يقولون انّ الأيامَ كفيلةٌ بمداواة الجراحِ ولملمة الأحزان ونسيانَ ما فاتَ، لكنّ الجرح الفلسطيني الذي كُتب بالدم في اكتوبر 2000، لم يجف بعد، ولا زال أهالي الشهداء يبكون أبناؤهم الذي رحلوا قبل أوانهم.
ماذا أخذنا من عنصريتهم وحقدهم الأعمى سوى الدماء والشهداء؟! ما كُنا نعلمُ أنّ حقدهم سيسفرُ عن استشهاد ثلاثة عشرَ كوكبًا مِن أبناء شعبنا، ففي يومِ أسود من تاريخ شعبنا الفلسطيني، الذي تعوّد على الغدرِ والأذى، أمسكَ الشُرطيون بنادقهم، وأشهروا سلاحهم في وجه شبانٍ لا ذنب لهم، سوى ثورةُ غضبٍ تجاهَ مَن أصابهم في الصميم.
كيف نُبرّر لشهدائنا، أنّ الموتْ استهدف خيرة أبناء هذا الوطن؟! كيف نحيا بدونهم؟!! كيف نمحو من ذكرياتِ الأهل آخرُ ذكرياتهم مع فلذاتِ أكبادهم؟! وكيفَ نخفف آلامَ القلب الجريح؟! كيفَ نستعيدُ الزمن الغابر، وأيام الفرح، وما عادَ للفرح طعمه، وما عادَ في الحياةِ مَن نفرح بهم ولأجلهم؟!!
هي الحياةُ تسيرُ، وتتركُ التفاصيل خلفها، تُحاسب الجُناة على فعلتهم السوداء، وتزرع وردًا يُزهرُ عبقًا على أرواحِ شهدائنا، نصبرُ على ما أصابنا، وندعو للأحبةِ بطولِ البقاء، نكفكف دموع الأمهات، ونشكرُ اللهَ أنّ الوطن ما زالَ في البال، وأنّ الأمل باقٍ مهما طالَ الزمان، بانتظارٍ غدٍ أفضل.
اكتوبر 2011، جراحٌ تنزفُ وأمهاتٌ ثاكلات
وإذ تحيي الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني اليوم الذكرى الحادية عشرَ لهبة القدس والأقصى "هبة أوكتوبر" حيث ترفع الجماهير العربية اليوم صرختها عاليا ضد العنصرية والهمجية الممثلة بالحكومة الإسرائيية الحالية والسابقة، وليس ببعيدٍ أن تكون هي نفس العقلية اللاحقة، التي تسعى لقهر واغتصاب حقوق شعبنا الفلسطيني في الداخل الفلسطيني وفي الضفة والقطاع وفي الشتات أيضًا.
شعبنا اليوم وطوال الوقت يقف ضد سياسيات القمع التي تنتهجها المؤسسة الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا في الداخل وإحتجاجاً على محاولات نزع الشرعية عن القيادة المحلية والملاحقات السياسية لشباب وشبان المجتمع العربي.
وتعود هذه الذكرى وسط تأكيد على أن جوهر السياسية الإسرائيلية لم يتبدل فالعقلية التي تحرك إسرائيل، لا زالت كما هي، تصفية القضية الفلسطينية والدوس على حقوق الفلسطينيين أمام مرأى ومسمع العالم الصامت، بل المتواطئ إلى حد بعيد اخذاً بعين الإعتبار الإعتداءات المتواصلة على مقدساتنا مسلمين ومسيحيين ودروز وعلى كُل مَن لا يتذلل أمام هذه الحكومة وممثليها، بعقليتهم العنصرية.
عدوان وتحريضٌ ممنهج
وتحل هذه الذكرى في ظل استمرار بل وتصاعد السياسة العدوانية والتحريضية المنهجية ضد الجماهير العربية في إسرائيل، ليس فقط على المستوى المدني والحقوقي إنما على المستوى الوجودي وفي مختلف مناحي الحياة وعبر شتى الوسائل والأساليب، وفيما كان يدور الحديث عن سياسات قمع وتمييز نتحدث اليوم على قوننة التمييز في مجموعات قوانين عنصرية لم تسن في اي من دول العالم والأكثرها عنصرية.
وعلى الرغم من ان 11 عامًا مروا، خسرنا 13 زهرة من أجمل أبنائنا، صاروا شهداءً سطروا بدمهم ذكرى بطولةٍ لا تُمحى… وتعود هذه الذكرى لتؤكد لنا أن أحداً لم يعاقب على فعلته وأن القاتل لا زال حر طليق، بل ولم تكتف المؤسسة الإسرائيلية خلال عمليات قمعها للشباب العربي ب 13 زهرة الا أنها وحتى اليوًم قامت بتصفية عشرات المواطنين العرب بذرائع مختلفة ودون معاقبة اي من المسؤولين.
في هذا اليوم نعود ونشدّد على أننا نذكر شهدائنا الأبرار، ومصرين على الوفاء، ونعود ونشدد على أن الجرح لم يندمل، وسيبقى ينزف حتى يقدم القتلة الى القضاء وينالوا عقابهم.
اسماء الشهداء مع تاريخ الإستشهاد
1- رامي حاتم غره – جت، استشهد في 1-10-2000
2- احمد ابراهيم صيام – معاويه، استشهد في 1-10-2000
3- محمد احمد جبارين – ام الفحم، استشهد في 1-10-2000
4- اياد صبحي لوابنه – الناصره، استشهد في 2-10-2000
5- علاء خالد نصار – عرابه، استشهد في 2-10-2000
6- اسيل حسن عاصله –عرابه، استشهد في 02-10-2000
7- عماد فرج غنايم – سخنين، استشهد في 2-10-2000
8- وليد عبد المنعم ابو صالح – سخنين، استشهد في 2-10-2000
9- مصلح ابو جراد – من قطاع غزه وتحديدا من دير البلح استشهد في منطقة ام الفحم في 2-10-2000
10- رامز عباس بشناق – كفر مندا، استشهد في 3-10-2000
11- محمد غالب خمايسي – كفر كنا، اسشهد في 4-10-2000
12- وسام حمدان يزبك – الناصره، استشهد في 8-10-2000
13- عمر محمد عكاوي – الناصره، استشهد في 8-10-2000