يعاني نادي برشلونة الإسباني من نقمة الإصابات التي تلاحق لاعبي الفريق منذ بداية الموسم، إذ كان آخر ضحاياها لاعب الوسط الدولي الإسباني سيسك فابريغاس الذي سيغيب 3 أسابيع جراء تمزق عضلي في الفخذ السبت.
وكان شبح الإصابة قد خيم على لاعب الوسط الآخر أندريس إنييستا الذي بدأ بالتعافي وشارك أمس السبت في نصف حصة تدريبية، فيما أبعدت الإصابة اللاعب الهولندي إبراهيم أفيلاي حتى نهاية الموسم.
وخيم هذا الشبح من قبله على دفاعات النادي الكاتالوني بإصابة كل من القائد كارلوس بويول وزميله جيرارد بيكه، والظهير الأيمن البرازيلي أدريانو، إضافة إلى المهاجم التشيلي أليكسيس سانشيز. نقمة أم نعمة؟
خلفت هذه الإصابات المتلاحقة في صفوف برشلونة سيناريو جديد في نهج المدرب بيب غوارديولا في التعاطي مع خطة لعب النادي الكاتالوني المعتادة، إذ اضطر المدير الفني لتغيير الخطة من 4-4-3 إلى 3-4-3 تماشياً مع عناصره المتوفرة والجاهزة بدنياً لخوض اللقاءات.
تغيير النهج الخططي لغوارديولا ما كان أن يأتي لولا مأزق الإصابات الذي وقع فيه الفريق، إلا أن اللافت في الأمر أن هذا النهج أثبت نجاعة تهديفية قوامها 25 هدفاً في 5 مباريات كانت آخرها الخماسية في شباك نادي باتي بوريسوف في دوري أبطال أوروبا.
قوام هذا التكتيك الجديد لبرشلونة كان يعتمد على توظيف فابريغاس الابن العائد من إنجلترا لمنزله القديم في موقعٍ يتلاءم مع وظائف تشافي وميسي، إلا أن الإصابة التي تعرض لها قائد آرسنال السابق قد تخلق فراغاً في حلقة وسط النادي الكاتالوني، وبالتالي فقدان القوة الهجومية المساندة وأيضاً الدفاعية المتقدمة في حال لعب برشلونة بالسيناريو الخططي الجديد في مبارياته المقبلة.
كما أن مايسترو خط وسط برشلونة تشافي هيرنانديز انتقد طريقة 3-4-3 التي اعتمدها غوارديولا، معتبراً أنها أصابت الفريق بالضعف في الناحية الدفاعية.
فقدان الانسجام لا يخف على أحد أن اللاعب العائد من الإصابة يحتاج إلى فترةٍ قصيرة وقد تطول أحياناً للعودة إلى مستواه السابق والانسجام مع الزملاء في الملعب، وهذا الأمر بدأ واضحاً في حالة القائد كارليس بويول، كما يرجح أن يظهر أيضاً في وضعية إنييستا، مما قد يؤثر سلباً على أداء برشلونة، وخصوصاً أن النادي الكتالوني لا يمتلك تلك الأسماء الكبيرة على دكة الاحتياط لتعويض الأساسيين وتحديداً في الناحية الدفاعية، إلا أن هذا الأمر قد يفسح المجال أمام الأسماء الصاعدة أمثال (تياغو وفونتاس) وغيرهم في حجز موقع لهم في القائمة الأساسية على حسب عطاءاتهم.
ويبقى السؤال المهم الآن لماذا تحدث هذه الإصابات العديدة في صفوف برشلونة؟ على الرغم من أن الليغا لم يُلعب منها سوى ستة أسابيع علماً بأن المرحلة الأولى تأجلت بسبب الإضراب، إذ بلغ عدد المصابين في ظل هذه الفترة القصيرة 7 لاعبين موزعين على الخطوط الثلاثة.