نغم دويكات أول فلسطينية تدرس ميكانيك السيارات في فلسطين

مراسل حيفا نت | 30/09/2011

بخطى واسعة، ورغم انتقادات المجتمع، تسير الطالبة نغم دويكات الوحيدة بين زملائها في كلية هشام حجاوي بمدينة نابلس بفخر واعتزاز لا سيما وأنها تفوقت على زملائها في تخصص ميكانيك وكهرباء السيارات وحازت على أعلى العلامات.
وتواجه دويكات ضغوطات من المجتمع الذي يعارض مثل هذا التخصص لطبيعة العمل التي تتعارض وأنوثة المرأة حسب ما وصفه الكثيرون.
ولم تتردد كثيرا في اختيار تخصصها بعد أن حازت على معدل جيد جدا في امتحان الثانوية العامة في الفرع العلمي حيث حصلت على معدل 86% وتوجهت بشكل سريع لاستكمال الدراسة في الجامعة وقامت بالتسجيل في كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح الوطنية.

 وبعد أشهر على الدراسة في هذا التخصص الذي لم يلبي طموحها على حسب وصفها لأسباب عدة، اختارت الطالبة نغم داوود دويكات ابنة التسعة عشر ربيعا، الانسحاب من الدراسة في الجامعة والانخراط في كلية تقنية مهنية تمنح شهادة الدبلوم في تخصصات عدة.
الطالبة دويكات تجولت في أروقة الكلية مرارا وتكرارا قبل أن تجد من يمد يد العون لها ويقدم لها النصح، وعاشت حالة سريعة من العصف الذهني حين نصحها أحد المحاضرين في الكلية وهو إسماعيل ياسين أن تخطو نحو التخصص الحديث في المجتمع الفلسطيني والذي يجمع تخصص ميكانيك وكهرباء السيارات.

وقالت دويكات في لقاء معها: "نصحني الدكتور إسماعيل ياسين بهذا التخصص وفكرت ملية به قبل أن أوافق، وما شجعني أكثر هو أن اكون أول فلسطينية أدرس هذا التخصص وأشكل حالة فريدة من نوعها".

وأكدت أنها اختارت هذا التخصص بعد النصيحة المقدمة لها وعادت إلى أسرتها تحمل في قلبها مفاجأة لم يكن يتوقعها أحد من العائلة وعندما أخبرتهم بنيتها دراسة ميكانيك وكهرباء السيارات لم يحرك الأهل ساكنا وأعربوا عن دهشتهم في الاختيار الذي يعد حكرا على فئة الذكور.
وبحسب دويكات فإن الأهل لم يعارضوها بشكل مباشر ولكنهم حاولو ثنيها عن هذا التوجه بالإشارة إلى طبيعة التخصص وصعوبة العمل في هذا المجال بالنسبة للأنثى ونظرة المجتمع، إلا أن اختيار نغم كان نهائيا بالنسبة لها الأمر الذي دفع الأهل لموافقتها ومجاراتها على هذا الاختيار.

وأكدت دويكات، أنها واجهت صعوبات عدة أبرزها رؤية الشباب الذين يدرسون معها نفس التخصص لإقدامها على هذه الخطوة كونها الوحيدة بين نحو خمسة وعشرين شابا.
وذكرت دويكات أن الشباب يتسابقون إلى القيام بالعمل عنها في الورش التدريبية حتى لا تتعرض لصعوبات وكي لا تتسخ ملابسها ويعملون ذلك وهم مستغربون من إقدامها على هذه الخطوة كما أن محاضريها يحاولون تقديم المساعدة لها – وكانها عاجزة عن فهم أو القيام بمثل هذه المهمة- سعيا منهم لأن تكون نموذجا متقدما ورائدا.

وبعد الفصل الدراسي الأول زادت ثقة الطالبة دويكات بنفسها أكثر، حيث تفوقت على زملائها وحازت على تقدير متقدم وتفوقت على تخصصها وكليتها بمعدل تراكمي بلغ 89.8% ما زاد إعجابها بهذا التخصص الذي أبدعت فيه.
وقالت: "بعد الآن لا يوجد شيء يقف بوجهي رغم ما أراه من ضغوط مجتمعية"، مؤكدة أنها خاضت هذه المغامرة دون أن تدرك ما هو القادم خاصة بعد الانتهاء من المرحلة الدراسية وكيفية تقبل المجتمع لعملها".
وحول التفكير المستقبلي أكدت دويكات، أنها تسعى جاهدة لكي تكون مشرفة ادارية وفنية بحيث تمتلك ورشة وتشرف عليها، لافتة إلى رغبتها في مواصلة العمل في الكلية كونها تلقت عروضا بتعيينها حال بقيت على تفوقها مع العلم أنها تدرس الآن على حساب الكلية نتيجة التفوق.

ونصحت قريناتها بدراسة مثل هذه التخصصات الفريدة وأن يتمتعن بشخصيات قوية والتوجه نحو التميز والتمتع بالطموح.
وبدأت دويكات بعد تفوقها تحصد تشجيعا من محاضريها كما بعض الأقارب الذين عارضوها في بداية مشوارها وكذلك زملائها الذين تفوقت عليهم.
ووجهت دويكات رسالة للمجتمع مفادها أن سياسة التمييز بين الذكور والإناث يجب أن تزول وأن يتاح للمرأة خوض كافة المجالات التي لا تتعارض مع أنوثتها، منوهة إلى ضرورة أن تسعى المؤسسات النسوية لدعم مثل هذه التوجهات وتشجيع الطالبات على اختيار تخحصصات فريدة.

وفيما يتعلق برسالتها للأهالي، قالت دويكات: "أدعو الأهالي وأولياء الأمور لعدم الضغط على أبنائهم في اختيار تخصصاتهم والابتعاد عن إجبارهم على اختيار التخصصات الروتينية الرائجة في المجتمع".
وأعربت عن فخرها واعتزازها بخوض هذه المغامرة مؤكدة أنها باتت تعتز بنفسها أكثر ولا تأبه بما يقال حولها.

  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *