للعدالة" . وتطالب الشرطة الجمهور التحلي بالصبر والحفاظ على الهدوء والنظام، وافساح الجال للشرطة للقيام بعملها.
موقع بكرا